غياب يطرح أسئلة، وحضور يقدم أجوبة، الغياب يثير الحزن، والوجود يبعث على الفرح، وبين الحزن والفرح تمضى الحياة، لا ثبات لشيء، ولا دوام لحال، نبكى تارة، ونبتسم تارة أخري، مشاعرنا تتأرجح، وأفكارنا أيضا، ولا مشكلة، فلكل فعل رد فعل.
الوجود معروف، والغياب محتوم، وما عدا ذلك غير واضح، أشياء نحكمها، وأشياء تحكمنا، هناك ما نفهمه، وهناك ما يتجاوز قدرتنا على الفهم، وقد يصبح الفهم مصدرا للألم، والحل بسيط، نعيش أيامنا، ونتقبل أقدارنا، وما لا نتحمله اليوم، ربما نتحمله غدا.
فى كل تجربة غياب، تبدو الأشياء عبثية، ماكان موجودا، يصبح فى لحظة غائبا، وتبقى الذكري، لحظات السعادة لا تنسي، ولحظات الألم أيضا، البعض يتحمل، والبعض ينهار، الوجود لغز، والغياب لغز آخر، مشكلة أن نعرف لحظة الشروق، ولا نعرف لحظة الغروب.
الغياب تجربة صعبة، والوداع تجربة أصعب، لكن هذا ما يحدث، لكل بداية نهاية، ولكل أول آخر، فى البداية لا نفكر فى الغياب، وعند النهاية ندرك قيمة الوجود، ولو عرفنا الحقيقة، لأدركنا الحقيقة، لكل حضور غياب، الفرق فقط فى التوقيت، وهذا هو القانون.
فى كل تجربة وداع، لابد من ألم، وأيضا وجع، فالأحباء يرحلون، وحين يتجاوز الألم قدرتنا على التحمل، علينا أن نتذكر، لكل وجود غياب، وهناك من يغيب، ولا يغيب، بل يبقى حاضرا للأبد.
لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود; رابط دائم: