رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الخطوات الدبلوماسية الأولى لماكرون

يراقب العالم الخطوات الأولى للسياسة الخارجية الفرنسية فى عهد ماكرون، يقول دبلوماسى فرنسى على مستوى عال ليس أمام ماكرون وقت للتبديد،

إن العلاقات الشخصية 50% من العمل الدبلوماسى، وبالتالى فإن الدور الدولى لرئيس الجمهورية يبدأ فى نفس ليلة إعلان انتخابه أى حينما يصله تهانى العالم أجمع ملوكا أو رؤساء، حيث تحدد أولى الكلمات المتبادلة بعد التجانس أو الحذر!.. ولاننسى أن فى مايو 2012 فإن لقاء هولاند وميركل تم عقب العملية الانتخابية. أن الدبلوماسية الفرنسية تتحرك بسرعة لأن الجبهات المختلفة تتطلب تدخلات ومعالجات سريعة.. والحقل الأول وفقا للأهمية سوف يكون أوروبا وباب الدخول هو برلين.. كان هذا هو الهدف الأول لهولاند ولكن من أجل تحقيق طموح جامح أى تأسيس جبهة جنوب أوروبا لمواجهة صرامة ميركل ولم يتم بالطبع ذلك! أما ماكرون فهو لايغذى نفس التصورات، إنه يريد أن يرسى التعاون مع ألمانيا ولذلك صرح «إننى لا أواجه برلين. إننى فى برلين»، إن آفاق ماكرون هو تحقيق ثقة بين ألمانيا وفرنسا تعرضت للهشاشة منذ عام 2000 ولكن الرئيس المتدفق والرصين ـ فى آن واحد ـ يعلم أن هذا يتطلب من باريس تعديل أرقام العجز العام، ولذلك طمأن الألمان إن التقارب السريع بين البلدين سوف يعتمد على تحويل الفضاء الأوروبى إلى منطقة نقدية قوية وإنشاء ميزانية خاصة بمنطقة اليورو ووزارة اقتصاد مشتركة.. ويرى ماكرون «أن فرنسا القوية تقع داخل أوروبا الحامية»! ولذلك لابد من إنشاء خمسة آلاف مركز لحراسة الحدود الاضافية والسماح لمائتى ألف طالب باستئناف دراستهم فى دولة عضو فى الاتحاد الأوروبى.. فلاشك أن زيارة ماكرون لبرلين عقب مراسم التنصيب كللت بالنجاح، حيث تحدث ماكرون عن «إعادة تأسيس أوروبا» كما انه يستطيع أن يلعب دور مساندة لميركل فى ضوء الانتخابات التشريعية يوم 24 سبتمبر المقبل، فى حين كان هولاند قد راهن ضدها على حزب آخر وهى تقدر ذلك.. أما العلاقة مع واشنطن فهى تعتبر أيضا فى غاية الأهمية بالنسبة للدبلوماسية الفرنسية، ولقد اجتمع ماكرون بترامب خلال قمة الأطلنطى وخلال قمة مجموعة السبعة ويتقدم ماكرون بحذر فى تلك العلاقة وبالذات ان أوباما كان قد قدم له مساندة مطلقة وإنما اقترح الرئيس الفرنسى على ترامب استمرار العمل مع الولايات المتحدة فى مجال مناهضة الارهاب والتغير المناخى والبيئة.

وبالنسبة للعلاقات الفرنسية مع روسيا فإنها حساسة للغاية، لكنها شهدت انفراجة مؤخرا بعد محادثات بوتين وماكرون بفرساى، وإن كانت لازالت هناك خلافات فى الملف السورى والإوكرانى، ولا ننسى إن «ماكرون» كان قد أعلن أيام قليلة قبلها يوم 3 مايو الماضى «ان قيم بوتين ليست قيمنا»..! ووفقا لدبلوماسى فرنسى فإن هناك مسافات للتقدم ولذلك سوف تكون العلاقة بين الرئيسين اختبارا حقيقيا إزاء المحنة الجوهرية التى تمر بها اذا استطاع ماكرون أن يزلزلها فى الجولة الثانية للمفاوضات الفرنسية الروسية التى قد تثبت حينها أن الرئيس الفرنسى يتمتع بمواهب دبلوماسية حقيقية!

أما بالنسبة للملف العربى والموقف السورى فلاشك أن وجود سفير فرنسا الأسبق فى كل من سوريا ومصر السيد «جان كلود كوسرون» فى دائرة الرئيس الجديد والذى يتمتع بدراية عظيمة بالمنطقة سوف يسهم فى دفع العلاقات الفرنسية المصرية إلى الأمام، كما أن «كوسرون» مثل «هيبير فيدرين» وزير خارجية فرنسا الأسبق مقتنع أن مفتاح حل هذه الأزمة فى سوريا يوجد فى موسكو.

وإذا كان ماكرون يريد أن يرسخ نفسه على الساحة الدولية فالفرص مفتوحة أمامه ولقد بلورت بالفعل محادثته الأخيرة مع الرئيس السيسى مدى اهتمامه بالأوضاع الاقليمية ومناهضة الارهاب.. ومرحبا بالزيارة المرتقبة لأصغر رئيس جمهورية فرنسى لمصر ، فكما يقول الفرنسيون «القيمة لاتنتظر عدد السنوات»!

لمزيد من مقالات عائشة عبدالغفار

رابط دائم: