رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مديرنا ومديرهم

كيف يختار المدير العربي معاونيه؟ وكيف يختار المدير الأجنبي معاونيه؟ الفارق بين الاختيار الأول والثاني كبير جدا, فالمدير العربي يختار معاونيه من المؤيدين وحملة المباخر والذين يردد بعضهم أقواله وأفعاله ويقلدونه في كل شيء ويتغزلون في مهارته حتي ولو كان محدود الكفاءة. والمدير الأجنبي يختار معاونيه من المعارضين والذين لهم أفكار تختلف معه ولاتوافقه في كل شيء, ويعرضون عليه أفكارا ربما لاتتوافق مع ماينادي به ولكنه يسعد بهم.


وقد روي لي صديق حول موقف ابنه الذي يعمل في شركة كبري داخل الولايات المتحدة الأمريكية وتمت ترقيته إلي موقع مهم وبعد الترقية سأله والده:ماذا ستعمل ؟ قال: أمامنا أزمة مالية خانقة والخروج منها يحتاج إلي كفاءات ومهارات وليس إلي منافقين أو مؤيدين وقال لوالده: لجأت إلي اختيار المعاونين من الكفاءات والمهارات في الأقسام المختلفة وكلهم تقريبا يعارضون أفكاري ولهم مواقف معي في اجتماعات سابقة, ولكني لم أهتم إلا بما يمكن أن يحقق الصالح العام ويرفع كفاءة الأداء.

المعارضون تسمع منهم كلاما قد يثير القلق أو الغضب ولكنه مفيد ويحقق الصالح العام, وربمااحتاج كمدير إلي سماع الأخبار السارة والتي أصبحت نادرة هذه الأيام خاصة في ظل أزمة مالية واقتصادية عالمية. وقال المدير المصري الأصل الذي يعمل في شركة أمريكية: أنا مهتم جدا بأن يكون الفريق الذي يعمل معي علي درجة عالية من الكفاءة ويسعدني أن يخرج من بينهم من يصعد إلي موقعي لأنني لاأرغب في الاستمرار أكثر من ثلاث سنوات. وكما يقول: المدير الناجح لايحارب معاونيه,ولايغضب من بروز كفاءة أو خبرة, أو أن يصعد إلي موقع أعلي.ولايعرف المدير المصري النظرية المطبقة عندنا وهي اذبح بديلك البعيد والقريب والمجاور! أو فتش عن المعاونين المسالمين لك وغير المزعجين لأن هذا يضمن لك الراحة والاستمرار,وهذه نظرية خاطئة وهي وراء التدهور الاداري الذي يسيطر علي حياتنا.ومن حسن حظ المدير المصري الأصل أنه تعلم في مصر وعمل في الخارج ووفق قواعد ونظم تطبق معايير صارمة للثواب والعقاب.

ولهذا لم يسع للبحث عن المعاونين من شلة المقهي أو الفندق أو الأقارب والجيران أو من بعض الشخصيات التي لاتعرف سوي تدبيج قصائد الغزل والمديح حتي لو كانت في غير موضعها. هو يدرك أنه لو اختار هؤلاء فإنه يكتب شهادة الفشل له ولهم مهما طال الوقت أو قصر, والمديرلايستمر إلي الأبد ولايبقي إذا حقق خسائرولايستمر أيضا إذا لم ينجح في تكوين صف ثان وثالث, وهذا هو الفارق بيننا وبينهم,وكيف نختار المعاونين,وكيف نحافظ علي شركاتنا وبطريقتنا وهي في الحقيقة معاول هدم وتدمير,وهم يحاولون توفير كل مقومات النجاح في اختيار المديرأولا والسماح له باختيارمعاونيه,وهو يختار بأسلوب يختلف عن أسلوبنا في الاختيارالذي لايزال يعتمد علي المجاملات والترضيات!

إنه نموذج في الإدارة يجب أن نسعي إلي تطبيقه ومن حق المدير أن يختار معاونيه,ولكن ماهو أسلوب الاختيار وهل يتفق هذا مع الكفاءة أو الخبرة أو مع المزاج الشخصي والتوجه الشخصي الذي يهدم المنشأة ويكتب شهادة وفاتها بأسرع مما يتوقع ولايحتاج المدير الذي يسعي إلي النجاح إلي معاونين ومساعدين مثل الببغاء الذي يردد أقواله وأفكاره ويلقي علي مسامعه مايريد حتي ولو كان هذا لايتفق مع الصالح العام ومصلحة الشركة أو الهيئة أو الوزارة.

إننا نحتاج إلي مراجعة أسلوب اختيار المديرين, فلا الأقدمية تكفي,ولا المجاملات او الترضيات او الاعتبارات الشخصية تحقق مصلحة المنشآت, ولكن يجب ان يكون الهدف هو الصالح العام والمدير القوي لايخشي من المعاونين الأقوياء والكفاءات. أما إذا كان ضعيفا وصعد في مصادفة إلي موقعه فهو يخشي من السقوط لهذا يحيط نفسه بالضعفاء والمنافقين .


لمزيد من مقالات عبد المعطى أحمد

رابط دائم: