رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ضوابط لأكشاك الفتوى

فوجئنا بوضع كشك للفتاوى الدينية في محطة مترو الشهداء، وهذا شيء مستحدث علينا لم نره من قبل في بلدنا، ولم نره في العالم، وثار جدل كبير في المجتمع بين مؤيد ومعارض وتحول الجدل الي قضية تستحق أن نناقشها بالمنطق حتي لا تنحرف عن الهدف الذي أقيمت من أجله، وهو تقديم الفتوى السليمة في الدين الاسلامي من خلال دعاة من مجمع البحوث الاسلامية وبإشراف الأزهر الشريف، ولأن المترو هو وسيلة مواصلات مهمة والمفروض ان من يستقل المترو فهو يريد ان يصل الي مكان ما وليس لديه وقت للتوقف لأخذ فتوى دينية، ومن المؤكد أيضا أننا في حاجة الى الإنتاج والعمل من أجل بلدنا، لكن ايضا هي تجربة جديدة قد يصيبها النجاح او الفشل، وتستحق ان نعطيها فرصة لبضعة شهور على أن نراقبها لنرصد نتائجها ..

ولقد كنا دائما أمة وسطية، لم يكن المصريون في يوم ما متشددين او متطرفين الا من جماعة متطرفة استخدمت ومازالت الفتاوي المتطرفة والمتشددة لتفتيت المجتمع المصري وتغيير قيمه وبث الفتنة بين فئات الشعب، لهذا فإنني أعتقد انه لابد ان نضع ضوابط محددة حتى لا تتحول أكشاك الفتاوى الى مشكلة إضافية أو الي هيمنة الدعاة علي المجتمع المصري بكل فئاته. ومن اهم الضوابط في رايي وأولها :ان يتم اختيار دعاة مستنيرين يقدمون التفسيرات بوسطية واعتدال، وإلا يندس دعاة متشددون، ونحن نعرف ان هناك في الازهر نفسه دعاة متشددين، كما اننا لابد ان ننظر الي مناهج الازهر وضرورة إصلاحها وتنقيتها من التفسيرات المتشددة والمتطرفة، خاصة اننا رأينا فتاوى تكفيرية من أحد الدعاة وكان من الازهر ، ومن الضروري ان تكون مهمة أكشاك الفتوى ان تصبح منابر للفكر الاسلامي المستنير.

وثانيها: انه مادام يتم الدفع بوسائل جديدة تتصدى للتطرف، ومادامت هناك رغبة لدى الدولة ومؤسساتها في تطويرالاحوال، فإنه يمكن أيضا أن توضع مواقع ومراكز لنشر الفنون والموسيقى الراقية في مواجهة موجة الأغاني الهابطة والسوقية والفجة التي تنتشر في كل مكان في بلدنا الآن.

وثالثها :أن يتم وضع أكشاك لتفسير الدين المسيحي لمن يريدون اجابة حوله، لأننا دولة يعيش فيها المسلم والمسيحي معا، ولا يصح وضع أكشاك فتوى للدين الإسلامي، دون النظر الى الدين المسيحي وتقديم آراء مستنيرة حوله لمن يشاء من المواطنين ..

رابعها :ان توضع في محطات المترو مكتبات لبيع الكتب والصحف المصرية والعالمية لنشر الثقافة والقراءة بين المواطنين، كما يحدث في كل الدول المتحضرة.

لقد نشأنا على الدين المعتدل وعلى التفسيرات الوسطية منذ صغرنا، حتي بدأ الاتجاه الى نشر الفتاوى المتطرفة، وظهر الأمر جليا بعد 25 يناير 2011، في هوجة من الفتاوى المضللة والمتطرفة، التي تحاول ان تهدم القيم المصرية والعلاقات المجتمعية التي تربينا عليها .اننا في حاجة الى أفكار التنوير والتحضر وتطوير العقل المصري، والتفكير العلمي مع المحافظة علي الوسطية في الاسلام، ومن الضروري متابعة ومراقبة تجربة أكشاك الفتاوى التابعة للأزهر، ووضع ضوابط تضمن سلامة ادائها حتى لا تتحول الي منابر للتشدد.


لمزيد من مقالات منى رجب;

رابط دائم: