رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كلمة عابرة
اعتذار فاضح من داعش لإسرائيل!

تفضح المعلومات المتداولة فى الصحف جوانب كانت سِرِّية حتى وقت قريب عن تنظيم داعش، مما كان الاختلاف يدور حول التوصل إليها بالتحليل، حيث كان البعض يتعمد أن يتغافل الواقع الصريح الذى يقول إن إسرائيل هى الطرف الوحيد الآمن من إرهاب داعش الخطير المريب! ولكن إسرائيل لا تتستر عادة على عملائها، وإنما تتعمد أحياناً أن تُسرِّب معلومات تؤكد عمالتهم! من ناحية، للتلويح بأن ذراعها طويلة وفاعلة، ومن ناحية أخرى، لقطع الطريق على العملاء للإفلات من خندق العمالة، بل ولتوريطهم فى المزيد. وقد جاء فى هذا السياق تصريح موشيه يعلون، وزير الأمن الإسرائيلى السابق، عندما قال، قبل يومين، إن داعش اعتذر لإسرائيل واعترف بأن عناصره أطلقت نيراناً بالخطأ يوم الجمعة الماضى تجاه هضبة الجولان الخاضعة للاحتلال الإسرائيلى! ولكن الاعتذار جاء بعد أن كانت إسرائيل قد قامت بالفعل بضرب الجيش السورى بظن، كما قال يعلون، إنه هو الذى قام بالضربة الداعشية! وقد أكدّ الجيش السورى أن الضربة الإسرائيلية أصابت موقع مدفع سورى. والجدير بالملاحظة أن ضربة داعش التى انطلقت من مواقع تحت سيطرته فى سوريا لم تتسبب لدى إسرائيل فى أى إصابات أو خسائر!

وهكذا تتكشف مخاطر أخرى عن داعش: أنه أداة توفر لإسرائيل الغطاء الذى يُبرِّر لها جرائمها التى تقترفها فى سياق سياستها الثابتة، حيث يقوم داعش بضربات وهمية لا تتسبب فى أى أضرار لإسرائيل ولكنها تبدو كما لو كانت عدوانا على أمن إسرائيل، فيما لا يمكن أن يحدث إلا بتنسيق بين الطرفين، وهو ما يعطى الذريعة التى يمكن أن تعلنها إسرائيل، وهى تضرب مواقع تُشكِّل ضدها خطراً احتمالياً إذا تُركت.

والحكاية ليست بعيدة عن أمن مصر، منذ أن صار لداعش قدم فى سيناء لا تنشط إلا ضد مصر. فلم يعد من الجائز ألا نتوقع أن تقع حوادث شبيهة، حيث تنطلق ضربات داعشية وهمية من سيناء ضد إسرائيل لتبرر لها ما لا يصح أن نهمل تداعياته.
[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب

رابط دائم: