رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
أكرموا عزيز قوم خانه المحمول

منذ سنوات قررت بينى وبين نفسى ألا استخدم التليفون المحمول وقاومت كثيرا ولكننى لم اصمد كثيرا أمام مغريات هذا الجهاز الغريب حتى وقعت فريسته وقد أصبح جزءا مهما من حياة الملايين وأنا واحد منهم .. بقيت علاقتى بالمحمول محدودة للغاية فلم أحاول أن أفك طلاسمه واكتفيت فقط بأن أتلقى مكالمة أو ابعث رسالة خاصة اننى تبرأت من كل المواقع الالكترونية كالفيس بوك وتوابعه .. ظلت علاقتى بالتليفون المحمول طيبة حتى شعرت أن الشيخوخة بدأت تدب فيه وقررت أن اشترى جهازا جديدا ويا ليتنى ما فعلت فحين طلبت المساعدة في نقل الأرقام من الجهاز القديم إلى الجهاز الجديد طارت الأرقام كلها وفيها أرقام الأصدقاء والمسئولين الكبار والصغار والأهل والأحباب وصداقات العمر الجميل ورزالات العمر الثقيل خاصة أننى كنت أحافظ على جميع الأرقام حتى من رحلوا وكأنني أتحدث معهم من الغيب .. فجأة وجدت التليفون القديم خاليا من الأرقام ويجلس بجواره التليفون الجديد وشعرت أن القديم يشعر بالشماتة تجاهى وكأنه يقول فرطت في بهذه البساطة وكان نصيبك ما حدث وخلى الجديد ينفعك .. جلست حائرا انظر إلى تليفونى القديم وأنا ارجوه لو افرج عن الأرقام وقال المتخصصون لا أمل لقد سقطت جميع الأرقام وقلت لنفسى إنها مقالب التكنولوجيا حين تتصور أنها حكمت الإنسان .. كنت في زمن مضى أيام التليفون العادى أحفظ مئات الأرقام بعد أن حدثت الكارثة اكتشفت أننى لا أحفظ خمسة أرقام منها ودار في رأسى هذا السؤال ماذا لو حدث ذلك في حسابات البنوك وميزانيات الشركات والدول والمؤسسات الكبرى وانقطع تيار الكهرباء أمام الأسعار الرهيبة أو توقف جهاز الكمبيوتر للطيار الآلى الذى يقود الطائرة أو توقفت أجهزة الكمبيوتر الضخمة التى تحرك الجيوش وحقائب الأسلحة النووية والدمار الشامل دارت في ذهني كل هذه الهواجس السيئة ربما لكى أبرر ما حدث معى.. بعيدا عن كل هذا، أنا الآن احمل تليفونا محمولا بلا أرقام فهل أجد العون لدى أحبابى وأصدقائي أن يرسلوا أرقامهم.. اكرموا عزيز قوم خانه تليفونه المحمول.

[email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة;

رابط دائم: