رئيس مجلس الادارة
عبدالمحسن سلامة
رئيس التحرير
علاء ثابت
منذ أن أظهر الرئيس السيسى التزامه بالترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة مالم ير الشعب غير ذلك، بدأ المهرجان المعتاد للنفاق والزلف وبالذات فى برامج التوك شو التى وجدت أخيرا قضية للصراخ والنضال ضد أعداء وهميين مع أن الناس مدركون ـ جيدا ـ لأن الرجل «الذى جربوه أكثر من مرة» هو أصلح من يتولى المنصب الرئاسى الرفيع ولم يطرحوا أنفسهم فصيلا عن معركة أو طرفا فى خلاف. والرئيس السيسى يدخل إلى تلك المنافسة الانتخابية ببرنامج عماده هو إنجازه الضخم فى كل المجالات شاملا وحدات سكنية غير مسبوقة من حيث العدد أو المواصفات، وطرق ممتدة هائلة، ومشروع لتنمية قناة السويس بعد حفر القناة الجديدة ومزارع سمكية، ومدن جديدة واستزراع لمليون ونصف مليون فدان ومصانع يعاد تأهيلها وتدويرها ومصانع أخرى يتم إنشاؤها ومرافق صارت تعمل بأكبر قدر من الكفاءة ومشروع متكامل للنهوض بالتعليم وقبل ذلك كله مواجهة للإرهاب ناجحة ينوب فيها الجيش المصرى عن العالم كله فى الدفاع عن الحضارة الإنسانية بكل عناصرها. هذا ما يضاف للسيسى غير موقفه الخالد فى مواجهة التنظيم الرجعى العفن الذى كان يسيطر على البلاد ويفرض عليها فاشيته الدينية المقيتة، فتقدم الرجل يتصدر موكب ثورة 30يونيو العظمى لإزاحة تلك الوصمة عن جبين مصر وإزاحة الكابوس الذى جثم على صدر الأمة. ولكن كل ذلك كوم والأثر السلبى المدهش الذى يتسبب فيه عوار أداء المحليات كوم آخر، ولن أقول إن ذلك الأداء سوف يخفض شعبية السيسى ولكنه ـ قطعا ـ سيؤثر على صورة مصر فى عهده وهى تلك التى أرادها «دولة» لا «شبه دولة». فساد المحليات صار يمكن رصده فى الشوارع بسهولة، كما صار ماثلا أمام عيوننا فى أحشاء الشوارع الخارجة من حفر طرقنا وأرصفتنا، علما بأن ما يتم إنفاقه على الرصف والتجميل والنظافة يكفى لعدة محافظات مثل القاهرة أو أى مدينة مصرية أخري. هناك هدر حقيقى لصورة إنجاز السيسي، بل أقول إن هناك ما يشبه الإساءة العمدية لصورة مصر ـ السيسى عبر الفوضى المغرضة التى يطلقها مسئولو المحليات مسعورة عقورة على حياة الناس ـ يوميا ـ فى شوارع وحارات مصر.. لم تكن بلدنا هكذا فى عهد الإنجليز أو رؤساء مصر الثلاثة ـ بعد ذلك ـ فما الذى يوصلها إلى ذلك الحال الآن بالذات، نحن فى حاجة لثورة حقيقية لإصلاح المحليات وحتى لا يدخل السيسى إلى المعركة الانتخابية فيما يسودنا «وعى زائف» بأننا دولة لا شبه دولة. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع