مع كل مناسبة وطنية تمر على مصرنا الحبيبة، نتساءل نحن الصحفيين، ويشاركنا الهم بعض المحبين للسينما المصرية، ماذا قدمت السينما الروائية لهذه المناسبات الوطنية والقومية؟! وبعد تفكير ثوان تأتى الإجابة : ولا شئ!، فعلى الرغم من قدم السينما المصرية وتاريخها العريق إلا أنها دائما تجد صعوبة فى التحرك نحو القضايا القومية، ولا ندرى السبب؟!.
ويتجلى ذلك فى عدد الأفلام الضئيلة التى قدمتها عن القضايا والمناسبات المهمة، من هذه المناسبات ذكرى تحرير سيناء التى مرت علينا أمس، فحتى اليوم لم نشاهد فيلما واحدا روائيا يتحدث عن البطولات الرائعة التى جرت على أرض الفيروز، ولا حتى فيلم عادى يتحدث عن طبيعة وعادات سكان أرض الأجداد، التى تدور على أرضها هذه الأيام أروع المعارك الوطنية ضد الإرهاب الغاشم الذى يحاول أن يزعزع الأمن والإستقرار الذى نعيشه.
وبنظرة سريعة حول الأفلام التى تحدثت عن سيناء سنجد أن السينما التسجيلية هى التى أنصفت أرض الفيروز، لكن السينما الروائية اتخذت سيناء فقط مجرد خلفية للأحداث، أو مكان عابر فى حكايات غرامية، أومطاردات ساذجة من دون ان يكون لموضوعات هذه الأفلام علاقة بأهمية المكان التاريخية.
سمراء سيناء
كان أول عمل قدم وحمل إسم سيناء، بعد احتلال سيناء أول مرة عام1956، فيلم بعنوان “سمراء سيناء” إخراج نيازى مصطفي، فبعد انسحاب إسرائيل من أرض القمر مباشرة عقب قرار من الأمم المتحدة، قام نيازى مصطفى والسيناريست عبدالحى أديب عام1958 بتقديم فيلم يصور الحياة على أرض سيناء، بطولة يحيى شاهين، كوكا، تدور أحداثه حول الحب والخيانة من خلال المهندس «عادل» الذى يعمل كمهندس بترول فى صحراء سيناء والمتزوج من «زوزو» ابنة مديره فى الشركة التى يعمل بها، والتى تخونه مع ابن خالتها، وتتوالى الأحداث بعد ظهور “ سمره” ابنة شيخ القبيلة. وبعد هذا الفيلم لم تقترب السينما الروائية من إسم سيناء إلا فى منتصف الثمانينات حيث عرض عام1984 فيلما آخر حمل سيناء بعنوان” أسود سيناء” بطولة رغدة، شكرى سرحان، عفاف شعيب، قصة وسيناريو وإخراج فريد فتح الله، تدور احداثه أثناء حرب الإستنزاف، مرورا بحرب أكتوبر. ومع بداية عام 2016 عرض فيلم بعنوان « أسد سيناء»، ، إخراج حسن السيد، بطولة عمرو رمزي، رامى وحيد، ويرصد إحدى القصص المثيرة لبطل من أبطال حرب أكتوبر 1973، وهو جندى الصاعقة المصرية «سيد زكريا خليل» الذى اشتهر بلقب «أسد سيناء»، تقديراً لبطولته وشجاعته الفريدة فى حرب أكتوبر، لكن قصته لم نكن نعرف عنها شيئاً إلا بعد اعترافات العدو الإسرائيلى بعد مرور 23 عاما على الحرب. وبين هذه الأفلام التى حملت اسم سيناء تم عرض مجموعة من أفلام الحرب التى تحدثت عن سيناء بشكل عابر أو اتخدتها خلفية للأحداث مثل « أغنية على الممر،أبناء الصمت، العمر لحظة، الرصاصة لا تزال فى جيبي، إعدام ميت، الطريق إلى إيلات.
وإذا كانت السينما الروائية ظلمت سيناء، فقد كانت السينما التسجيلية سباقة فى تسجيل وتوثيق كثير من الأحداث التى مرت على سيناء، فقدمت أفلاما كثيرة جدا، من أهمها أفلام المخرج الكبير عبدالقادر التلمساني، مثل « خماسية سيناء، سيناء الحرب والسلام، سيناء عالم البدو، سيناء أرض الأديان، سيناء مشتى عالمي، كنوز رأس محمد». وقدم المخرج على الغزولى فيلمه الجميل « أرض الفيروز» الذى حصل من خلاله على أكثر من جائزة، وقدم أيضا المخرج مسعود مسعود فيلمه « سيناء أرضنا»، أما المخرج محمود سامى خليل فقام بإخراج أكثر من فيلم منهم « سيناء الشمال»، « سيناء الجنوب»، وقدم محمود سامى عطا الله « سيناء أرض الأجداد»، ويعتبر فيلم « سيناء أرض السلام» للمخرج دويدار الطاهر،من أهم الأفلام التى قدمت.
ونتمنى خلال الفترة القادمة أن يكون لدينا الكاتب والمنتج والفنان والمخرج الواعى الذى يدرك أهمية الحرب الدائرة الآن على أرض سيناء، التى سيشهد التاريخ أن الحرب التى تخوضها القوات المسلحة المصرية الآن فى سيناء ليست فقط جهاد من أجل مصر، لكنها جهادا من أجل الإسلام.
ومن خلال هذه الحرب ترسل قواتنا المسلحة برسالة قوية للارهابيين انهم لن يتركوا أرض سيناء بأى حال من الاحوال، وأنهم مصممين على تطهير سيناء بالكامل من تدنيس تلك المجموعات الإرهابية لأرضنا الطاهرة.
رابط دائم: