رئيس مجلس الادارة

هشام لطفي سلام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

خبراء فى ملتقى عربى بالقاهرة: إنتاج وقود الهيدروجين والطاقة الشمسية من قش الأرز بمصر

د. نعمة الله عبدالرحمن
قدم باحثون وخبراء بقطاعات علمية عدة، ابتكارات وحلولا واعدة لمشكلات البيئة بمصر والوطن العربى، تتضمن إنتاج وقود الهيدروجين والألواح الشمسية، من قش الأرز المصري، فى الملتقى العربى الأول، الذى أقامته جامعة الدول العربية، ممثلة فى المنظمة العربية للتنمية الإدارية، بالتعاون مع الجامعة البريطانية بالقاهرة، تحت عنوان: «المنظومة التكاملية لإدارة الابتكار والإبداع وأثرها على التنمية الاقتصادية».

فى البداية، يشير الدكتور ناصر القحطانى مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية، إلى أن قطاعا مثل الزراعة يُعد من أهم القطاعات التى لا بد من تناولها من المنظور البيئى والاقتصادى، مؤكدا أنه ما زال لم ينل الأهمية الكاملة، لذلك لا بد من التوسع فى استخدام التقنيات الحديثة، وسن التشريعات، وفق معايير واضحة، وتفعيلها لتحقيق الأمن البيئى والغذائى فى العالم العربى.

ويضيف أن هناك أطروحات وتوصيات تركز على أن تصبح قابلة للتطبيق، ونسعى لنقلها لوزارات الزراعة فى الوطن العربى؛ لتحقيق نجاح لتلك الابتكارات، حسبما قال.

مخلفات الزراعة

ومن جهته، يقول الدكتور عادل السن مستشار المنظمة، إنه توجد فجوة بين الابتكارات العلمية، الممثلة فى الباحثين والعلماء، والقائمين على الإنتاج، مما يؤدى لهدر تلك المجهودات، وهذا يرجع لعدم التواصل؛ لذلك لا بد من الربط بين البحث العلمى والإنتاج، على حد قوله.

أما الدكتورة نور الدين الجندى أستاذ التكنولوجيا الحيوية والبيئة بمعهد بحوث البترول ورئيس الجلسة، فتوضح أن عملية إعادة تدوير المخلفات الزراعية ذات أبعاد بيئية واقتصادية مهمة، مشيرة إلى أن مصر تنتج 60 مليون طن سنويا من المخلفات، 40 مليونا منها عبارة عن مخلفات زراعية.

وتؤكد أن البحث العلمى قام بتحويل تلك المخلفات لمواد خام صناعية تدخل فى الصناعات البترولية والحفازات والوقود الحيوى مثل قش الأرز ومصاصة القصب ومخلفات الذرة والقمح والشعير التى أُنتج منها أنزيمات تدخل فى صناعات العلف والورق والوقود الحيوى مثل الإيثانول المكمل للجازولين، والبيوجاز، والسماد العضوى، فضلا عن إنتاج وقود صلب ذى قيمة حرارية عالية، بديل للمازوت، كما يمكن إنتاج «الحفازات» من المخلفات الزراعية، التى تسهم فى إنتاج الديزل الحيوى المكمل للسولار.

طاقة الهيدروجين

وعن تحقيق التنمية المستدامة بشكل فعال يشير الدكتور سعيد النشائى أستاذ الهندسة البيولوجية بجامعة بريتش كولومبيا بكندا، إلى أنه لا بد أن تكون التكنولوجيا صديقة للبيئة، وأن تستخدم مواد خاما متجددة، موضحا أن إعادة تدوير المخلفات الزراعية لإنتاج وقود حيوى هو حماية ونظافة للبيئة. وفى هذا الصدد قدم الدكتور محمد سامر، المدرس بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، ورقة بحث لإنتاج وقود الهيدروجين من المخلفات الزراعية مثل قش الأرز وحطب الذرة وتبن القمح. وفى هذا الصدد تمكن الباحث، وفريق البحث المعاون له، من مضاعفة قوة الهيدروجين باستخدام أشعة الليزر، حيث يتم استخلاص بعض أنواع من البكتريا، وإضافتها للمخلفات الزراعية، التى تقوم بدورها فى تكسير المخلفات، وإنتاج الهيدروجين باستخدام تقنية التخمير اللاهوائى. والجديد فى هذا البحث، على حد قوله، أن تلك البكتريا شرهة للضوء، لذلك تم تعريضها لأشعة الليزر لمدة خمس دقائق كضوء مركز، وهنا تعمل بشكل ممتاز، مضيفا أن تلك البكتيريا تحتاج لعناصر غذائية نقدمها فى شكل جزيئات نانو تكنولوجى مما يجعلها ذات قدرات أعلى.

صابون وصناعات

ومن جهتها، عرضت أمينة ميعاد فكرتها، لتصنيع صابون من قش الأرز، وقدمت نماذج لإمكان هذا التصنيع، بفصل الشحوم والزيوت الموجودة به، وإنتاج صابون بدون صودا كاوية. ومن جهته، قدم الدكتور عبد الله صبحى بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، دراسة بالتعاون مع جامعة ميونيخ بألمانيا، تهدف إلى فصل حيوى لمكونات المخلفات الزراعية (قش الأرز)، وتوصل إلى أن السليلوز فى قش الأرز يصل إلى 40% من مكونه، و25% من الهيمللوز، و5% من مركب اللجنين، بجانب مركبات الفينو كيميائية، وهى ذات فوائد صيدلانية.

ويضيف صبحى أن قش الأرز المصرى يتميز عن مثيله الهندى والصينى باحتوائه على نسبة عالية من السيلكا تمثل 18% من مكونه، وهى مادة مهمة فى صناعة ألواح الطاقة الشمسية، ومعاجين الأسنان.

كما أن السليللوز يدخل فى صناعات الورق بجانب أنه يمكن صناعة حامل الإنزيمات من قش الأرز، علما بأن مادة اللجنين مادة أروماتية تدخل فى صناعة الشامبوهات والصابون واللدائن، فضلا عن توافر مادة السيتاسترول، وهى مادة ضد البكتيريا والفطريات ومنشطة ضد الأورام السرطانية، حسبما قال.

وفى السياق نفسه، قدمت الدكتورة سها سيد مصطفى بمعهد بحوث الأراضى والبيئة، دراسة طبقتها فى منطقة الحسينية بمحافظة الشرقية، وأنتجت بمقتضاها مخصبات عضوية حيوية من قش الأرز، وبعض مخلفات الصناعات الزراعية السائلة (الفيناس) مع بعض الإضافات غير الكيماوية لتنمية البكتيريا، واستخدامها فى تسميد محصول الأرز فى الأراضى الملحية، لإحلال السماد النيتروجينى المعدنى.

وفى الدراسة تمت الاستفادة من كفاءة النيتروجين، وأدت نتائج دراسة بيئة قش الأرز السائلة لزيادة كفاءة المحتوى النيتروجينى والبوتاسى والفوسفورى، إذ أعطت نتائج هائلة للأرز المنزرع فى أراضى ملحية.

استراتيجية للمياه

أما الدكتورة سوزان الحسانين الأستاذ بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد، فعرضت استراتيجية تشمل الخطوط العريضة لكيفية الزراعة، وإنشاء المجتمعات الجديدة لتحقيق التنمية المستدامة، تضمنت التحديات المستقبلية، وكيفية مواجهتها متمثلة فى التغيرات المناخية، وتأثيرها على المياه والزراعة ونقص المياه وندرتها.

وعلى جانب آخر، قدمت الدكتورة آية الله سمير الزيات المدرس بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، دراسة عن إمكان الاستفادة من المخلفات القشرية مثل قشر الجمبرى، قامت فيها باختيار 31 عزلة من البيئة المصرية، تم تصنيفها ميكروبيولوجيا، وأظهرت قدرتها على إفراز إنزيمات وإنتاج مواد لها تأثير حيوى فى الحد من النيماتودا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق