حفزى طفلك على الصيام

يقول د. أحمد يحيى عبدالحميد أستاذ علم الاجتماع جامعة السويس: إنه يمكن تحويل صوم الطفل إلى لحظات سعادة، حتى يصبح رمضان فرحة، ونحاول أن نستثمر هذا الشهر فى غرس القيم والإيمان فيهم وذلك بأن ينشأ الطفل وهو يرى من والديه وإخوته مظاهر الحفاوة والترحيب بهذا الشهر الكريم، فتظل هذه الذكريات محفورة فى ذاكرته.

كما يجب تعويد الطفل على الصوم، حتى لا ندع أطفالنا يكبرون، ثم نأمرهم بالصوم فيشق ذلك عليهم، وليس بالضرورة أن يصوم الشهر كله، أو اليوم كاملا فى البداية، ولابد من التلطف معه، عن طريق بيان ما أعده الله للصائمين.

وأكد أنه لابد أن تقترن هذه التجربة بالمكافآت والجوائز التشجيعية فى نهاية اليوم، أو آخر الشهر الكريم، ويمكن أن نفتح باب المنافسة بين الأطفال كأن يقال لهم «من يصوم أكثر له جائزة أكبر»، مع الأخذ فى الاعتبار أن الطفل عادة يحب المكافأة السريعة، وهو ما يجعله يستمر فيما يقوم به من تكاليف، إلى أن تصبح سلوكا فى حياته، وجزءا من شخصيته.

ويرى أن إقبال الطفل على مشاركة والديه فى الصيام يحمل معنى تربويا مهما، فهو يغرس الثقة فى نفسه، وينمى لديه الشعور بإثبات الذات، والإحساس بالمسئولية، عندما يشعر بأنه يقوم بأعمال يمارسها الكبار، مما يفسر لنا الإصرار والحماس الذى يدفع بعض الأطفال لأن يصوموا الشهر كاملا مع صغر سنهم، وهو أمر له أثره الإيجابى على سلوكيات أبنائنا وعباداتهم ومعاملاتهم، لأنه يجعل من شهر الصوم نقطة بداية لتحملهم المسئولية.

ويعتبر رمضان أيضا فرصة لغرس القيم فى نفوس أطفالنا كالصبر, وأن الله تعالى يراقبنا وذلك عندما يمسكون عن الأكل والشرب مع التعلق بالمساجد والتراويح وقراءة وحفظ القرآن الكريم والصدقة حيث ينبغى أن يعطى الوالدان صغيرهما مبلغا من المال ليضعه فى يد سائل أو محتاج...

وأخيرا يجب أن يشعر الأطفال بأنه لا مكان للكسل فى هذا الشهر، وأن الأوقات فيه غالية ثمينة لا ينبغى أن تضيع فيما لا فائدة فيه، ولذا فإن من الجريمة فى حق أطفالنا تركهم ضحية لبعض القنوات الفضائية التى تغرس فيهم القيم والسلوكيات المنحرفة عن طريق ما تبثه من برامج ومسلسلات لا تناسب المرحلة العمرية للطفل وقد تتعارض مع القيم التى نحاول جاهدين غرسها فى نفسية الطفل ، وقد لا تدرك الأم أن مخاطر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعى لا تقل عن المخاطر التى يمكن أن يتعرض الطفل لها خارج المنزل.