-
داليا عبدالقادر: المبادرة تتم على مرحلتين بتمويل يصل إلى 300 مليون جنيه
-
3 مليارات جنيه إسهام القطاع المصرفى فى التنمية المجتمعية خلال 5 سنوات
-
محمد طارق: مشروعات صغيرة لإدارة المخلفات وحملات لطرق الأبواب للتوعية
-
لميس نجم: تحديد الأماكن الأكثر احتياجا ووضعها فى مخطط التطوير
-
طارق جلال: المناطق غير الآمنة تحتاج إلى منظومة مختلفة والتدخل الأمني
-
شارع القومية للاسمنت نموذجا للنجاح على ارض الواقع
«من عشوائية.. إلى عيشة وهوية» شعار يحمل بين طياته العديد من تجارب العمل الناجح والمزيد من الآمال والأحلام التى أوشكت أن تتحقق على أرض الواقع، فهذا الشعار الذى يلخص فى ثلاث كلمات مضمون واحدة من أهم المبادرات التى تبناها اتحاد بنوك مصر، وتعتبر نموذجا واضحا لقوة الإرادة والعزيمة التى يتمتع بها الشعب المصرى فى تحويل منطقة عشوائية غير مخططة إلى منطقة آدمية نظيفة ومؤهلة، فعلى مدى عامين ونصف عام تقريبا هو عمر هذه المبادرة قام اتحاد بنوك مصر بتطوير البنية التحتية لـ15 منطقة عشوائية بحلوان بتكلفة إجمالية 150 مليون جنيه بالتعاون مع الأشغال العسكرية ومحافظة القاهرة كمرحلة أولي، لتبدأ بعد ذلك المرحلة الثانية التى تستهدف تحويل منطقة حلوان إلى منطقة نظيفة دون تلوث أو قمامة من خلال تدريب 30 شابا بالتعاون مع مؤسسة «صناع الحياة» على منظومة الجمع السكنى للقمامة، وبدء تنفيذ مشروع لجمع المخلفات، لتكون بذلك أول منطقة عشوائية تمتلك منظومة آمنة للتخلص من مخلفاتها ليبدأ الاتحاد بمنطقتى عرب راشد وكفر العلو التى يقطن بها نحو 120 ألف نسمة، بهدف تحويلها إلى بيئة نظيفة خالية من المخلفات تماشيا مع توجهات الدولة وخططها لتطوير العشوائيات.
ونظرا لأهمية المبادرة ونجاحها على أرض الواقع وفى إطار الدور التوعوى والتنويرى لمؤسسة الأهرام جاء تنظيم ندوة مع أطراف المبادرة وتقديمها كنموذج يحتذى به فى معالجة أخطر مشكلات مصر وهى العشوائيات.. فإلى تفاصيل الندوة:
داليا عبد القادر رئيسة لجنة التنمية المستدامة باتحاد البنوك: فى البداية أتوجه بالشكر إلى مؤسسة الأهرام العريقة لعقدها هذه الندوة الخاصة لمناقشة أحد أهم المشكلات التى تؤرق مصر وهى مشكلة العشوائيات، ففى العقود الثلاثة الأخيرة شهدت البلاد حالة من العشوائية نتيجة لارتفاع عدد السكان بشكل كبير، وكذلك نزوح الكثير من ساكنى القرى إلى المدن، مما أثر على التخطيط العمرانى وأدى لظهور مناطق غير مخططة، وبالتالى ينقصها المزيد من الخدمات والمرافق الضرورية لوجود حياة طبيعية وصحية كريمة، ولأن مشكلة العشوائيات أصبحت أمرا واقعا فى مجتمعنا ونجم عنه بعض المشكلات البيئية والسلوكية والمجتمعية أصبح ضروريا العمل على تطوير هذه المناطق والعمل على إعادة تأهيلها، فأخذنا على عاتقنا كاتحاد بنوك وإيمانا منا بدورنا المجتمعى فى تبنى مبادرة تهدف إلى تطوير المناطق العشوائية تحت شعار (من عشوائية إلى عيشة وهوية) لتحقيق التنمية البشرية الشاملة من خلال تنفيذ مشروعات بنية تحتية أكثر استدامة تحقق مردودا إيجابيا على المجتمع ويتبناها القطاع المصرفي، حيث تشارك جميع البنوك فى المبادرة فى إطار دورها فى تنمية المجتمع، حيث حدد هشام عزالعرب، رئيس اتحاد البنوك إجمالى مساهمة القطاع المصرفى فى التنمية المجتمعية بما يزيد على نحو 3 مليارات جنيه خلال السنوات الخمس الماضية يتم توظيفها فى تطوير البيئة والموارد البشرية معا. وسيظل القطاع المصرفى دائما صامدا أمام الأزمات التى ستمر بها مصر، فقد أثبتت السنوات القليلة الماضية قدرته على الاستمرار ودعم النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى إسهامه فى التنمية المجتمعية.
وتضم لجنة التنمية المستدامة باتحاد البنوك نادية حسنى من البنك التجارى الدولي، ولميس نجم نائب رئيس سيتى بنك سابقا، وجيهان أبو حسين من المصرف المتحد، ونرمين شهاب الدين من البنك الأهلي، وداليا المحمودى من بنك قطر الوطنى الأهلي، وطارق جلال من بنك التنمية الصناعية، وحسن سراج الدين من كريدى أجريكول، وشاهيناز رمزى من المصرف العربى الدولي، وليلى حسنى من بنك الإسكندرية، وهايدى النحاس من بنك القاهرة.
أما بالنسبة لتفاصيل المبادرة؛ فهى تعتبر تجربة جيدة وبداية طيبة نحو تطوير المجتمع فى مختلف الأماكن وسيتم نقلها إلى محافظات الصعيد بعد الانتهاء من التجربة الأولى فى حلوان، وترجع فكرة المبادرة ـ التى بدأت فى عام 2014 حيث تم عقد اتفاقية بين اتحاد بنوك مصر ومحافظة القاهرة والأشغال العسكرية وصندوق تطوير العشوائيات التى تنص على تخصيص 2% من صافى أرباح البنوك لعام 2013 ـ إلى تطوير 15 منطقة عشوائية غير مخططة فى حلوان ومنطقتين فى مدينة نصر ضمن توجه الدولة لتطوير العشوائيات، وتم بالفعل تخصيص 150 مليون جنيه لرصف الطرق وتركيب حنفيات إطفاء الحريق وتوفير الإنارة وصرف صحى ومياه، وقد تم تنفيذ نحو 40% من عمليات التطوير فى 15 منطقة، وتم تأسيس لجنة التنمية المجتمعية باتحاد البنوك الذى يعد ثالث اتحاد بنوك على مستوى العالم ولاحظت اللجنة أن جميع الأعمال تم تنفيذها بمهارة من جانب القوات المسلحة، لكن المشكلة كانت فى عدم التواصل مع الأهالي، حيث وجدنا أن تطوير البنية التحتية والطوب السداسى الذى تم تركيبه اختفى تحت أكوام القمامة، مما استدعى ضرورة مشاركة باقى أطراف المنظومة وأهمها الأهالى وجمعيات المجتمع المدني.
البنية الأساسية
الأهرام: نفهم من ذلك أن دوركم لم ينته بعد تطوير البنية الأساسية للمناطق المستهدفة.. وهل هناك مراحل جديدة؟
داليا عبد القادر: البنية الأساسية للمشروع ماهى إلا مرحلة أولى تكلفت 150 مليون جنيه من إجمالى التمويل الذى يصل إلى 300 مليون جنيه تم رصدها لتطوير 15منطقة وتم الانتهاء منها وآخرها عزبة الدواجن كبنية تحتية، وسنحتفى بانتهاء المرحلة الأولي، وسنبدأ فى المرحلة الثانية التى سيتم خلالها التواصل مع الأهالى بعرب راشد وعرب العلو بحلوان وسماع احتياجاتهم، ومستمرون بالمرحلة الثانية التى بدأنا بها حتى قبل انتهاء المرحلة الأولى وسيستمر العمل بها فى المرحلة الثانية وهى مشكلة القمامة وتوفير منظومة متكاملة لإزالة المخلفات وتوفير التعليم والصحة والمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر للأهالى فى منطقة تلو الأخري، وقد تم اختيار الأماكن التى سنبدأ بتطويرها حاليا بناءً على طلبات الأهالي، وكنموذج يتم حاليا تطوير شارع القومية للأسمنت الذى سيتم الاحتفال بالانتهاء منه بحلول شهر رمضان المبارك، كما سيتم التركيز على عملية تمكين الأهالى وتدريب الشباب بالمنطقة حتى يتمكنوا من المحافظة على ما تم تطويره وعمل الصيانة اللازمة لما تم إنجازه لضمان استدامة التنمية بالمناطق المطورة.
مشاركة الأهالي
الأهرام: وماذا عن مشاركة الأهالى معكم وانطباعهم عما تقدمونه من خدمات؟
داليا عبد القادر: تجربة التعامل مع الأهالى وسماع مطالبهم واحتياجاتهم أعطى المبادرة جانبا إنسانيا آخر وجعلنا نغير مفهومنا عن المناطق العشوائية بعد أن أدركنا مدى وعى الأهالى واستجابتهم للمبادرة، واصبحت لدينا قدرة على التفرقة بين عشوائية المكان وعشوائية البشر، لأن هناك نماذج مشرفة التقيناها بها يجب أن يتم توظفها بشكل إيجابي، وكذلك قصص نجاح، مما يتطلب تغيير صورة الأماكن العشوائية السلبية التى ترسخت فى أذهان المجتمع، فقد رأينا فى هذه المناطق لقطات إنسانية جميلة تم رصدها مثل موقف لطفل يقوم بإطعام أكثر من 30 قطة وغيرها من المواقف الإنسانية والحضرية، لكن ينقص هذه المناطق الاهتمام والتعامل مع قاطنيها على أنهم بشر لهم حقوق يستحقونها ويجب أيضا أن يلعب الإعلام دورا مهما خلال الفترة المقبلة لتصحيح الصورة الذهنية السلبية لسكان العشوائيات التى تمثل نحو 50% من الأماكن السكنية حتى يستفيد المجتمع من قدراتهم ومواهبهم.
المعوقات والتحديات
الأهرام: الإسهام فى هذه المبادرة على مدى عامين لابد أن ينتج عنه بعض المعوقات.. أو بمعنى أدق تحديات.. فماذا عنها وكيف تعاملتم معها كقائمين على المبادرة؟
دكتورة داليا عبدالقادر: إن من التحديات التى واجهت اللجنة عدم الثقة من جانب الأهالى فى عملية التطوير للمناطق العشوائية، حيث أكدوا أن العديد من المسئولين قاموا بزيارتهم دون جدوي، إلا أن الإصرار على عملية التطوير وشعور الأهالى بجدية المشروع ككل من أهم الإنجازات التى نجحت اللجنة فى تنفيذها دون يأس، وحاليا نقوم بعمل منظومة التجميل والتشجير فى المناطق التى تم الانتهاء من أعمال البنية التحتية بها، كما تم توفير وسائل مواصلات بالمنطقة من خلال الاتفاق مع هيئة النقل العام بزيادة الخطوط التى تعمل على خدمة المنطقة.
من جانبها؛ علقت لميس نجم، عضو لجنة التنمية المجتمعية باتحاد البنوك: بأن هناك لقاءات متواصلة مع الأهالى والجمعيات الأهلية لتحديد الأماكن الأكثر احتياجا التى سيتم وضعها فى المخطط، حيث سنقوم بعمل منظومة متكاملة فى المناطق الأولى بالتطوير ويتم تحديد الفكر والمنهج وآلية التنفيذ حتى يتم تكرار التجربة بعد ذلك فى مناطق أخري.
الأهرام: هناك مناطق عشوائية أكثر احتياجا للتنمية، فما هى أسباب اختيار منطقة حلوان؟
طارق جلال: الاتحاد يستهدف تطوير المناطق غير المخططة والآمنة فى الوقت نفسه، لكن المناطق غير المخططة وغير الآمنة تحتاج إلى منظومة مختلفة للتطوير وتدخل جهات أخرى بالدولة لمعالجتها، نظرا لحاجتها إلى التدخل الأمنى وتحتاج بعض الأماكن فيها إلى إزالة بالكامل لتتم إعادة بنائها.
أما عن دور مؤسسة «صناع الحياة» وتجربتها من خلال مشاركتها بالمبادرة، يقول محمد طارق مدير مشروع «من عشوائية إلى عيشة وهوية»: إنه اشترك بالمبادرة منذ عام 2015، ومن أهم النقاط الإيجابية التى لمستها، رغم تخوفى من العمل فى العشوائيات منذ البداية، أن أغلب الصور المنقولة عن العشوائيات غير صحيحة، حيث يصور الإعلام الناس فى تلك المناطق بالبلطجية وسوء الخلق وانعدام الخدمات، رغم أن هناك مشكلات كثيرة، وأن هناك أطفالا وشبابا متميزين ولديهم أحلام وطموحات، لكن يحتاجون إلى من يساعدهم لتنفيذها، أما بالنسبة لاختيار المناطق فإن صندوق تطوير العشوائيات هو الذى رشح الـ15 منطقة التى يتم البدء بتطويرها مقسمة إلى نحو 9 مناطق لمؤسسة «صناع الحياة«.
وقال إن المخلفات كانت المشكلة الأولى وتم رفع نحو ألف طن من المخلفات بالتعاون مع الأشغال العسكرية وشركة نهضة مصر، بالإضافة إلى عمل حملات توعية للأهالى لتوطيد الانتماء بداخلهم، وخلال المرحلة الأولى تواصلنا مع جميع الجهات ومختلف شرائح المجتمع لإشراكهم فى المنظومة ومنها مراكز الشباب.
أهم الاحتياجات
الأهرام: من خلال تواصلكم مع الأهالي.. ماهى أهم الاحتياجات التى لمستم رغبة سكان المنطقة فى تحقيقها؟
قال محمد طارق: احتياجات المناطق كان أبرزها رصف الطرق وتوصيل الغاز الطبيعى والمواصلات وتوفير المدارس، وتم التواصل مع الجهات المعنية لتلبية هذه الرغبات، وتم توصيل الغاز بالفعل قبل الموعد المحدد وفقا لخطة الدولة فى عام 2019.
وأضاف أنه فى المرحلة الحالية يتم التركيز على عمل منظومة تضمن استدامة نظافة وتطوير المنطقة، خاصة أن الفترة الماضية كانت المخلفات تتم عودتها كل مرة بعد إزالتها بمدة قصيرة، وفيما يتعلق بتطوير المدارس تم الاتفاق على تطوير نحو 13 مدرسة.
وقال إنه تم إشراك جميع الأطراف فى منظومة إزالة المخلفات من حى حلوان وشركة «نهضة مصر» المتعاقدة مع هيئة النظافة لجمع المخلفات، بالإضافة إلى وزارة البيئة، ونستهدف ـ خلال المرحلة الحالية ـ التركيز على الجمع السكني، حيث يقوم فرد بجمع القمامة من المنازل، لكن المشكلة التى واجهتنا هى عدم سماح بعض المواطنين للزبال بالصعود للمنازل لثقافتهم وخوفهم على عائلاتهم، مما جعلنا نحدد أماكن تجميع للمخلفات فى نقاط محددة على أن يقوم المواطن بإلقائها بنفسه، مما يتطلب المتابعة، وتم تقسيم المناطق، منها كفر علو وعرب راشد وأرض الجنينة وعرب أبو دحروج، وسيتم عمل مسابقة لأفضل وأجمل مكان فى تلك المناطق، بالإضافة إلى تدريب الأفراد الذين يقومون بجمع القمامة وشباب آخرين، بحيث يتم عمل مشروع صغير لهم يمكنهم من إدارة المخلفات وتحقيق مكاسب لضمان نجاح المنظومة، وهناك حملات لطرق الأبواب للتوعية، ويوم السبت الماضى بدأ بالفعل الشباب فى تجميع القمامة من خلال توفير مجموعة من التوريسيكلات التى تقوم بتجميع المخلفات من المنازل ونقلها إلى سيارة «نهضة مصر» التى تتوجه بها إلى المدفن الصحى وتقوم وزارة البيئة بمتابعة ذلك وسيتم دعمهم أول ثلاثة أشهر، وبعد ذلك سيتم تحصيل 10 جنيهات من كل منزل لدعم المنظومة.
دور الوزارة
الأهرام: تطرقنا لوزارة البيئة هنا يأخذنا لمعرفة دور الوزارة فى إنجاح هذه المبادرة؟
هالة أحمدين: دور وزارة البيئة مع مبادرة اتحاد البنوك وتطوير العشوائيات ومؤسسة «صناع الحياة» كان رصد ومتابعة المنظومة نفسها بالمنطقة من خلال ورقة استبيان لرصد وتحديد البيانات المطلوبة لرفع تقرير لقسم الأداء والمتابعة وسماع شكاوى الناس، فتم تحديد 13 بؤرة لتجمع القمامة ومناطق أخرى متفرقة، وعلمنا أنه لا يوجد جمع سكنى للقمامة وكلها عضوى ونسبة الجمع السكنى 17% فقط، إلا أن مؤسسة «صناع الحياة» بذلت مجهودا رائعا باجتماعات مستمرة معنا ومع شركة «نهضة مصر» لبدء تفعيل منظومة جمع القمامة وإزالتها، لكن كان يواجه الشركة نقص العمالة المعنية بالنظافة، ثم بدأت الأمور الآن تتحسن كثيرا وزاد عدد العمالة فبدأ ينعكس ذلك على مستوى نظافة الشوارع.
وأضافت جيهان وليم أننا نعمل كجزء من هذه المنظومة، مشيرة إلى أن هناك عقدا ما بين شركة النظافة وهيئة التجميل لجمع القمامة، لكن هذا لا يحدث ويتم إلقاء القمامة فى الشوارع، لذلك لابد من معالجة المنظومة وتحديد أماكن نقاط التجميع وتعريف الأهالى بها لإلقاء المخلفات التى قاموا بجمعها من البيوت وتحميلها على عربات القمامة فى هذا الموقع وتسير على الفور إلى المقلب العام، ويتطلب هذا الأمر مراجعة بنود العقد بين الحى وشركة النظافة وتحديد المسؤل عن هذا الخلل.
وأضاف محمد طارق أن القمامة موجودة فى الشوارع ولدينا 33 نقطة تجميع مخلفات فى عرب راشد، نستهدف إلغاء 13 بؤرة منها ومنع إلقاء القمامة فيها من خلال توعية السكان وتوفير بديل إما من خلال مشاركة منظومة الجمع السكنى أو نوجهه إلى مكان محدد به صندوق قمامة، ثم نقوم بزرع أشجار أو عمل أى شكل جمالى مكان هذه البؤر، بالإضافة إلى التفتيش المستمر من الهيئة والبيئة على هذه الأماكن، أما بالنسبة للبؤر العشرين الأخرى فسيتم إدارتها من خلال تحديد مواعيد للجمع فى سيارات جمع القمامة، ثم يتم نقلها إلى المدفن الصحي.
فى هذا الصدد أضافت الدكتورة داليا عبدالقادر أن المبادرة تتبنى تطبيق رؤية متكاملة يعمل بها اتحاد بنوك مصر بالتعاون مع وزارة البيئة واتفاقا مع جمعية «صناع الحياة» وكل الجهات المعنية من المحافظة وهيئة تجميل القاهرة من خلال بروتوكول لعمل شركات للشباب بالمنطقة، وتسليم 20 ترويسيكلا للتعاون مع شركة نهضة مصر لسد فجوة قلة العمالة، لكن هذه الرؤية لم يتم تطبيقها لأن الشركة على أرض الواقع ذكرت أن الأمر سيحدث خلافا لدى المتعهد على توريد العمالة، فالموضوع توقف منذ 8 أشهر رغم أننا كاتحاد وفرنا الموارد وقمنا بتدريب الأهالى ولدينا خطة طموح بأن يكون عرب راشد وكفر علو نظيفان تماما.
الأهرام: هذا الأمر يأخذنا إلى سؤال مهم.. هو: هل المنظومة غير الرسمية فى جمع القمامة المعتمدة على عدد من الشباب من الممكن أن تنجح بدلا من المنظومة الرسمية؟
محمد طارق: إن الإرادة والرغبة فى التغيير قادرة على حل كل المشكلات، وهذا ما جعلنا نقوم بتدريب عدد من الشباب للقضاء على هذه المشكلة، وكان هناك مذكرة تفاهم مع شركة «نهضة مصر» من أجل قيام الاتحاد بمنح الشباب 20 ترويسكلا للمشاركة فى منظومة الجمع السكني، لكن واجهت الشركة مشكلة من شقين؛ الأول: أنها متعاقدة كشركة حكومية مع عمال نظافة بالمنطقة، والثاني: أن الحكومة تفرض عليهم التعامل مع جامعى القمامة المتوارثين للمهنة، فأصبح لديه مشكلة فى عدم قدرته على التعاقد مع ناس آخرين عن نفس المنطقة، وكذلك عدم موافقة هيئة نظافة وتجميل القاهرة على أن يتعاقد مع شركات أخرى من الباطل دون موافقة الهيئة، وهذا الأمر تم حله .
أما بالنسبة لتشجير المنطقة، فقال المهندس ياسر محمود ـ مدير إدارة التشجير بحلوان: إنه تمت زراعة الأشجار فى تجمعات القمامة التى تمت إزالتها بشارع القومية وشارع الحسن بن على وأكثر ما أسعدنى أننى كنت أمر على المناطق التى تمت زراعة أشجار بها لأجد الأهالى قاموا بالتحويط على الشجر بطوب أو أخشاب حتى لا تتم سرقتها ووجدت الأهالى يهتمون بسقى الشجر بأنفسهم، فشعرت بحالة من الانتماء الحقيقى للمنطقة، مما شجعنا كإدارة على أن نلبى كل احتياجات المنطقة ونكثف من زراعة الأشجار بها، وهناك خطة لتشجير جميع الشوارع الرئيسية.
الأهالي: المبادرة أسهمت فى تغيير حياتنا للأفضل
وحول مدى استفادة الأهالى ومقترحاتهم لتفعيل هذه المبادرة.. قالت فوزية فاروق مدير جمعية أهلية وأحد الأهالي: إن كلمة السر فى تحقيق الهدف المنشود من المبادرة هى القضاء على تحدى القمامة والحفاظ على ما تم إنجازه من خلال الأهالي، وأن منطقتى عرب راشد وكفر العلو بهما جمعيات أهلية نشيطة، ولذا فإن حل رفع المخلفات لابد أن يتم بالتعاون مع الجمعيات الأهلية وشباب المنطقة الطموح من خلال تدريبهم، وهو ما فعلته مؤسسة «صناع الحياة»، كما اقترحت أن يكون لها دور فى متابعة أعمال النظافة والتشجير التى تقوم بها المحافظة باستمرار، مع معالجة مشكلات التسرب من التعليم ومساعدة الأسر الأكثر احتياجا ودعمها بمشروعات صغيرة تساعدهم على الحياة الكريمة.
أما محمد نصر الدين ـ موظف وأحد الأهالى والمتطوعين بعرب راشد فيقول: إن مبادرة اتحاد البنوك أسهمت فى تغيير حياتنا للأفضل من خلال النظافة والتشجير فى شارع القومية، أهم شوارع حلوان، وكانت مشكلته الكبرى سير السيارات النقل والحوادث، لكن بالتعاون مع اتحاد البنوك.
وقال محمد طارق من «صناع الحياة» عملنا على التنسيق مع العقيد أحمد فؤاد المسئول عن المرور بالمنطقة.. سيطرنا على احتلال سائقى النقل على الشارع وتم نقلهم إلى ساحة خاصة بعيدا عن مدخل منطقة عرب راشد، بالإضافة إلى تشجير شارع القومية وشارع حسن بن علي، كما تم الاتفاق مع المحافظ على إعطاء 9 حالات تضررت من حوادث سيارات النقل على الطريق أكشاكا.
ويضيف محمد سلامة من عرب راشد ورئيس جمعية أهلية: اشتركت مع اتحاد البنوك و«صناع الحياة»، وأشكر المبادرة والقائمين عليها، وأننا عندما عملنا فى مبادرة «عيشة وهوية» واجهنا تحديا فى شارع القومية للأسمنت، وسيارات النقل التى تقف على الجانبين من تجار مخدرات وعدم وجود إضاءة بالشارع، مما كان يعرض السيدات للخطر، فبدأنا بعمل توعية للسائقين، ثم تطورت لتوعية ورقية ولافتات للتحذير من المساءلة القانونية، وحدث تواصل مع العقيد أحمد فؤاد ورئيس الحي، وتم منع النقل من الوقوف، ولدينا فى عرب راشد شباب متحمسون، وبدأنا حل مشكلة الإنارة والتشجير والتجميل فى الشارع، وقد حاولنا إنجاز هذه الأشياء بعد 2011 دون جدوي، لكن بسبب المبادرة التى ساعدتنا فى الوصول إلى المسئولين استطعنا حل المشكلة، أما المشكلة الثانية فهى مشكلة القمامة، حيث قمنا بعمل استبيان مع وزارة البيئة وجمعية «صناع الحياة» واستطعنا الوصول إلى 300 شقة لمعرفه آراء الأهالي، وكان البعض يفضل الاشتراك فى منظومة الجمع السكنى ودفع 10 جنيهات شهريا مقابل هذه الخدمة، لكن تبقي مشكلة شركة «نهضة مصر«، موضحا أنه إذا تم إعطاء مشروع النظافة للشباب فسنوجد فرص عمل لأهالى المنطقة، وسنحقق الهدف، بالإضافة إلى ضرورة رفع رسوم القمامة من على إيصال الكهرباء لأن الشركة لا تقوم بدورها، كما سنقوم بتفعيل مشروع تدوير القمامة من المنبع ومشروع تجميع زيوت الطعام المستهلكة مقابل جنيه واحد للتر لاستخدامه فى مصانع الصابون .
التوصيات:
تم التوصل إلى عدد من التوصيات لتفعيل المبادرة وتحويلها إلى نموذج يمكن تطبيقه فى مناطق أخري، أهمها:
< أولا: مبادرة «عيشة وهوية» عبارة عن رؤية مستقبلية لمشروع قومى يجب توثيقه كنموذج يحتذى به مستقبلا فى تطوير العشوائيات.
< ثانيا: البنوك لاعب رئيسى فى التنمية الاقتصادية والمجتمعية، وبذلك طالب الحضور بأن تتبنى فروع البنوك بالمحافظات حل مشكلات المناطق العشوائية المحيطة بها .
< ثالثا: المجتمع يتمتع بالوعى والانتماء والرغبة فى التغيير، وظهر ذلك جليا فى تطوير منطقتى عرب راشد وكفر العلو بحلوان، لذا دعا الحضور إلى ضرورة دعوة جميع الأطراف المعنية الرسمية وغير الرسمية ورجال الأعمال إلى تبنى مثل هذه المبادرات حتى نقضى على العشوائيات فى مصر ونحقق التنمية المنشودة.
< رابعا: ضرورة مشاركة الجمعيات الأهلية فى تطوير الوعى لدى الأطفال والسيدات والشباب والرجال، وإيجاد كوادر بكل منطقة قادرة على مخاطبة الأهالى وتبنى رؤى التغيير والتطوير داخل الحى الخاص بهم.
< خامسا: عمل ورش تدريبية وتوعية بيئية فى مراكز الشباب وفى فصول تعليم الكبار لتغيير منظومة الرصد والمتابعة الرسمية وإحداث حالة من الشعور بالمسئولية والانتماء وتبادل الأدوار.
< سادسا: مناشدة نواب مجلس الشعب بأن يحذوا حذو اتحاد البنوك، وأن يعمل كل نائب على تطوير منطقته، فالتطوير لا يحتاج أموالا كبيرة، ولكن يحتاج إلى رغبة حقيقية فى التغيير.
الضيوف المشاركون
-
داليا عبد القادر رئيسة لجنة التنمية المستدامة باتحاد البنوك
-
لميس نجم عضو لجنة التنمية المجتمعية باتحاد البنوك
-
طارق جلال عضو لجنة التنمية المجتمعية باتحاد البنوك
-
محمد طارق ممثل مؤسسة «صناع الحياة» مدير مشروع «من عشوائية إلى عيشة وهوية»
-
هالة أحمدين «مدير عام الجمعيات الأهلية بوزارة البيئة»
-
جيهان وليم إدارة الجمعيات الأهلية جهاز شئون البيئة
-
محمد سلامة وفوزية فاروق من رؤساء الجمعيات الأهلية
-
محمد نصر الدين موظف وأحد الأهالى
-
نادية حسنى من البنك التجارى الدولى
-
هايدى النحاس بنك القاهرة
رابط دائم: