رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

وفى دورته الثانية.. تنوع درامى وغياب جماهيرى

باسم صادق
خطوة ثانية خطاها مهرجان شرم الشيخ الدولى لمسرح الشباب فى دورته هذا العام تسعى لتنشيط الحركة المسرحية واستقدام عروض من دول متعددة ذات ثقافات متباينة بما يفتح آفاق الحوار والتلاقى بين المدارس والتجارب المسرحية، خاصة وقد تم هذا على أرض السلام بدعم عدة جهات استطاعت أن تصل بالحدث إلى بر الأمان، وهذا ما يشجعنا على رصد ثماره وسلبياته أيضا من باب نقد الذات والرغبة فى تطوير الدورات القادمة.

تصدرت معاناة أبناء الوطن العربى تيمات عروض المهرجان فجاء التونسى شقف أو (المركب)، والعراقى موت صالح للشرب معبرين أبلغ تعبير عن تلك القضية خاصة أنه فى (شقف) شاهدنا زخما تمثيليا رفيع المستوى بين ممثلين من عدة دول نقلوا بحرفية عالية أزمة المواطن البسيط بحثا عن أبسط حقوقه فى الحياة.. ثم ناقش عرضان خليجيان فكرة انتظار الأمل فى غد أفضل، بالإضافة لموضوعات أخرى ناقشتها باقى العروض الأجنبية، وعدد من الفعاليات المختلفة بين تكريمات وندوات وورش فنية.

ورغم هذا التنوع فإن المهرجان افتقد نقاطا أساسية مهمة لإقامة أى عملية مسرحية، فكنا نطمع مثلا فى تقديم عرض أو استعراض مسرحى بسيط خلال الافتتاح حتى ولو كان كولاج لدقائق معدودة للعروض المشاركة، بجانب حفل الفنان التونسى لطفى بوشناق الذى سحرنا جميعا وأثار شجوننا.

وإذا كان أكثر ما ميز الدورة الأولى هو إقامة العروض على خشبات مسارح مفتوحة تناسب طبيعة مهرجان يسعى لتنشيط خريطة السياحة الفنية دوليا، فإن إقامة عروض هذا العام فى قاعة مؤتمرات لا يتناسب مطلقا مع حدث دولى بهذا الحجم، أولا لأن مساحتها لا تسع عددا كبيرا من الجمهور، وثانيا لأنها تفتقد لحميمية الحالة المسرحية التى تحققها خشبة مسرح مؤهلة لذلك وذات كراسىٍ مدرجة، وثالثا والأهم أنه ترتب على هذا اقتصار مشاهدة العروض على ضيوف المهرجان من المسرحيين والفرق المشاركة، بينما لم يعرف رجل الشارع العادى المار أمام القاعة أن مهرجانا مسرحيا يقام داخلها وبالتالى فإن الضلع الأهم والمكمل لحالة الفرجة وهو الجمهور قد حُرم من تلك التظاهرة البديعة، والأغرب ما تركته هذه القاعة من انطباع لدى المشاركين، ففى أحد الحوارات معهم أبدت مخرجة العرض الكورى اندهاشها من إقامتنا لمهرجان مسرحى فى مدينة بلا مسرح.

ويحيلنا هذا بدوره إلى ما أوصينا به فى لجنة النقاد المشاركة فى المهرجان بضرورة إلزام جميع العروض بتوفير ترجمة ضوئية إلى اللغة الإنجليزية أيا كانت اللغة الناطق بها العرض بعد أن لوحظ عزلة المتلقى الأجنبى عن متابعة العروض الناطقة بالعربية فى غياب الترجمة.

لذلك نتمنى أن تتضافر الجهود إما لبناء مسرح يناسب طبيعة المدينة الساحرة ويصلح لإقامة هذه التظاهرة، أو على الأقل استقدام عروض تصلح للعرض فى الفضاءات المفتوحة فتجوب الشوارع وتتفاعل مع جمهور السائحين، كما فعلت المسرحية العراقية (موت صالح للشرب) التى عُرضت على أحد الشواطئ باعتبارها الأقرب لمسرح الشارع، فإذا تحقق هذا الأمر فستصبح باقى الملحوظات سهلة التنفيذ.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق