رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مصر ومعركة الجرذان

فى الوقت الذى ينهار الإرهاب فعليًّا على أرض سيناء، تتعمد بعض الشراذم الإرهابية إظهار نفسها بمظهر القوى المنتصر، ووسيلتها فى ذلك بث بعض الفيديوهات الخادعة المفبركة عبر وسائل السوشيال الميديا وبمعاونة بعض القنوات المتعاطفة مع هذه الكيانات، وإن كانت (طريقة بث الرعب فى القلوب) أحدثت أثرًا من الخوف فى بعض الدول الأخرى التى لم تمكنها ظروفها من فهم هذه الجماعات، إلا أن الجيش المصرى والأمن المصرى يمتلكان المقومات والخبرات الكافية لدحر هذه التنظيمات والقضاء عليها تماما، ولولا أن هذه التنظيمات تتبع أخس الطرق وأجبنها فى مواجهة الجيش المصرى وذلك بالاختباء والتترس داخل المدنيين فى سيناء والعريش والقيام بالعمليات الانتحارية الخسيسة،أضف إلى ذلك عقيدة الالتزام الأخلاقى الصارمة التى يلتزمها الجيش المصرى قيادة وأفرادًا فى أثناء معركة القضاء على هذه الشراذم الإرهابية لكان للمعركة شأن آخر، بيد أن الجيش المصرى بما يملكه من عقائد أخلاقية وثبات انفعالى يحافظ على أن يكون الانتصار على الإرهاب متوازيا تماما مع عدم خسارته عقيدته القتالية، وربما يكون هو الجيش الوحيد الذى يحافظ على تحقيق هذه المعادلة الصعبة المعقدة، فعلى أرض الواقع فى سيناء والعريش والشيخ زويد وجبل الحلال وغيرها من المناطق لم يستطع أى تنظيم إرهابى حتى الآن القيام بمعركة قتالية واحدة أو الاستيلاء على متر مربع واحد فضلا عن مدينة أو قرية أو حى صغير أو مطار أو حتى قسم شرطة يسيطر عليه ويقيم عليه قوانينه الهمجية وأحكامه الغاشمة كما يفعل فى بعض البلدان خارج مصر، لكنها مجرد فلول من الجرذان الخائفة المرتعبة التى تلزم جحورها وهى فى حالة ارتعاش كامل، ولا تملك القدرة على المواجهة القتالية الحقيقة، رغم مايتدفق وينهال عليها من أموال وأسلحة ودعم خارجى معروف ومرصود، وكل ماتملكه هذه الفئران أن تتحين فرصة هنا أو هناك لتقوم بالخروج من جحورها لتعض أوتؤذى ثم تفر هاربة إلى الجحر، ولقد فشلت تماما فى أكثر المناطق التى تتمكن فيها من الاختباء والتخفى وهى منطقة شمال سيناء بحكم الطبيعة الجبلية الوعرة التى تتميز بها هذه البقعة الطاهرة من أرض مصر، والمتأمل فى طبيعة عمل هذه التنظيمات يرى أنها تعتمد وبقوة على العمليات الانتحارية الخسيسة وما على قادة التنظيم إلا أن يجدوا شخصية هشة تافهة وجاهلة لا تمتلك أى قدرٍ من الثقافة ولاالتعليم ولا الوعى ولا الإدراك لكى يقوم بمهمته الانتحارية التى سترمى به فى أحضان الحور العين فور استشهاده حسب زعمهم السقيم، وهذا الانتحارى بلغ درجة من الجهل وعدم الوعى أنه حتى لم يسأل نفسه إذا كان هؤلاء القادة يبتغون دخول الجنة فلم لا يقومون هم بهذه العمليات الانتحارية ويجودون بها على غيرهم؟؟... إن هذا الفشل الذريع على أرض سيناء الحبيبة قد جعل الجرذان التى تمتليء خوفًاورعبًا تحاول أن تثبت لها وجودًا ما خارج أرض سيناء فذهبت إلى طنطا ثم إلى الأسكندرية وفى وقت احتفال إخواننا المسيحيين بأعيادهم فإذا بالفئران تقوم بعضة هنا وعضة هناك متوهمة أن جدار الوحدة الوطنية الذى يزداد بتوالى الأحداث صلابة على صلابة، سوف ينهار وسوف تنزلق مصر إلى فتنة طائفية أوحرب أهلية جراء هذه الأحداث...

مرة أخرى تثبت هذه الجماعات غباءها، فهى لا تعلم أو لم تتعلم بعد أن الإخوة الأقباط المسيحيين - باعتبارهم مكونا وطنيا أصيلا- لم ينزلقوامن قبل ولن ينزلقوا أبدًا فى الوقوع فى فتنة طائفية أو استقواء بالخارج، إن الشيءالذى لاتدركه هذه الجماعات الضالة أنها تجهل تماما عدوها وهو الشعب المصرى بمكونيه (المسلم والمسيحي) الذى أنتج هذا الجيش العظيم قيادات وأفرادًا، والشىء الذى لا تدركه هذه الجرذان التائهة أيضًا أن الشعب المصرى على قدر ما يمتلك من طيبة قلب وسماحة، إلا أنه وفى لحظة واحدة يمتلك القدرة العجيبةعلى الصد والمواجهة والقتال والشجاعة إذا ما تدنس شبر واحد من أراضيه بفعلمعتد أو غاصب، وهذه الجماعات التائهة لا تمتلك القدرة على الظهور بين أبناءالشعب المصرى فضلا عن مجابهة الجيش أو الشرطة وجهًا لوجه.

إن مصر الحضارة تمتلك من الرصيد الحضارى ما يجعلها قادرة تماما على مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية والقضاء عليهادون إلحاق أى أذى بالشعب المصرى أو موارده أو بنيته التحتية وعمرانه المدنى، كذلك فإن البناء الوطنى المصرى فى غاية الصلابة والقوة، والكنيسة المرقسية المصرية بقيادة البابا تواضروس كنيسة راسخة أقدامها فى الوطنية المصرية والمحافظة عليها وكل المواقف تؤكد ذلك وتدلل عليه، لا مكان للإرهاب على أرض مصر والمعركة محسومة لصالح الجيش المصرى العظيم والشجاعة صبر ساعة.


لمزيد من مقالات د. ابراهيم نجم;

رابط دائم: