رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بين الثامن والتاسع من يونيو 50 سنة !
جاكسون «اليهودى» يرصد تحدى المصريين للمستحيل .. والغمرى يتنبأ بالنصر فى «اليوم السابع»

أنور عبد اللطيف
فى الثامن من يونيو 2017 .. قال الرئيس السيسي «أمام إرادة المصريين لايوجد مستحيل إذا أرادو أن ينجزوا شيئا أنجزوه مهما كانت التحديات، ومهما كانت «التعديات» جاء ذلك فى كلمته للمصريين ولشباب مصر فى نهاية ثلاث سنوات له فى الحكم بعد ثورة الثلاثين من يونيو 2013 ، التى اختار أن يتمها بالاحتفال بتحرير 45 مليون متر مربع من أملاك الدولة وإعادتها إلى «شعب مصر» صاحبها الأصلًى ..

وفى الخلفية أجواء التأييد الدولى لخيارات مصر فى معركتها على الإرهاب والحصار العربى المفروض على قطر لدعمها جماعات التطرف وضلوعها المؤامرة الدولية على الدول الوطنية .

وفى التاسع من يونيو 1967.. قبل 50 سنة بدأ المصريون أطول يوم فى التاريخ الحديث طوله ست سنوات حين خرج الملايين من كل المدن والطوائف رجال ونساء رافضين الهزيمة والتعدى على كرامة الوطن والاستسلام للمؤامرة الدولية والعدوان الذى تم فى حرب الأيام الست من يونيو عام 1967 وما أعقبه من احتلال سيناء والأراضى العربية وإعلان الرئيس عبد الناصر تنحيه عن رئاسة الجمهورية واستعداده للعمل فى أى موقع بين صفوف الجماهير ، فخرجت الجماهير معلنة عن تجديد ثقتها فى قيادته وقبله رفضها الاستسلام لليأس وإعلان مساندتها الكاملة لجيش مصر فى معركته لاستعادة الأرض والشرف والكرامة وهو ماصلح على تسميته باليوم السابع الذى بدأ بحرب الاستنزاف و انتهى فى العاشر من رمضان و السادس من أكتوبر العظيم عام 1973 .

.........................................................................

وفى هذا الكتاب الصغير الذى صدر فى سبتمبر عام 1973 قبل الحرب بشهر شكل آخر من أشكال التحدى الفطرى لدى المصريين على رفض كل أشكال «التعدى» على المصلحة الوطنية والعدوان وحالة الإنكسار، الكتاب كان اسمه (خفايا النكسة من المؤامرة إلى الوفاق) والمؤلف هو الكاتب الصحفى عاطف الغمرى يقول فى فصل اليوم السابع: أن الساعات الأخيرة فى حرب الأيام الستة تتوقفت عن لحظة تاريخية يبدأ بعدها اليوم السابع الذى كان طوله ست سنوات، وينقل الكتاب بالحرف الواحد حول نفس المعنى عن المؤلف اليهودى «روبرت جاكسون» صاحب كتاب قصة القوات الجوية الإسرائيلية المعروف بعدائه للعرب: أن الجنود المصريين قاتلوا بعد السادس من يونيو بشجاعة انتحارية، ومن بين 960 دبابة مصرية اشتركت فى المعركة وقعت 100 دبابة فى أيدى الإسرائليين والبقية قاتلت ببسالة فى غياب غطاء جوى مصرى، وما بقى من الطائرات اندفعت تضرب بعنف فى إسرائيل وقبيل حلول يوم الخميس 8 يونيو صدرت الأوامر الى الطائرات النفاثة الإسرائيلية بمهاجمة عدة تشكيلات من الدبابات المصرية التى كانت تقاوم بشدة الزحف الإسرائيلي عند محور الاسماعيلية وهاجمت الطائرات الاسرائيلية المصريين بعنف وأنها أيضا تعرضت لعاصفة من النيران المضادة للطائرات واستطاعت أن تدمر ثلاث طائرات أورجانزو وطائرتى ميستير. وعندما توقف إطلاق النار يوم االسبت 10 يونيو ـ بعد تجديد الثقة فى جمال عبد الناصر ورفض مصطلح الهزيمة ـ كانت القوات الجوية الإسرائيلية قد خسرت 40 طائرة من مختلف الأنواع وعشر طائرات أخرى تعرضت لإصابات وتحطمت أثناء هبوطها فى قواعدها. لكن هذه االخسائر تاهت وسط التهليل المنفعل الذى اجتاح إسرائيل، والحزن العميق الذى عاشه المصريون

وعودة إلى فجر يوم السابع من يونيو ـ يقول جاكسون ـ كانت القوة المدرعة لاسرائيل تتقدم نحو العريش وكان لواء دبابات سنتريون يتحرك عبر الحدود نحو مفترق الطرق عند «بير لخمان» بهدف اغلاق الطريق امام اى تعزيزات مصرية تاتى من جبل لبنى، ووصلت 24 دبابة لتجد نفسها فى مواجهة تحت وابل من نيران المدفعية المصرية بتصويب محكم واثناء الليل واصلت هذه القوة ضرباتها بعد ان انضمت اليها التعزيزات من دبابات (ت 55) واختار الاسرائيليون الانتظار حتى يشرق الفجر وتاتيهم تعزيزات ودعم جوى . وماحدث فى «جبل لبنى» تكرر فى «ابو عجيلة» وفى السباق الذى جرى بين الجانبين صباح الاربعاء للسيطرة على ممر متلا بين طابور مصرى وكتيبة منظمة اسرائيلية نقصت قوة الكتيبة من 26 دبابة الى 9 دبابات فقط وعند الفجر كانت الدبابات الاسرائيلية فى موقف يائس ، حيث كادت زخيرتها ووقودها ان ينفذ ووجدوا انفسهم فى قتال اليم مع قوة مصرية تتالف من 28 دبابة (ت 54) جاءت من الشرق لم ينقذهم سوى وصول مجموعات من طائرات اورجانزو التى انقضت على المصريين العرايا بالنابالم والصواريخ والمدافع ، ولعل معركة بير جيفجافا خير شاهد ضد الفرقة المدرعة الإسرائيلية االتى كانت تتقدم تجاه الاسماعيلية ووجدت سيلا من النيران من مجموعة دبابات (ت 55) . ووضحت هذه المعارك التى دارت بعد يوم 6 يونيو أن المصريين لا يزالون قادرين على الضرب وخاصة فى الليل . والشاهد كما قال جاكسون أن معركة جيفجافا تؤكد إمكانية هزيمة إسرائيل على الأرض عسكريا عندما تحين المواجه القادمة..

وهكذا أيضا انتهت حرب الأيام الستة.. وأخذ الموقف العسكرى فى الجانبين يتغير بسرعة على جانبى القناة خلال الفترة التى تلت اليوم السادس والسابقة لليوم السابع الذى لم يأت بعد.. والذى سيقرر مصير كل الأوضاع القائمة الآن بين طرفى النزاع فى الشرق الأوسط.

ويعرض روبرت جاكسون الخبير فى القوات الجوية فى كتابه التغييرات الهامة التى حدثت خلال هذه الفترة وأهمها:

أولا: بدأت طائرات الفانتوم وسكاى هوك الأمريكية تتدفق على إسرائيل، وكان 120 طيارا إسرائيليا قد وصلوا إلى قاعدة جورج الجوية فى كاليفورنيا للتدريب على قيادة الفانتوم، وفى والفترة من وقف اطلاق النار فى يونيه 1967 إلى نهاية 1969 كانت الطائرات الإسرائيلية قد قامت بـ2700 غارة فوق منطقة القناة.

ثانيا: فى سبتمبر 1968، أعلن مردخاى هود قائد القوات الجوية الإسرائيلية فى مؤتمر صحفى أن القوة المقاتلة للقوات الجوية المصرية قد قفزت إلى مستواها قبل الحرب، وأن الطائرات المقاتلة الأقدم طرازا قد حل محلها أحدث طراز ميج 21 وسوخوى 7.

ثالثا: تحسنت تدريجيا بغير شك نوعية الطيارين المصريين عامة، وظهر ذلك فى سبتمبر 1968، عندما فاجأت أربع طائرات ميراج إسرائيلية أحد الطيارين وهو فى مهمة استطلاعية على مستوى طيران منخفض فوق الضفة الشرقية المحتلة للقناة. وأطلقت الميراج صواريخ جو ـ جو على طائرة السوخوى ولكنها أخطأتها،ثم أطلقت عليها نيران مدافعها، وبعد عدة دقائق من مناورات بارعة من الطيار المصرى استطاع الافلات سالما والعودة إلى قاعدته بالصور التى التقطها، وفى الحال مُنح أعلى وسام عسكرى مصرى.

رابعا: فى ربيع 1969، أعيد تنظيم الدفاع الجوى المصرى بصورة أساسية، وبدأت سياسة القوات الجوية المصرية تتغير بسرعة من الدفاع إلى الهجوم بصور متعددة نزعت الخوف من إمكان القضاء على القوات الجوية المصرية مرة أخرى بضربة إسرائيلية مفاجئة.

والسياسة الجديدة للقوات الجوية ظهرت فى يوليو 1969 أثناء اشتباك بين الطائرات المقاتلة المصرية والإسرائيلية، وكان من أعنف المعارك الجوية منذ حرب يونيه 1967.

خامسا: فى مواجهة حرب الاستنزاف المصرية، قامت طائرات الفانتوم الإسرائيلية بغارات بالقرب من القاهرة، وواصلت إسرائيل غاراتها فى العمق ولكنها خسرت تسع طائرات خلال شهر من 7 يناير إلى 7 فبراير 1970.

وفى نهاية فبراير تغير الموقف، فقد عاد الطيارون الإسرائيليون من مهمة استطلاعية بالقرب من القاهرة ومعهم صور مزعجة للقيادة الإسررائيلية فقد اكتشفوا أن المصريين تمكنوا من إقامة قواعد لأنواع جديدة من الصواريخ سام 3 فى مناطق الدفاع عن العاصمة، وأصبح لدى المصريين سلاح قادر على التعامل مع الفانتوم، ويشكل تهديدا خطيرا لمستقبل حركة القوات الجوية الإسرائيلية. وأدى هذا التطور إلى حصر عمليات الطائرة الإسرائيلية فى منطقة القناة، وزادت كثافة غاراتها حتى 15 مايو 1970 عندما كشفت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية قيام المصريين بإنشاء عدد من مواقع صواريخ سام 3 فى منطقة القناة نفسها. ومضت التطورات فى طريقها بأن أصبحت القوات الجوية المصرية ـ كما يقول المؤلف اليهودى ـ قوية بدرجة تمكنها من الاشتباك مع الطائرات الإسرائيلية، وفى نفس الوقت زادت إسرائيل عدد وكثافة غاراتها فوق منطقة القناة لمنع حشود عسكرية مصرية جديدة اعتبرتها المخابرات الإسرائيلية خطوة تمهد لمحاولة إقامة رأس جسر على الضفة الشرقية للقناة.

وخلاصة القول أن المصريين نجحوا فى المواجهات المباشرة بعد اليوم السادس وأثبتوا قدره هائلة على الضرب والصمود فى معارك عنيفة وقاسية حتى وبدون غطاء جوى وأسقطوا فيها أكثر من 20 بالمائة من طائرات إسرائيل بينما خسرت مصر غالبية قواتها الجوية بضربة مفاجئة على الأرض وليس من خلال معارك واشتباكات جوية .. وهكذا بعد أن انتهت الأيام الأولى من يونيو وأخذ الموقف العسكرى على جانبى القناة يتغير بسرعة خلال الفترة التالية لليوم السادس كشف المصريون عن جوهر استعدادهم لليوم السابع ـ الأطول فى التاريخ ـ الذى امتد ست سنوات والذى وصفه جاكسون بأنه سيقرر مصير كل الأوضاع القائمة، وقد تنبأ عاطف الغمرى بهذا الانتصار دون أن يدرى أن هذا اليوم سينتهى بالفعل بعد شهر واحد وبالتحديد فى العاشر من رمضان السادس من أكتوبرعام 1973 لتبدأ بسبب هذا الانتصار صفحة جديدة من الصراع ارتبكت فيها الحسابات وتغيرت فيها مفاهيم القوة والأمن وأعيدت فيها الخرائط ولازالت تتشكل حتى الآن ولازال المصريون يمارسون هوايتهم فى بعد نظرتهم وانتصار خياراتهم فى الحرب على الإرهاب وفى تحدي الصعاب وإزالة آثار العدوان أيا كان مصدره وفعل المستحيل حين يريدون!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق