هل هو تعريف جديد: الأمية الوطنية؟ إن الذى يتأمل حول هذا التعريف لا يقضى وقتا طويلا دون ان يعثر على الإجابة ، الامية الوطنية تحيط بنا جميعا ، وتتسلل الى كل مساحات العقول على تباين مستوياتها لتعيد تصدير هذه المقولة أو هذا التعريف (الأمية الوطنية) ..هل نحن حقا في حاجة للالتفات حولنا لنبحث عن هذه الهوية ، انها قائمة في عقول وقلوب الكثير منا ، هناك العديد من الظواهر او المظاهروالمهازل الدامية التى تعيد تشخيص عقولنا.. إنها الحالة التى تستبد بنا ولا تفارقنا.. انها (حالة) غياب الوعى البسيط لدى ابناء الشعب ، ليس فقط بين هؤلاء الذين لا يتمتعون بقدر بسيط من التعليم او الدين وانما كذلك على مدى امتداد البصر في كثير من ألوان حياتنا من السادة المتعلمين والسادة المثقفين والسادة العارفين ؛ ويمكن للانسان البسيط ان يجرى البصر بعيدا في الشوارع والمدارس والمؤسسات الرسمية او غير الرسمية او حتى عبر الحضور الالكترونى في عديد من التغريدات والتعليقات واللايكات على فيسبك وتويتر حتى يرى الى أى درجة امتدت الامية الأخلاقية من المستوى البسيط لها إلى المستوى البعيد بين السادة المتعلمين والمثقفين ..وهى لم تمتد كما نرى الى عقول الاميين وحسب وانما الى عقول الغالبية السائدة ممن يمكن عندهم اعادة تعريف الامية الهجائية او الوطنية عند طائفة واحدة يمكن ان يتهم بها المتعصبون او المتخلفون أو المعاصرون، وانما هى ظاهرة تعكس الكثير مما يؤكد سيادة هذه الظاهرة في الأفق العام..
والغريب ان المثقفين يقعون في حيص بيص عند النظر الى الظاهرة، أى ظاهرة.. وتتعدد الكتابات والندوات والمؤتمرات والامثلة التى لا تنتهى.. فبيننا من كان يتحدث ذ ومازال- خارج المنيا وداخلها عن (الجلسات العرفية)..!! وبيننا من لايزال يتحدث عن (المؤامرة ) ؛ وكأن المؤامرة الكبرى لاتأتى من الخارج وإنما من الداخل ..!! وبيننا من لايزال يتحدث عن الفتنة الطائفية وكأن هذه «الفتنة» واقع يفرض علينا من خارج أفعالنا وعقولنا ..!! وبيننا من لايزال يتحدث عن المتعلمين والجاهلين وكأن صفة المتعلمين اليوم يمكن ان تطلق على من تعلم بشهادة دون ان يكتسب شهادة الوعى الدينى والفطرى ..!! ومنا من لايزال يتحدث عن المتعلمين وخريجى الجامعات بينما الامية الثقافية تفوق الامية التعليمية بشكل يلفت النظر الى حد بعيد ..!! وبيننا من لايزال يعتقد ان الامية الهجائية (المروعة) تختفى لمصلحة الامية التعليمية او الامية القرائية وهى المصطلحات التى تسود على الشاشة الرقمية..!! وبيننا من لايزال يتحدث عن ان الدين في المدارس لم يعد وسيلة رسوب او نجاح دون ان يعرفوا ان القيم الدينية الحقيقية غائبة عن المجتمع وليس عن المدرسة فقط!! وبيننا من لا يزال يذكر كارثة الامتحانات حين واصلت صفحة شاومينج هذا الجدل المريع بتسريبات امتحانات الثانوية العامة، واحداث أزمة كبرى. الأكثر من هذا انها كانت تهدد بالتدخل في تصحيح النتائج من داخل الكنترول ؛ ومازالت هذه الدعاوى تضيف الكثير مما يندى له الجبين حتى ان الرئيس السيسى نفسه يتدخل معلنا أنا هحل مشكلة التعليم..!!
- وبيننا من لايزال يتحدث دفاعا عن «ختان الإناث» ومازلنا في مصر نتغافل عن هذه الكارثة ؛ فنسبة هذه الممارسة في مصر تصل الى 61% من الفئة السِّنية 15-17سنة ش اى اننا نحتل الضلع الثالث في مثلث ضلعاه الآخران اثيوبيا والصومال!! وبيننا من لايعرف شيئا عن كثير ممايحدث حوله /حولنا على سبيل المثال عن (قضيه تيران وصنافير- قضية سد النهضة - انخفاض منسوب النيل - قضية ريجيني الإيطالية - قضية تجديد الخطاب الديني؟ .. والقضايا كثيرة لا تنتهى) وبيننا من لايزال يسأل ولا يجيب أحد : هل هى الامية الوطنية ؟
لمزيد من مقالات مصطفى عبد الغنى رابط دائم: