رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حالة حوار
«الزيبق».. مرة أخرى

أشاهد ـ للمرة الثانية ـ هذه الأيام حلقات مسلسل «الزيبق» الذى عرضته الشاشة فى رمضان الفائت.

والواقع أن هذا المسلسل قد أصاب نجاحا كبيرا من حيث إحيائه لمعنى البطولة فى أذهان وأرواح الناس.. ولكن هل كان الناس جاهزين لاستيعاب معنى البطولة؟

نحن لم نرب الناس سياسيا أو وطنيا بحيث يشاركون فى رفع الحمولة التعبوية الثقيلة التى يقدمها هذا المسلسل، تقول لى ـ طبعا ـ ولماذا تحملوا ما قدمه مسلسل «رأفت الهجان»؟ وأجيب لأن رأفت الهجان كان يرتبط بمرحلة تاريخية أخرى مفعمة بالأمل، وقت إنشاء جهاز المخابرات وحتى حرب 1973، .

أما «الزيبق» فقد جاء فى وقت لسنا جاهزين فيه له أو لحمولته التعبوية، على الرغم من أنه مسلسل ممتاز، وأداء الممثلين فيه كان أكثر من رائع سواء كريم عبدالعزيز أو شريف منير أو محمد شاهين أو كارمن لبُس، كما أن عوامله الفنية والصرف على تصويره كانوا فى أفضل شكل ممكن، وأذكر ـ فى هذا السياق ـ موسيقى مودى الإمام التى كانت شيئا لا يقل بحال من الأحوال عن موسيقى الموسيقار اليونانى «يني» وإن لم تتشابه معها.

مسلسل «رأفت الهجان» كان وطنيا لكنه كان تاريخيا أيضا، وليس كل مسلسل عن بطولات المخابرات العامة يجب أن يكون تاريخيا، ولا يعنى ما أقول أن نفشى أسرار مطبخنا الأمني، ولكن نعرض من الوسائل ما هو حديث ومعروف دوليا على نحو يدعم طزاجة الحدث، الميزة الكبرى فى مسلسل «الزيبق» هى أنه تضمن نسيجا إنسانيا راقيا فى حكايات شكلت خلفية رائعة لقصة العميل عمر صلاح الدين، وقصة الوكيل خالد مع زوجته وقصة شقيقه الأنانى البخيل مع خاله ونادى البلياردو، وقصة ريعو مع الجارة، وقصة نهى ونادى المساج والساونا «كل هذا ولو كان أو بعضه له علاقة فى الجزء الثانى القادم بالجاسوسية» فإنه دعم إنسانية العمل وأحكم خيوط الرواية.

أكرر أن «الزيبق» كان مسلسلا رائعا ولكنه ـ قطعا ـ لا يلائم المناخ الذى يعيشه المصريون الآن، فنحن نحتاج إلى تعليم سياسى كبير جدا قبل أن نستقبل مثل تلك الأعمال.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع;

رابط دائم: