رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مكافحة الإرهاب بمكعب روبيك !

سهير حلمي

الإرهاب ظاهرة بالغة التعقيد التصدي لها يثير فيضاً من الأسئلة التي ترتحل في فضاءات عالمية ومحلية فكيف يكون العتاد الفكري والثقافي المصاحب لنا لمجابهة داعش ؟ هل نحن بحاجة لعودة الفلسفة لعصر الإغريق لكي تدير شئوننا وتصبح أداة لتغير العالم ؟ هل التطرف الإسلامي يحتل النسبة الأكبر من الإرهاب العالمي ؟ كيف يتحول العقل إلى آلة صماء تقوم بدورها في العنف والقتل وهل يقوم الأفراد الذين يقومون بالاغتيالات والتفجيرات بتعاطي بعض العقاقير التي تمنحهم شجاعة ( وهمية ) واستخفافاً بالحياة ؟ تعريف الإرهاب في الدول الأوروبية يؤكد على أن الإرهاب صراع لتحقيق ( أهداف سياسية ) من خلال الاعتداء على الحياة أو الممتلكات فهل الخطاب الديني المتطرف هو السبب في ظهور الجماعات الإرهابية ؟ كيف يستقطب داعش مقاتليه ؟ ما هي الأيديولوجيا التي يستند عليها ؟ ولماذا يحرصون على اختراق حدود الدول ورمزية المعنى ؟ وأخيراً كيف أنعشت داعش بانتشارها الممتد على وسائل التواصل الاجتماعي « صناعة الخوف عالمياً ؟»

داعش على شبكة الانترنت

عن تواجد داعش على شبكة الانترنت يفسر ويحلل د. خالد الغمري أستاذ اللغويات الزائر بجامعة انديانا الوضع الحالي للتنظيم الذي أذاق العالم الأمرين – ولا يزال – حيث انفرد د. خالد منذ سنوات بتنبؤه بلجوء داعش لتنوع أساليبها في القتل من التفخيخ والذبح إلى الحرق قبل إحراق الطيار الأردني بعدة شهور .. يفسر د. خالد الغمري الخبير في وسائل التواصل الاجتماعي، الوضع الراهن لداعش بقوله:

حسب آخر تقرير لـ «البوليس الأوروبي» أو الـ «يوروبول» داعش تستخدم ٥٢ منصة للتواصل الاجتماعي، بهدف نشر البروباجندا الخاصة بها بأكثر من لغة وتجنيد عناصر جديدة من مختلف الدول، من ضمنها الشبكات الكبرى مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب وتمبلر وانستجرام. وبعد تزايد التضييق من قبل الأمن وهذه المواقع والذي نتج عنه إغلاق الكثير من حسابات التنظيم والمتعاطفين معه، تزايد استخدام داعش لتطبيق «تيليجرام» وهو تطبيق روسي للتواصل الاجتماعي وتبادل الرسائل القصيرة، وعلى درجة عالية من «التشفير» بما يصعب عمليات التجسس والاختراق. ولهذا أصبح «تيليجرام» مؤخرا أحد أدوات التواصل الأساسية لداعش، وخاصة للتواصل مع عناصر التنظيم خارج المناطق التي يسيطر عليها، فقد استخدمه عناصر التنظيم الذين نفذوا هجمات أنقرة وهجمات باريس للتواصل مع أميرهم في الرقة في سوريا. مع كل تضييق علي أفراد الجماعة والمتعاطفين معها علي مواقع التواصل الاجتماعي تنتقل عمليات الجماعة للدعاية والتجنيد إلى «مناطق أكثر ظلاما» من الإنترنت بعيدة عن عيون أجهزة الأمن. ويقول التقرير أن داعش تقوم الآن بتطوير شبكة اجتماعية خاصة بها لتفادي الرقابة والتجسس من قبل أجهزة الأمن والمخابرات علي نشاط الجماعة علي المنصات الاجتماعية الكبرى. طبعا لو صح هذا الكلام، فهذا يعكس تزايد مستوى النضج التقني الذي وصل إليه التنظيم، وقد يكون أيضا مؤشرا علي انضمام عناصر جديدة للتنظيم علي قدر معقول من المهارات التقنية في مجال تكنولوجيا التواصل، بأعداد تكفي لإنشاء موقع للتواصل وإدارته. وكل هذا يعني تغيرا كيفيا ونوعيا في استخدام داعش لتكنولوجيا التواصل والاتصالات في المستقبل القريب جدا. بالإضافة إلى هذا التغير الكمي والكيفي في الجانب التقني، هناك تطورات نوعية أخرى في آليات عمل التنظيم تتلخص في طريقة استخدامه للأطفال والنساء. إذا نجحت داعش في الصمود لعدة سنوات في مواجهة الهجمات الحالية ضدها سوف يظهر منها جيل آخر أكثر شراسة ودموية، حيث تقوم داعش من فترة بإعداد جيش من أطفال مقاتليها الذين تم اعتقالهم أو تصفيتهم جسديا، وهو ما يطلق عليه البعض «جيش اليتامى». وكذلك سوف يتعاظم دور المرأة في التنظيم وخاصة في عمليات الدعاية والتجنيد علي الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. وقد يتواكب مع كل هذه التطورات تطور نوعي في هجمات التنظيم وخاصة في دول الغرب، فقد يلجأ إلى تنفيذ هجمات في مناطق أو أحياء أو شوارع خلفية بعيدة عن أعين أجهزة الأمن. فالعنف والإرهاب لا يرتبط بدين أو عرق معين .. وفقاً لدراسة أمريكية عن « الإرهاب الأبيض « اليمين الأمريكي المسيحي المتطرف « توضح أن ضحايا هذا النوع من الإرهاب والعنف في أمريكا من بعد 11 سبتمبر 2001 أضعاف ضحايا العنف المرتبط ببعض الجماعات المحسوبة على الإسلام.. ويقدم لنا د. الغمرى في نهاية حديثه خريطة تفاعلية بالهجمات الإرهابية وحجم الضحايا في عام 2017 حتى الآن يمكن متابعتها يومياً في هذا الرابط: storymaps.esri.com/stories/terror


د.خالد الغمرى


أخطبوط الإرهاب

واقع الأمر أن الجماعات الإرهابية وفي القلب منها داعش لا تعتمد على الخطاب الديني في جذب المستهدفين ففي دراسة أجراها مركز مكافحة الإرهاب ونشرتها جريدة الديلي ميل خلصت النتائج إلى أن 70% من مقاتلي داعش لا يعرفون شيئاً عن الإسلام .. وأنهم معنيون في المقام الأول بوصول صوتهم ورسائلهم إلى الناس باستخدام قاموس لغوي يشتمل على كلمات « الطاغوت والكفار والمستبد « هم خفافيش الظلام لا يفقهون من الإسلام إلا القتل يتصيدون من الشباب من يشعر بالتهميش وتكون الرسالة جاذبة من خلال الضرب على وتر التأثيم وإحياء عقيدة الشعور بالذنب والتكفير عن الخطايا .. ويستغلون براءة هؤلاء الشباب ونقائهم باصطناع أدوار البطولة دون وجود ايديولوجيا بل بتشويه النصوص واستخدامها خارج سياقها ثم إصدار صكوك الجنة لمن يقبل على تنفيذ عملية انتحارية ومنحهم حبوبا يتعاطونها تساهم في انخفاض الوعي والإدراك ضماناً للسيطرة عليهم حتى لا يتراجعوا عن تنفيذ عملياتهم.

رفضت التيارات المتطرفة الحداثة الغربية وقامت بإضفاء مشروعية القتل والجهاد وتغليف أطماعهم السياسية والاقتصادية بغلاف ديني واستخدام رأس مالهم الاجتماعي في استقطاب مقاتلين جدد .. حيث تم توريث المناصب في عائلتي بن لادن والظواهري على سبيل المثال.. ولكن ما دامت الجماعات الإرهابية لا تستند لايديولوجيا ولا يفقه معظم أتباعهم الدين كما أشرنا فكيف ولماذا ينضم الشباب إلى داعش على وجه الخصوص ؟ يجيب د. عمرو شريف أستاذ ورئيس قسم الجراحة السابق بجامعة عين شمس من خلال دراساته المتنوعة عن الاديان موضحاً :

ليس من الضرورة أن تكون جذور الإرهاب فكرية فقابيل وهابيل وإخوة يوسف وقصة فرعون مع موسى الذي أذاقهم العذاب وقال لهم : أنا ربكم الأعلى لم تكن جميعها بسبب خلاف فكري .. الانضمام إلى داعش شأن الإلحاد ينم عن (مشكلة نفسية ) وليس مرض نفسي كما فهم البعض بالخطأ .. المشكلة تعود لدور التربية والتنشئة الخاطئة إذا اهتزت سلطة الرحمة المتمثلة في ( الأب ) أو صورة الحنان المتجسدة في ( الأم ) هنا قد يبحث الشاب أو الفتاة عن تعويض لهاتين السلطتين وخصوصاً سلطة ( الأب ) ولكن التدين في هذه الحالة القائمة على الاستقطاب يكون انفعالياً ومتذبذباً .. يحدث اهتزازاً كبيراً ويولد داعشي كان يبحث عن شيء آخر فانجرف في طريق الإرهاب .. اهتزاز منظومة الأسرة ترتب عليها الكثير من مآسي التطرف الفكري والنفسي .. ولكن يمكننا مجابهة كل ذلك بتفكيك الخطاب الديني واستبعاد كل ما يسيء له من سلبيات مع الأخذ في الاعتبار أن التنمية المجتمعية تعد من أبرز طرق المعالجة .. ويختتم د. عمرو شريف حديثه بإحصائية أجراها معهد جالوب للإحصاء حيث أظهرت النتائج في ماليزيا انخفاض الإلحاد على سبيل المثال من 3 % في التسعينيات إلى صفر في الألفية الثانية.

د.عمرو شريف

 


صناعة الخوف

وجه ستيفن والت أستاذ الدراسات الدولية في جامعة هارفارد نقداً شديداً شديد لترامب ومساعديه وستيف بانون على وجه الخصوص – واتهمهم بمحاولة نشر ما وصفه بالفانتازيا « فيما يتعلق بحديثهم « عن تهديد الإسلام للحضارة الغربية والولايات المتحدة واعتبارهم أنه لا فرق بين الإرهابيين الجهاديين وبين أي أسرة مسلمة بجوار أي أمريكي في منزله .. ساخراً ومفنداً تجاهلهم لاختلال ميزان القوة بين الدول الإسلامية البالغ عددها 1.6 مليار نسمة لصالح الولايات المتحدة فيما يتعلق بالناتج المحلي النهائي واحتكم بالمثل للقدرة العسكرية والإنفاق على التسليح التى تصب فى صالح امريكا، وأشار إلى ضعف حركة الوحدة في العالم الإسلامي فلم يحدث أن تكرر تدخل دول ذات أغلبية مسلمة في أوروبا منذ حصار فيينا في عام 1529 .. ولم يكن صدام حسين هو الذي أرسل قواته لواشنطن لإسقاط جورش بوش ولم يصدر معمر القذافي أوامره بإلقاء قنبلة على باريس من أجل الإطاحة بساركوزي سنة 2011 .. مؤكداً في مقاله اللاذع الذي نشر في مجلة « فورين بوليسى» أن رجال ترامب يصورون خصومهم كأنهم جزء من ائتلاف كبير .. ويروجون شعارات الاسلاموفوبيا للايحاء بوجود عدو قوي يوجه دفاعاته وهجومه لأمريكا والغرب .. وحقيقة الأمر – على حد تعبير والت أن العالم الإسلامي مفكك كما لم يكن من قبل في أي وقت بل أن الجماعات الراديكالية منقسمة على نفسها وتكره داعش والأخيرة بدورها تكرههم .. وينتقل والت لنقطة جوهرية في إطار مهاجمته لسياسة البيت الأبيض قائلاً : الإرهاب يمثل خطراً كبيراً لكنه لا يعتبر كذلك في ظل مخاطر يومية يتعرض لها الإنسان قد تؤدي بحياته لأسباب هينة للغاية .. قد تقتله رصاصة طائشة أو حادث سيارة أو صاعقة رعدية .. واستطرد قائلاً منذ الحادي عشر من سبتمبر فإن احتمالية أن يقتل أمريكي عبر إرهابي لهي احتمالية أقل من واحد في ثلاثة مليون سنوياً.

مكعب روبيك وعلاقته بالإرهاب

هذه النسبة التي ذكرها والت تذكرنا باحاجي مكعب روبيك الذي ابتكره أرنو روبيك عام 1974 .. وهو مقسم إلى ستة ألوان ويتحرك في كافة الاتجاهات ابتكره روبيك أستاذ العمارة من أجل تعليم طُلابه كيفية التعامل مع المساحات الفارغة والعلاقات المتناقضة من البساطة والتعقيد والحركة والثبات .. والفرضية التي ذكرها والت عن نسب احتمال تعرض الشخص الامريكى للارهاب تستدعي الطرق اللامتناهية – فى تعامل الدول الكبرى مع الإرهاب، شأن مكعب روبيك يمكننا الحصول عن طريق استخدام الزوايا والحواف والأبعاد وطرق الترتيب إلى 2048 إمكانية وخوارزميات تتسع لثلاثة وأربعين طريقة أمامها 18 رقما .. لذلك أصبح الروبيك اللعبة الأكثر شعبية في العالم .. ولان داعش اصبحت لغزا في كل القارات يقول روبيك : « إذا كنت فضوليا ستجد الالغاز من حولك ، وإذا كنت مصمماً فسوف تحلها» فى فيلم " سنودين " مشهد بديع استخدم فيه الروبيك لإخفاء أهم المعلومات التى حصل عليها فى داخل المكعب.. ويسترسل ستيفن والت فى تقديم رؤيته لأسباب صنع ( فزاعة ) من الإرهاب لكي تلتصق العيون بالشاشات ويظل عفريتاً لا ينصرف .. يمنح تبريراً للسلطة بالنيل من الحقوق الفردية والحريات .. لكونه أصبح لعبة تخيف الناس وحين تفشل يستحدثون أساليب لا تنتهي من الطرح السخيف لاحتمالات « روبيك الإرهاب « وكيف يمكن للمسلمين المقيمين فرض عاداتهم وتقاليدهم .. في حين أن المسلمين يمثلون 1 % من سكان الولايات المتحدة أي 3.3 مليون نسمة وينتهي مقاله الناري بأن الإسلام الراديكالي لا تحل مشاكله إلا بنزع فتيله .. وما يحدث من مخاوف غير مبررة هو فشل ذريع.. ونتجاوز مقال والت ويطالعنا آخر إحصاء في 2017 ويتضح منه أن 59 % من الأمريكيين يتوقعون حدوث هجمات إرهابية في أمريكا.


احدث فيلم سيقوم باخراجه كلينت ايستوود عن داعش " باريس15:17 "


داعش في هوليوود

وإذا كانت داعش قد نجحت فى ضم النساء والأطفال إلى صفوفها وتحولت إلى صناعة ولغز متشعب يمكن القضاء عليه وحله شأن "مكعب روبيك "إذا توفرت القدرة والارادة.. فلا غرابة فى أن تتحول" حكايات داعش" إلى أفلام لتبقى فى المخيلة والوجدان كما أراد صانعوها.. في الشهور القادمة يبدأ أيقونة هوليوود «كلينت ايستوود» إخراج فيلم عن قطار فرنسي اختطفته داعش وهو في طريقه إلى بروكسل ــ عن قصة حقيقية ــ.. وتمكن مجموعة من الأمريكيين من إنقاذ الركاب. ويقوم الممثل الشهير أيضاً «برادلي كوبر» ببطولة وإنتاج مسلسل تليفزيوني أيضاً عن كتاب « الرايات السوداء: صعود داعش» وهي قصة حاصلة على جائزة بوليتزر لعام 2016.. يهدف المسلسل على حد تعبير منتجه بتعريف الأمريكيين بخطورة داعش وبدايات تأسيسها ودوافعها .. انتهكت الجماعات الإرهابية الكثير من براءة هذا العالم وجماله وفرضت حضورها في هوليوود ومن ثم في العالم أجمع .. تغيرت مقاييس الألفة كان أنسي الحاج رحمه الله يقول : لو أن الإلياذة والأوديسة وكل مآسي شكسبير حدثت في أفريقيا لما استدعت بضعة أسطر في قاع صفحة داخلية من جريدة! وكان يندهش من الألفة التي أحدثها الإرهاب مع الموت وكان يعتقد أنه إذا استمرت حالات القتل الفعلي والسينمائي في أفلام هوليوود بنفس السهولة .. فأغلب الظن .. أننا سنطالب بإعادة اختراع الموت.

هؤلاء جعلوني وحيداً

في سلسلة كتبه البديعة عن « الحداثة السائلة والأزمنة السائلة « يباغتنا المفكر الكبير زيجمونت باومان بأزمة الحداثة وكيف تحولت من الحالة الصلبة التي كانت تضمن لها الهيمنة والبناء وتحديد القواعد واستحضار اليقين المادي إلى حالة من السيولة دفعت زيجمونت باومان بالقول : « أعيش محاط بكل هؤلاء الذين جعلوني وحيداً «. فقد اختفى المعنى الكبير للأشياء وتفككت الروابط وارتفع رصيد المخاوف عموماً نتيجة للإرهاب ونتيجة لغياب التوقعات. فالحداثة السائلة نشرت الخوف وأشعلت حروباً ضخمة أتعست البشرية لكنها لا تسميها حروباً عالمية لأنها تمتد فترات طويلة .. ظهرت أزمة (المصطلح) ومراوغته وتضليله .. فالإبادة البشرية لها أكثر من معنى ومسمى وكذلك الإرهاب الملتحف بشعارات جوفاء صناعة الخوف أنتجت ( اللايقين ) واستنزاف الموارد وذهب جزء كبير من سلطة الدولة الحديثة في فضاء العولمة خارج إطارها .. وبفلسفته العميقة ينعي ميلان كونديرا وحدة البشرية التي جعلت الإنسان في سجن لا يستطيع الهروب منه .. الكل متشابه .. والقادم لا يوحي بالآمال الكبرى عالم يلهث وهو عاجز عن خفض سرعته .. فالإرهاب تم عولمته واللاجئون في مخيماتهم أصبحوا في اللامكان في المجاهل معلقون في الفراغ .. يعانون من الأبعاد والابتعاد .. لم يتبق من عولمة الإرهاب إلا جدران وأسلاك شائكة وأبواب محكمة ونهاية الفروق الشخصية بينهم .. ولا تنتهي اضاءات زيجمونت باومان في الحديث عن مآلات الحداثة ولا أجمل من استشهادنا بما ذكره إيتالو كالفينو وأورده في كتابه البديع « الأزمنة السائلة « : « إذا كان هناك جحيم فهو جحيم الواقع الذي نعيشه كل يوم.. الجحيم الذي نشكله معاً .. هناك طريقان للهروب من عذابه .. الأول : أن نقبل بالجحيم ونتحول إلى جزء منه بحيث لا يمكنك ملاحظته أو رؤيته والثاني يتطلب السعي لتعلم كيفية استخراج واصطياد ما ليس بجحيم من البشر وإفساح الطريق لهم .. ولكن الأغلبية تستسهل أن تصبح جزءاً من الجحيم حتى لا يزعجهم « ..

يا لها من مسرحية الكل مندمج فيها ولا تنتهى! .. تباً للإرهاب وداعش ومن سمموا هذا الكوكب البديع.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق