رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نورييجا.. وخفايا علاقته بالموساد الإسرائيلى

عادل شهبون‏;
هرارى الى اليسار مع عمر توريخوس
مانويل نورييجا رئيس بنما الأسبق الذى توفى منذ عدة أيام عن عمر ناهز الثالثة والثمانين وكان قد أطيح به فى عملية عسكرية للولايات المتحدة حيث ألقوا القبض عليه و قدموه للمحاكمة وقضى عقوبة سجن طويلة فى أمريكا بسبب التجارة فى المخدرات وغيرها من الجرائم، كان عميلا للموساد، هذا ماكشف عنه الكاتب «رونين برجمان» فى صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

وهكذا يتبين أنه بين عمله مع المخابرات الأمريكية الـ «سى.آى.ايه» وصفقات المخدرات عمل نورييجا أيضا على مدى سنوات وعلى حد قول برجمان كعميل كبير للغاية لإسرائيل .

من أقام وتولى المسئولية عن العلاقة مع قادة بنما كان «مايك هراري» الذى عمل كرئيس لقسم العمليات الخاصة في الموساد ورئيس وحدة قيساريا على مدى سنوات طويلة. وتعود بداية العلاقة كما تكشف يديعوت أحرونوت إلى رحلة هرارى إلى بنما فى عام 1968. يقول برجمان: روى لي هراري في سلسلة احاديث أجريتها معه في عام 2014، قبل بضعة اشهر من وفاته. وكانت هذه آخر مقابلة أجراها في حياته. انه وفى رحلته إلى بنما تعرض هراري لضغوط مستمرة من عميل محلى كي يلتقي برائد في الجيش شغل في حينه منصب المسئول عن أمن المطار، وكان يدعى عمر توريخوس، واستمر اللقاء عدة ساعات حيث اطلع هراري على اعجاب الضابط بإسرائيل وبالاساس لرمزها الاكثر شعبية فى ذلك الوقت موشيه دايان. ونشأت عن اللقاء علاقة صداقة قوية .
وفى الحادى عشر من أكتوبر عام 1968 قام توريخوس بانقلاب عسكري واستولى على الحكم في بنما. بعدها أصبحت بنما مفتوحة تماما أمام إسرائيل. وشدد هراري على القول ان توريخوس لم يتلق منا المال. فلا مشكلة عندي لان ندفع 100 الف دولار لعميل محلى ولكني لن ادفع دولارا واحدا لحاكم دولة. فعلى اي حال لم يكن بحاجة إلى مالنا ـ كان له ما يكفى ولكننا ساعدناه بطرق اخرى، لقد ساعد الموساد توريخوس وأبناء عائلته بالعلاج الطبي الافضل الذي كان يمكن لإسرائيل أن توفره بل عثر على والد راحيل، زوجة توريخوس اليهودية الذي هجر ابنته عندما تزوجت من شخص غير يهودي، وفي الولايات المتحدة اقنع هرارى والموساد الاب ان يسامح ابنته وعقدا احتفال لم شمل تم برعاية موشيه دايان وكان توريخوس سعيداً للغاية وممتنا لمن يقومون بحراسته من الموساد.
مانويل نورييجا رئيس مخابرات توريخوس كان على علم بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية بقيادة هرارى.

وقد ورث نورييجا توريخوس بعد أن توفي في ظروف غامضة وواصل التعاون مع هرارى ورجاله بنفس مستوى الحميمية والصداقة كما يقول برجمان. وبفضل نورييجا قامت المخابرات الإسرائيلية بتنفيذ عدة عمليات لم يكن باستطاعتها القيام بها دون مساعدة نورييجا . يقول برجمان: في الحديث بيننا اكد هرارى على أن لا توريخوس ولا نورييجا كانا من الصالحين، والاتهامات بانهما كانا متورطين بصفقات مشبوهة من السلاح والمخدرات حقيقية وقاما بتعذيب وقتل معارضيهما.

ترك هرارى الخدمة فى الموساد فى عام 1980 وحاول رئيس الوزراء فى ذلك الوقت مناحم بيجين إقناعه بالبقاء ولكنه أصر. وقد اشترط بيجين لاعتزال هرارى أن يبقى الأخير في خدمة الاحتياط في الموساد وبالاساس ان يعمل مسئولا على العلاقة السرية مع قادة الدولة في بنما، العلاقة التي رأى فيها بيجين كنزا استراتيجيا لإسرائيل واعتبرها ذات اهمية كبيرة لامنها وقد اطلق هراري عدة مبادرات تجارية خاصة فى مجالات الرى في بنما بل وواصل العلاقة مع قادة بنما، ممن حرصوا على التصويت لصالح إسرائيل في الأمم المتحدة، الامر الذي كان ذا اهمية كبيرة في حينه.
وفى منتصف الثمانينيات بدأت العلاقات بين قادة بنما والولايات المتحدة فى التدهور إلى أن قرر الرئيس جورج بوش اجتياح بنما والقبض على نورييجا. وقبل أن يحدث هذا كما تكشف صحيفة يديعوت أحرونوت توجهت شخصيات رفيعة المستوى في الادارة الأمريكية إلى رئيس الوزراء اسحاق شامير باسم بوش بطلب ان يقوم هرارى بالعمل كوسيط بين بنما والولايات المتحدة.
وكشف هرارى لبرجمان النقاب عن أنه وضع صيغة حل وسط في اطارها يترك نورييجا الحكم بهدوء ويتمكن من الهجرة بأمواله الطائلة إلى دولة اخرى يجد فيها ملجأ مريحا له. وفى نهاية المطاف، ولاسباب عديدة، فشلت المبادرة.
اجتاحت الولايات المتحدة بنما عام 1989 لإلقاء القبض على شخصين هما مانويل نورييجا وعميل الموساد مايك هرارى، وأعلنت الإدارة الأمريكية انه مطلوبا أى هرارى لقناعة الأمريكيين بانه كان المستشار الاقرب لنورييجا، واتهمت الولايات المتحدة هرارى بانه كان مشاركا في صفقات المخدرات والسلاح التى تورط فيها حاكم بنما. وبعد القبض على نورييجا حكم عليه بالسجن المؤبد فى الولايات المتحدة وقضى العقوبة هناك أما هراري فنجح في الفرار من بنما في غواصة إسرائيلية جاءت لانقاذه ، وظهر بعدها في بيته فى تل أبيب .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق