رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

السيسى.. ومقعد الرئاسة

الزعيم نيلسون مانديلا أول رئيس وطنى لدولة جنوب إفريقيا بعد انطواء صفحة النظام العنصرى يعد الأبرز فى مقاومة غواية السلطة، فالرجل بعد نجاح الثورة التى قادها اختار أن يبقى فى السلطة لفترة رئاسية واحدة، ضاربا بذلك القدوة، وظل حارسا وراعيا للتجربة الديمقراطية فى وطنه.

وهناك فى إفريقيا نموذجان رائعان بجانب مانديلا، هما الرئيس السودانى عبدالرحمن سوار الدهب الذى قاد انقلابا ناجحا ضد نظام جعفر نميرى عام 1985، وأجرى خلال فترة رئاسته القصيرة التى لم تستمر أكثر من عام انتخابات ديمقراطية ونزيهة، وخلال هذا العام تم إعداد دستور يجعل منصب الرئيس شرفيا، ويضع مقاليد السلطة فى يد رئيس الوزراء، أى لرئيس الحزب الذى سيفوز بأغلبية مقاعد البرلمان.

وقبل أن تنتهى فترة رئاسة سوار الدهب حاولت القوى السياسية الحزبية وغير الحزبية الضغط على الرجل للاستمرار فى السلطة إلى أن تنتهى من استكمال استعداداتها لخوض الانتخابات، إلا أنه أصر على تسليم السلطة فى الوقت المحدد، أى فى نهاية العام، حيث كان قد أعلن أن المجلس العسكرى الذى يرأسه لن يستمر فى السلطة أكثر من عام.

أما النموذج الثاني، فهو الموريتانى على ولد محمد فال الذى قاد انقلابا أبيض أنهى فترة حكم الديكتاتور معاوية ولد الطايع التى استمرت من عام 1992 حتى عام 2005. وقد رفض الرجل فى نهاية الفترة الانتقالية التى استمرت لمدة عامين ترشيح نفسه لرئاسة الدولة، وأقنع أعضاء المجلس العسكرى الحاكم بعدم ترشيح أنفسهم.

وقد استحق هؤلاء الثلاثة مكانتهم لأنهم الاستثناء بين كل من صعدوا إلى قمة السلطة فى الدول الإفريقية، فبعد انطواء عصر الاستعمار، وتحمل العناصر الوطنية المسئولية فى بلادهم، انتصرت الرغبة والحرص على الاستمرار على قمة السلطة بين هذه العناصر.

ومنذ ستينيات القرن الماضي، وهو العقد الذى شهد رحيل الاستعمار من عدد كبير من الدول الإفريقية، واستقرار رؤساء أفارقة على قمة السلطة فى بلادهم، لم يرحل أى منهم عن مقعده فى معظم الأحوال إلا نتيجة انقلاب عسكرى أو بالوفاة. وهناك بين الرؤساء الأفارقة من يرفض مغادرة السلطة ويتمسك بالبقاء على مقعد الرئيس إلى ما شاء الله، فالرئيس روبرت موجابى رئيس زيمبابوي، بلغ 93 عاما، وله فى المنصب 37 عاما، وبالرغم من مرضه وسوء حالته الصحية وعجزه عن حمل مسئوليات منصبه، فإنه يصر على البقاء، وقد أعلن أنه سيرشح نفسه مرة أخرى عام 2018. وسار على نفس الدرب الرئيس الأوغندى يورى موسيفيني، فبعد قضاء 31 عاما على القمة، فليس هناك ما يشير إلى رغبته فى الرحيل.

والنماذج المتشبثة بالسلطة أبدا هى التى أعطت البريق لمانديلا وسوار الدهب وعلى ولد محمد فال.

وتؤكد كل المعطيات والمؤشرات أن الرئيس عبدالفتاح السيسى سينضم إلى هذه الكوكبة الرائعة من الرؤساء الأفارقة، فقد أعلن الرجل أكثر من مرة أنه لن يبقى على مقعده لثانية واحدة إذا ما كانت تلك هى رغبة الشعب.

والسيسى رجل صادق لا يناور ويتجه إلى الهدف مباشرة، ويتعامل بشرف، ولأنه يعرف الله، فهو لا يخشى إلا الله، ويقتحم المشاكل بجسارة دون أن يضع للشعبية حسابا، وكل ما يعنيه أن تجتاز مصر الاختناقات التى تعرقل مسيرتها، لتصل إلى الغد الذى تستحقه.

وهذا الغد لن تشرق شمسه إلا عبر احترام الدستور، والتسليم بالسيادة الحقيقية للشعب.

< منذ أسابيع بدأ الباعة الجائلون والبلطجية فى الظـهور بقوة فى شارع 26 يوليو بحى بولاق وفى مناطق أخري. لقد بدأ الخرق الذى يمكن أن يتسع يوما بعد يوم.

ولكن لماذا؟ هل شعروا أن السلطة مشغولة بما هو أهم، فاستغلوا الموقف؟ أم لأن أحدا لم يردعهم بدرجة كافية، فعادوا إلى ما كانوا عليه من اجتراء على الأرصفة والشوارع؟

< لقد بدأ الناس يلاحظون أن عددا من السيارات والمركبات، بدأت فى وضع شعارات دينية بالمخالفة للتعليمات والقرارات التى سبق أن أشرفت وزارة الداخلية على وضعها موضع التطبيق منذ سنوات.

هل يحتاج الأمر إلى إجراءات حازمة مرة أخري؟ أم أن الوقت لا يسمح بذلك؟!


لمزيد من مقالات عبده مباشر

رابط دائم: