رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى تقرير الصحة العالمية عن المناطق المدارية المهملة..مواجهة 18 مرضا وإنقاذ مليار شخص بالدول النامية والفقيرة

جنيف ــ د. آمال عويضة
بحضور حشد من الشركاء الدوليين أطلقت منظمة الصحة العالمية في جنيف يوم الأربعاء الماضي تقريرها الرابع عن أمراض المناطق المدارية المهمَلة (NTD)، الذي يرصد ما تم إنجازه في هذا الصدد وخطط المنظمة للقضاء علي مجموعة من الأمراض التي تعيق عملية التنمية في الدول النامية والفقيرة الواقعة حول المنطقة المدارية والتي تشكل نحو 70% من الأماكن المصابة

حيث يصبح سكانها أكثر عرضة للمياه الملوثة أو الظروف المعيشية السيئة والتغذية الرديئة للبشر والحيوانات وعدم تطبيق قواعد النظافة العامة والشخصية وتصريف المجاري. يأتي إطلاق التقرير الذي يصدر كل عامين في إطار اجتماع المنظمة الأهم لعام 2017، الذي انعقد برئاسة د.مارجريت شان المدير العام للمنظمة، وحضور ممثلي الدول الأعضاء والوكالات والمؤسسات وشركات القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية وصانعي السياسات والمانحين، ومن بينهم مؤسس شركة «مايكروسوفت» العالمية الأمريكي «بيل جيتس»، فضلًا عن ممثل مركز جيمي كارتر الرئاسي، حيث يعد الرئيس الأمريكي الأسبق أحد الفاعلين الناشطين لدعم أنشطة المنظمة في مجال الأمراض المدارية المهملة للعمل علي تحقيق أهداف الألفية للأمم المتحدة بالقضاء علي بعض تلك الأمراض بحلول عام 2020. أشادت د. شان في معرض حديثها بالجهود المبذولة في مبادرة المنظمة المناهضة لأمراض الفقر، حيث شهد عام 2015 وحده علاج نحو مليار شخص من واحد من تلك الأمراض المهمَلة، كما قدم المانحون نحو 270 مليون جرعة علاج من «افرمستين» الذي حصل مكتشفاه علي جائزة نوبل في الطب لعام 2015، والذي نجح في إنقاذ نحو 18 مليون من سكان غرب أفريقيا من مرض «العمي النهري». كما تم إعلان المغرب وعُمان والمكسيك دولا خالية من التراكوما المسببة للعمي، وسجلت الإحصائيات انخفاض أعداد المصابين في كل من تشاد وإثيوبيا وجنوب السودان بالدودة الغينية من 3.5 مليون مصاب في 1986، إلي 25 مصابا فقط في 2016، وأعداد المصابين بمرض النوم من 37 ألف حالة في 1999 إلي نحو 3000 حالة في 2015، كما تمت مواجهة الليشمانيا بنجاح في الهند وبنجلاديش ونيبال بنسب 82%، و97%، و100% علي التوالي. جاء علي لسان د.ديرك إنجلز، مدير إدارة مكافحة الأمراض المدارية المهملة التابعة لمنظمة الصحة العالمية أن تلك المجموعة المتنوعة من الأمراض نحو 18 مرضًا والتي ينتقل أغلبها عن طريق الحشرات والطفيليات، موجودة في نحو 149 بلدًا وتؤثر علي أكثر من مليار شخص، مما يكلف الاقتصاديات النامية مليارات الدولارات كل عام، ويأتي وصفها بالمهمَلة نتيجة لعدم اهتمام الحكومات والكيانات الطبية الكبري بالوقاية منها حيث لا تؤدي إلي وفاة المريض مباشرة كما هو الحال في الأمراض الوبائية مثل الإيبولا وغيرها، ولكن تعمل آثارها الجانبية علي حصد أرواح ملايين البشر بعد إصابتهم بالضعف العام أو العجز الدائم فضلًا عن الألم الجسدي والوصم الاجتماعي مدي الحياة كما في حالة مريض الجذام (داء هانسن)، وحمي الضنك، ومرض الكلب، والتراكوما، ومرض النوم (داء المثقبيات الأفريقي)، والبلهارسيا، والعمي النهري (كلابية الذنب)، والديدان المعوية (ديدان البطن المنقولة بالتربة)، والليشمانيات، وقرحة بورولي، واللولبيات المتوطنة (الداء العليقي)، وداء شاغاس، وداء الكيسات المذنّبة، والدودة الغينية (التنينات)، وداء المشوكات، والعدوي المنقولة بالأغذية والناجمة عن المثقوبات، وداء الفيلاريات اللمفية،وتصيب تلك الأمراض نحو مليار شخص سنويًا، وغالباً ما يصاب الأفراد بأكثر من طفيلي واحد أو بأكثر من عدوي وخصوصا الأطفال.

الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية بدأت نشاطها للسيطرة والقضاء علي الأمراض المهمَلة منذ الاجتماع الأول للشركاء في عام 2007 والذي شكل «نقطة تحول» في الجهود العالمية، ليشهد العام التالي نشر «الخطة العالمية لمكافحة الأمراض الاستوائية المهملة خلال الفترة من 2008- 2015». شهد عام 2010 نشر المنظمة تقريرها الأول عن الأمراض المعدية والأمراض الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية، الذي ساهم في تلقي معونات الأدوية والتبرعات. وفي 2012، تم إطلاق خارطة طريق في ضوء إعلان لندن للقضاء علي الأمراض المدارية المهمَلة للقضاء علي 10 أمراض منها حتي عام 2020، ليشهد عام 2015 التدخل لصالح نحو مليار شخص وإنقاذهم من الأمراض القلبية الوعائية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق