رئيس مجلس الادارة
عبدالمحسن سلامة
رئيس التحرير
علاء ثابت
نحن بلد يكتظ بمشكلاته وهو عرضة ـ فى أى لحظة ـ لانهيار بناه التحتية أو مرافقه العمومية ونعرف أن هناك ـ فى مصر ـ تقليدا صار سائدا بتشكيل ما يعرف باسم «مجموعة إدارة أزمة» لمواجهة أى كارثة طبيعية أو حادث مفاجئ، أو عجز فى أداء أحد أو بعض خدماتها العامة الحيوية، ولكن ذلك لم يعد كافيا وبخاصة مع تكاثر وتناسل الأزمات على نحو لم يعد يفرض مواجهات متقطعة تدير كل واحدة منها «مجموعة إدارة أزمة»، ولكننا صرنا أمام مواجهات متواصلة تقتضى كيانا بحالة للطوارئ، وبحيث لا نكتفى باستدعاءات للقوات المسلحة التى أثقلنا كاهلها باللجوء إليها فى كل أمر. وزارة للطوارئ سوف تكون جاهزة بموازنة استثنائية وبإمكانات فنية وتقنية كاملة لمواجهة الانفجارات المفاجئة التى تواجه مسار الحياة العامة أو الطبيعية فى هذا البلد، وربما تقوم هذه الوزارة بالتنسيق مع الوزارات الأخرى التى تتشكل منها ـ عادة ـ مجموعات إدارة الأزمة، ولكنها ـ فى ذات الوقت ـ تكون جاهزة للتدخل الفورى فى مواجهة الكوارث أو الأحداث الطارئة. وزارة الطوارئ لن تدخل فى دوامة التعقيدات البيروقراطية بين الوزارات المختلفة كما لن تواجه معضلة الإمكانيات إزاء أى انهيار لمرفق عام أو حادث مباغت يربك أى حسابات. ولا بأس أن يكون هناك تشكيل تابع لوزارة الطوارئ يضم وحدة نوعية تتلقى تدريبا خاصا فى القوات المسلحة أو الشرطة أو كليهما معا، أو أن تكون تلك الوحدة مشكلة أصلا من عناصر الجيش أو الشرطة، المهم أنها ستكون جاهزة للتدخل ومستعدة «لفنيات» هذا التدخل بكل التدريب اللازم والإمكانيات المطلوبة.. ومن المفهوم أن طبيعة مثل تلك الوزارة ومهامها تحتاج إلى أن يتولى رئاستها أحد قادة الجيش أو الشرطة، كما أنها تحتاج إلى معهد فنى ملحق بها لتخريج الكوادر اللازمة لأداء مهام مواجهة الكوارث، والمدربين المتمتعين بقدر هائل من الجاهزية للتصدى إلى كل الاحتمالات المحيطة بأى كارثة طبيعية أو حادث مفاجئ والمدركين للتقنيات اللازمة لمواجهة أى حادث. الأسلوب الحالى لمواجهة الأزمات هو أقرب إلى «التلحيق» والمواجهات التليفزيونية منه إلى إيجاد آلية فنية ودائمة تتصدى لذلك النوع من الأحداث، وقد صرنا أمام وضع استثنائى للكوارث. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع