رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المدن والمناطق الخضراء.. نماذج مصرية وعربية تواجه التحديات

> فوزى عبد الحليم
شهدت القاهرة، فى الأيام الماضية، زخما كبيرا استهدف مناقشة مستجدات أوضاع التنمية بالمنطقة العربية، والتحديات التى تواجهها، وأفضل السبل لتطوير نوعية الحياة العربية، وكيفية مواجهة مشكلات تغير المناخ، وتعزيز السلم والأمن والعدالة فى المنطقة، انطلاقا من كون التنمية المستدامة شعارا تهدف جميع الدول إلى تحقيقه، للربط بين السياسات العامة والموارد البيئية والبشرية، بما يحقق الاستفادة المثلى من الموارد، والحفاظ على الموارد الطبيعية متجددة ومتاحة أمام الأجيال المقبلة، وذلك فى مواجهة تحديات كبيرة وكثيرة، خاصة نضوب الموارد وتراجعها أمام الضغوط البشرية المتزايدة.

جاء فى مقدمة هذا الزخم «الأسبوع العربى للتنمية المستدامة»، الذى نظمته جامعة الدول العربية، فى مقرها بالقاهرة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور نخبة من خبراء البيئة والتنمية العرب. وبالتوازى مع هذه الفعاليات؛ نظم المنتدى المصرى للتنمية المستدامة، الذى يضم مجموعة متميزة من علماء مصر، «الأسبوع الوطنى الثالث للتنمية المستدامة»، تحت عنوان: «المدن والمناطق المستدامة»، وهو عبارة عن مجموعة من الأنشطة التى يحرص المنتدى على تنفيذها سنويا، منذ عام 2015، بالتعاون مع الشبكة العربية للتنمية والبيئة والجامعة العربية.

الأسبوع الوطني

فى الجلسة الافتتاحية للأسبوع الوطني، أكد الدكتور عماد الدين عدلي، أن فعاليات هذا العام كسابقيه، تأتى بمشاركة كاملة مع جامعة الدول العربية، دعما للمشاركة التى نص عليها الهدف السابع عشر من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وأضاف أنه تم اختيار شعار «المدن والمناطق المستدامة» من منطلق الحرص على توافر عناصر الاستدامة فى المشروعات القومية ذات الأولوية، وفى مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة، ومشروعات المنطقة اللوجستية بقناة السويس. وقام عدلى بتكريم اسم العالم المصرى الراحل الدكتور مغاورى شحاتة، باعتباره أحد مؤسسى المنتدي، كما قام بتكريم مدينة الشيخ زايد، كنموذج ناجح للمدينة الخضراء، التى تمضى على طريق تحقيق التنمية المستدامة.

مدن خضراء

وحفلت مناقشات المنتدى الوطنى بكثير من الرؤى والمعلومات المهمة المتعلقة بالتنمية.

فقالت هند فروج (وزارة الإسكان) إن الحكومة المصرية حرصت على تحقيق شعار المدينة الخضراء للعاصمة الإدارية الجديدة منذ اللحظة الأولى لبداية إنشائها وفق مخطط يراعى أهداف التنمية المستدامة، إذ يشمل مخطط تشغيلها نظاما لإدارة المخلفات، واستخدامات الطاقة النظيفة ومعالجة المياه، وهو الأمر الذى رُوعى توفيره فى عدد من المدن الجديدة ببنى سويف وأسوان وتوشكى وشرق بور سعيد والعلمين وغيرها، كمدن مستدامة. وأضافت أنه تم توفير 16 محطة مركزية للطاقة بها، منها ثلاث محطات بجوار مدينة الشيخ زايد، مردفة أن هذه المحطات تحتوى على منظومة متكاملة من الخلايا الشمسية، وأنه تم تنفيذ نحو 900 وحدة سكنية أيضا، فى إطار الإسكان الاجتماعي، وتوفير تكنولوجيا إعادة تدوير المياه الرمادية، بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى والمجتمع المدني، ممثلا فى مؤسسة «مصر الخير»، مشيرة إلى أنه فى كل المدن الجديدة السكنية نعتمد على لمبات «الليد»، وكذلك فى إنارة الشوارع لتوفير الطاقة.

تحديات للطاقة

من جانبه، شرح المهندس محمد موسى عمران، نائبا عن وزير الكهرباء، خطة وزارته للتوسع فى استخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة، مؤكدا أنها لا تزيد فى الوقت الحالى على 20% من حجم إنتاج الطاقة، وأن المستهدف أن يصل معدل إنتاجها إلى 35% فى عام 2035.

ويوضح أن هناك سيناريو آخر قد يصل بهذا الرقم إلى 60%، ولكن ذلك يحتاج إلى عمل دءوب، مشددا على أنه لابد من الإسراع بتصنيع الخلايا الشمسية فى مصر، قائلا: «وصلنا إلى تصنيع 50% منها، ولا بد من تدريب العمالة اللازمة لها».

الجامعة.. والحكومات

وتحدث الدكتور جمال جاب الله، مدير الأمانة الفنية لمجلسى وزراء البيئة والمياه العرب، عن الدور المهم الذى أدته جامعة الدول العربية فى نشر الاهتمام بمفهوم التنمية المستدامة فى البلدان العربية، منذ مؤتمر الأمم المتحدة بريو دى جانيرو فى البرازيل.

وقال إن المجموعة العربية فى هذه القمة وغيرها من الفعاليات الدولية؛ تؤدى دورا فاعلا فى مناقشة الاتفاقيات، وإقرارها، ولكن الحكومات فشلت فى ترجمة ذلك، والسبب هو أن الطموحات أكبر من قدرتها على تحقيق الشعار على أرض الواقع.

نموذج ناجح

وكنموذج ناجح للمدينة الخضراء؛ قدم المهندس جمال طلعت، رئيس مدينة الشيخ زايد، عرضا للجهد المبذول، والنجاح الذى تم تحقيقه، وألقى الضوء على سياسات إدارة المدينة التى تمت زيادة مساحتها بنحو تسعة آلاف فدان، لمواجهة الزيادة السكانية بها، والإقبال المتزايد عليها، إذ يبلغ عدد سكانها حاليا 290 ألف نسمة، ومن المنتظر أن يرتفع هذا الرقم إلى 675 ألف نسمة. وتابع أن سياسات إدارة المدينة تعمل على محاور عدة منها ترشيد استخدام الطاقة، إذ تم استبدال اللمبات التقليدية بلمبات الليد، وإنشاء محطة لتوليد الطاقة الشمسية بها، مع الاهتمام الكبير بالمساحات الخضراء فى الشوارع والميادين، وإنشاء حديقة مركزية على مساحة 65 فدانا، بها بحيرة مركزية، ومجموعة حدائق تضاء ليلا بالطاقة الشمسية، وكذلك تم حل مشكلات انتشار الباعة الجائلين، بإنشاء «سويقة» مخصصة لهم، والتوسع فى إنشاء أماكن مخصصة لانتظار السيارات، ومسار للدراجات، موضحا أنه يجرى حاليا إنشاء مجمع للورش الحرفية، وحصر أصحاب الورش لمنع انتشار الورش عشوائيا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق