وجهة نظر
مصر وتعدد الثقافات

سيظل قصر عائشة فهمي (مجمع الفنون) يحتل مكانا ومكانة عالميين في وجدان جميع الفنانين التشكيليين في مصر، وسيبقي علامة بارزة وشاهدا علي إيمان مصر بتعدد الثقافات، وريادة الفن المصري عالميا. ويمثل مشروع إعادة ترميم القصر وافتتاحه من جديد حدثا فنيا مهما تستعيد به الحركة التشكيلية المصرية أثرا تاريخيا فريدا بالغ الأهمية وصرحا ثقافيا وفنيا يبرز خصوصيات وجماليات الثقافات والفنون المختلفة، ويرصد ويسجل كيفية انتقالها بين الأجيال والتيارات المتعاقبة، هذا الترميم الذي استمر لاكثر من 10 سنوات وتوقف نشاطه قبلها لسنوات طويلة غاب عن الساحة الفنية خلالها حيث كان مركزا يلتف حوله جموع الفنانين والمثقفين يستلهمون منه إبداعاتهم، وإصرارهم علي إحداث تنمية ثقافية وتفتح علي الحضارات والفنون، ومنصة للتنوير، وهذا ما نحتاجه بالضبط الآن لمواجهة خفافيش الظلام الذين يريدون تدمير معالم حضارتنا وتشويه ملامح شخصيتنا وثقافتنا وهويتنا. والحقيقة أن ترميم وإعادة افتتاح هذا القصر في حد ذاته يعد ملحمة نفتخر بها جميعا ونفخر بأن مؤسساتنا الثقافية التابعة للدولة هي التي قامت بها. ويهدف مشروع الترميم والتطوير الأخير إلي إعادة تطوير القصر من الداخل والخارج وتطوير القاعات لتستوعب المعارض التشكيلية وإعدادها بكل ما هو حديث ومتميز في أساليب العرض والإضاءة والخدمات المتميزة للجمهور، مع الحفاظ علي طرازه المتميز وعناصره الوظيفية والجمالية وعدم المساس بها رغم القيام بأعمال التأمين وتركيب كاميرات وتكييفات وإقامة كافيتريا وغرف مخازن وأماكن استراحة وغرف ماكينات كهرباء وأماكن لبيع المستنسخات والهدايا وغيرها من الخدمات.