بعد النجاح الذى حققته مسرحية «عاشقين ترابك» فى جولاتها بين معسكرات الأمن المركزى والمحافظات والقرى المختلفة، بات واضحا تعطش أبناء تلك المناطق إلى مشاهدة المسرح والاستمتاع بحالة الفرجة والتفاعل الحى الذى يحققها لهم أبوالفنون كما لو كان بابا نويل قادما من بلاد الأحلام ليحقق أمانى الصغار..
ومن هنا تحمس للفكرة التى طرحها المخرج الشاب محمد الشرقاوى كل من المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج وإسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح.. وبالفعل تم استحداث مسرح المواجهة وإدارة التجوال لتروى ظمأ المتعطشين لتذوق الإبداع.
وعلى وجه السرعة تحرك محمد الشرقاوى ليبدأ تجهيز أربعة عروض مسرحية لأربعة من شباب المخرجين الواعدين بالبيت الفنى للمسرح، سعيا لمخاطبة كل التيارات الفكرية فى المناطق النائية والشوارع والتجمعات الكبيرة فى القرى والنجوع لمناقشة أفكار المواطنة ومحاربة التمييز بأنواعه، وغيرها، وسيكون عرض «الطوب الأحمر» هو البداية التى يجهز لها المخرج إسلام سعيد الحاصل على منحة الإبداع بالأكاديمية المصرية فى روما، من خلال ورشة عمل سيتم المزج فيها لأول مرة بين فنانى البيت الفنى للمسرح والأيتام وأطفال الشوارع، لاستغلال طاقاتهم ومواهبهم المدفونة، وايضا صرف أجور لهم تعينهم على أعباء الحياة. كما سيتناول المخرج محمد عبد الفتاح فكرة الحكى فى مناقشة مشكلات أهل الصعيد من خلال أبنائه، ويعمل علاء حسنى على إعداد الممثل الشامل وفنون الفرجة الشعبية المستمدة من تراث قرانا الأصيلة، وأخيرا سيقدم محمد جمعة عرض «أغنية على الممر 2107» لتقديمها فى معسكرات الأمن المركزى والجنود على خطوط المواجهة.. والمثير فى الأمر أن تلك العروض ستكون مجرد بداية لعدد ضخم من العروض صالحة التقديم فى كل زمان ومكان، وأن المجتمع المدنى متمثلا فى مؤسسة اسمعونا سيشارك فى دعم التجربة، وكذلك وزارة الشباب والرياضة، والأهم أن المخرج محمد الشرقاوى مدير الإدارة الأحدث فى بيت المسرح حرص على تخصيص ثلاثة مساعدين إخراج لكل من المخرجين الأربعة لتدريب كوادر جديدة تكون قادرة على تولى مسئولية تلك الإدارة فى السنوات القليلة القادمة حرصا على ضخ دماء إبداعية جديدة بأفكار مبتكرة باستمرار.
رابط دائم: