رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رؤية نقدية
عوالم إبداعية متنوعة فى مجموعة «حائط غاندى»

عزة رشاد
تعد المجموعة القصصية «حائط غاندي» المجموعة الرابعة للكاتبة عزة رشاد، ولعل أهم ما يلفت الانتباه فى هذه المجموعة هو قدرة الكاتبة على التقاط تفاصيل خفية وصياغة أفكار مبتكرة ومتنوعة؛ ذلك أن كل قصة تفتح أعيننا على عالم يبدو لنا جديدًا كأننا نراه للمرة الأولي.

ففى قصة «رسم بقلم رصاص»، على سبيل المثال، استطاعت الكاتبة أن ترسم منظورًا جديدًا لحدث موت شاب فى أثناء أحداث الثورة من خلال تركيز السرد على شخصية الشاب أكثر من التركيز على حدث الثورة نفسه، فها هنا لم تعد الثورة فى حد ذاتها، على خلاف ما نتوقع، أهم من صانعيها. ويجب ألا نستغرب، بعد ذلك، إذا بدأت القصة بسيرة مصغرة لحياة هذا الشاب الذى تهتم أمه بسرد كل كبيرة وصغيرة عنه. أما فى قصة «رسالة علياء» فترسم لنا عالمًا بسيطًا وغامضًا من منظور طفلة يتفتح وعيها فى المدرسة والشارع.

وتنتقل بنا عزة رشاد من طرافة المنظور وجدته إلى طرافة الحكاية نفسها وغرابتها، سواء من حيث العوالم العجائبية التى تدور فيها أحيانًا، أو من حيث المزج بين العجائبى والواقعي، أو من حيث طرافة الموضوع نفسه، وذلك كما فى قصة «خوذة روميل» التى تدور أحداثها وسط مقابر العلمين، أو قصة «مِداد البحر» التى تأخذنا فى رحلة إلى أعماق البحار فى سرد عجيب ومدهش أشبه بليالى ألف ليلة وليلة من خلال فتاة تمتطى ظهر سلحفاة تجوب بها أعماق البحار.

وتنقلنا الكاتبة إلى مستوى آخر من مستويات القص الذى يهتم بحوار الذات مع ذاتها أو مناجاة النفس لنفسها، مثلما نجد فى قصص «خاتم»، و«بِرام فخارى قديم» و«حكاية لوحة»، وبينما تأخذنا إلى عوالم شتي، يبقى «حائط غاندي» المعنى الذى يمكن أن يلضم عقد هذا التنوع؛ فهو تارة الجدار الذى تقترب به النفوس من مدارات المحبة والخير والتسامح، وتارة الحائط الذى يُفلح الشر فى اختراقه والقفز من فوقه، فبالإضافة إلى القصة التى تحمل العنوان نفسه، والتى تؤكد ضرورة تغلب نوازع الرأفة والرحمة على نوازع المعاقبة والمحاسبة؛ فإن معنى اختراق حائط غاندي، أو معنى التسامح الذى ينطوى عليه، يتكرر فى أكثر من قصة من قصص المجموعة. إننا- بحسب قصة «رسائل بظهر الغيب» - لا نستطيع أن نحيا فى سلام ما لم نحسن استقبال رسالة غاندى.

> الناقد د. سمير مُندى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق