أثار إعلان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، خلال مؤتمره الصحفي أمس الأول، عن طرح نظام الثانوية العامة الجديد (التراكمي) للحوار المجتمعي، والقرارات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بالتعليم الأساسي، ردود أفعال متباينة بين أولياء الأمور، بين مؤيد ومعارض.. «الأهرام» ترصد آراء أهم شريحة معنية بهذا الأمر وهم أولياء الأمور، الذين طالما تكبدوا المشقة مع أولادهم بداية من مرحلة رياض الأطفال وحتي الثانوية العامة.
صفاء أبو النجا، أم لثلاثة طلاب بالمرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، أكدت أن طرح فكرة الثانوية التراكمية لحوار مجتمعي ونقاش موسع بعده يتم إقرار النظام من عدمه أمر جيد للغاية، لأنه لابد أن نستوعب هذا النظام كي نعرف إمكانية تطبيقه، بينما تري آمال منصور، الأم لطالب بالصف الثاني الثانوي، أن هذا النظام لا يتفق مع التعليم المصري، لأنه يضع الطالب تحت رحمة المدرس، الذي ربما لا يراعي ضميره في تقييم الطالب، وقد ينتج عنه زيادة في أعباء الدروس لكي يرضي المدرس عن الطالب.
وقد اتفقت داليا سلامة، الأم لطالب بالثانوي، مع أمال في أن هذا النظام سيزيد من أعباء الأسر لمدة ثلاث سنوات متواصلة، ويضع الأسر والطلاب في ضغط نفسي وعصبي ومادي، ولن يؤدي لراحتها.
من جانبها اعتبرت إيمان عطا، الأم لأطفال بالابتدائية والإعدادية، أن أهم قرار اتخذه الوزير في هذا المؤتمر هو إلغاء مادتي الكمبيوتر والرسم من المجموع، فهو يحمل ميزة رائعة، خصوصا أن الرسم موهبة والطلاب ليس لديهم جميعا نفس الموهبة، وكان من الظلم إضافته للمجموع، أما الكمبيوتر فكان مادة صعبة جدا نظريا، خصوصا أن ما كان يدرسه الطلاب بعيد تماما عن ما يمارسه الطلبة عمليا علي أجهزة الكمبيوتر.
وعن إلغاء امتحانات الثلاث سنوات الأولي للمرحلة الابتدائية تعتقد صفاء أبو النجا أنه قرار صائب يجعل الطفل يعيش طفولته ببساطة دون تعقيد وبعيدا عن الضغط الذي لا يتناسب مع مرحلته العمرية، ولكن مع الوضع في الاعتبار وضع تقييمات دورية للطفل للوقوف علي مستواه أولا بأول.
وقد تباينت ردود الأفعال حول إلغاء الشهادة الابتدائية واعتبار الصف السادس الابتدائي سنة نقل عادية بين مؤيد ومعارض، فبينما ذهب البعض إلي أن إلغاءها مهم لأن المرحلة الأساسية تنتهي بالصف الثالث الإعدادي، وهو الامتحان الأساسي فلا داعي لكون الصف السادس الابتدائي شهادة، وعليه فكونها سنة نقل عادية أمر طبيعي، وذهب البعض الآخر إلي أنه قرار غير صائب، لأن الشهادة الابتدائية أساس مهم للسنوات اللاحقة، وإلغاء شهادة قد يؤدي إلي تدهور مستوي الطالب، لعدم شعوره بتحمل المسئولية، وسيعمل علي عدم تحمس الطالب للمذاكرة، حتي المدرس سيصاب بالفتور خلال التدريس، فالشهادة تحفز المدرس قبل الطالب ليحقق نتيجة أفضل.
أما نرمين حمدي فتري أن الأبناء كانوا دائما حقل تجارب لكل الوزراء، فلا يوجد منظومة تعليمية ثابتة مثل باقي الدول المتقدمة، وكل وزير تعليم يصدر قرارات ويعد منظومة جديدة للتعليم وبعد سنوات قليلة يأتي وزير جديد ويلغي كل ما سبق ويطرح رؤية مختلفة، وهكذا فلابد أولاً من الاتفاق علي منظومة تعليمية ثابتة لا تتغير بتغير الأشخاص، وإنما يتم استكمالها مادامت مواكبة للعصر وتخضع للدراسة والتقييم أولا بأول.
وفيما يتعلق بالدرجات التراكمية في الثانوية العامة قالت نرمين إنها فكرة رائعة، لكنها ستزيد من الأعباء الخاصة بالدروس الخصوصية، التي ستتواصل لثلاث سنوات بدلا من عام واحد وبالطبع جميع الوزراء فشلوا في القضاء علي الدروس الخصوصية، لكن لابد أن تكون الدرجات الخاصة بالمواد المؤهلة لدخول الكلية هي المحك الرئيسي في القبول أو الرفض بجانب الاختبارات والامتحانات الخاصة بكل كلية.
التلاميذ والطلاب كان لهم رأي في القرارات التي أصدرها وزير التعليم أيضا، فسلمي أسامة، التلميذة بالصف السادس الابتدائي، أن إلغاء الشهادة الابتدائية أو عدم إلغائها ليس بالأمر المهم فقد تعودت أن كل سنة شهادة مهمة، والطالب الذي اعتاد علي التفوق لا يفرق معه هذا الأمر، كل ما في الأمر أن الضغط العصبي الذي كنا نعيش فيه انتهي وسنذاكر بنفسية مستقرة أكثر وراحة، وحول إلغاء إضافة درجات الميدتيرم للمجموع النهائي فهو قرار مهم للغاية، فقد كان الميدتيرم يعيشنا في توتر شديد، وإذا أصيب أحدنا بأي إخفاق في درجاته وهذا وارد كان يؤثر علينا في نهاية العام سلبيا، وأنا شخصيا سعيدة بهذا القرار.
أما جودي محمد، التلميذة بالصف السادس الابتدائي، فقد أكدت أن إلغاء الشهادة الابتدائية أمر أسعدها كثيراً ليس لرغبة منها في التقصير، حيث إنها اعتادت التفوق منذ الصغر، لكنه سيشعرها براحة نفسية شديدة وعدم تعرضها لضغط عصبي ونفسي، وأهم من ذلك سيجعل جو البيت أكثر هدوءا واستقرارا.
سما أسامة أحمد، التلميذة بالصف الرابع الابتدائي، قالت إن تخفيف المنهج مهم لنا خاصة الصف الرابع الابتدائي، الذي سبقتني شقيقتي إليه، ورأيت كم كانت مضغوطة والبيت في حالة شد عصبي غير طبيعي، لأن المناهج متضخمة ولم نكن نجد وقتا لممارسة نشاطنا الرياضي، بل علي العكس اليوم الدراسي كله يسير في ضغط شديد وعصبية ولم يكن هناك وقت لعمل الواجبات والمذاكرة، ولم يكن هناك وقت للراحة نهائيا.
فيما يري أسامة عبد الله كمال، بالصف الثاني الثانوي، أن نظام الثانوية التراكمي لن يكون ناجحا، فأنا من الطلبة كارهي الدروس الخصوصية بكل أشكالها، وهذا النظام سيضعني تحت رحمة المدرس، وبالتالي سأضطر لأخذ دروس عنده ليرضي عني ويقيمني تقييما إيجابيا.
وأضاف محمد جمال عبدالناصر، بالمرحلة الثانوية، أن تخفيف المناهج قرار صائب، لأن معظمها كان حشوا ليس له أي قيمة، بل يهدر وقتنا هباء وبالتالي سيؤدي لقدرتنا علي استيعاب باقي المنهج بكل تركيز، أما الثانوية التراكمية فسنري فائدتها عندما تطرح بشكل أكثر وضوحا، ولو أنني مع أن تظل الثانوية سنة واحدة، لكي نستريح من هذا العناء.
رابط دائم: