رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حالة حوار
طلع الجهل علينا

نادرا ما ألتجئ إلى الإنترنت لأستمد منه مواد لهذا العمود، فالأصل فى النت صار هو عدم الدقة أو التلفيق أو محاولات الإثارة أو الميل للخروج والقباحة وقلة الأدب.

ولكننى عثرت ـ أخيرا ـ على شىء فى شاشة الإنترنت ورأيت ضرورة فى أن أعرضه عليكم لأنه ـ بدرجة كبيرة ـ يجسد حالة العقل العربى فيما بعد عملية يناير وما رافقها من عمليات فى بلاد أخرى، وتلك السيطرة المروعة لجاهلية الإسلام السياسى وجمود وتعفن العقل المتطرف على الفكر العربي، وتتمثل تلك المادة التى رأيتها جديرة بالنشر فى قصيدة رائعة للشاعر التونسى أحمد عمر زعبار ويقول فيها: (طلع الجهل علينا من ثنيات الرعاع.. طلع السلف علينا لبس الدين قناع.. فُرض القهر علينا ورأى الأنثى متاع.. ورأى النصر المبينا فى نكاح وجماع.. أيها المملوء طينا إنما العقل شعاع.. وظلام الملتحين يكره النور المشاع.. أيها المدسوس فينا جئت بالقول الخداع.. جئت خربت المدينة وقلبت السقف قاع.. جئت بالأمر المشينا جئت بالهمج الرعاع).

..................................

هذه القصيدة ـ على بساطتها ـ جاءت تعبيرا بالغ الدقة عن الحالة التى خيم فيها التطرف بجموده العفن على العقل العربى وأنشب فيها مخالبه الشرسة فى دماغ المواطن العربى ليحيله لعبة لا تعرف إلا السمع والطاعة للأمير وبطانته سواء كان اسمها مكتب إرشاد أو مجلس شورى مسلمين أو غير ذلك من الترهات، القصيدة مستوحاة من إنشاد دينى شهير لأنصار المدينة فى استقبال الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان هذا التناص intertextuality تعبيرا عن ضيق النفوس المؤمنة بوباء الجهل الذى يهجم علينا من كل حدب وصوب مظهرا ذاته وكأنه النقاء مقطوع الصلة بكل ما نعيش فيه ـ بوجهة نظر متخلفة ـ من موبقات وكفر وما يعيش فيه هو من نقاء وتبتل.

القصيدة تعبير عن طبيعة المواجهة بيننا وبين قوى التخلف التكفيرى وبشارة انتفاض ضد جهل وجاهلية تلك القوى.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: