الكاتدرائية

لا شىء يظهر معادن الشعوب كالشدائد، تنقى الطيب من الخبيث، وتنحى الأباطيل والأوهام، وتميز الصواب من الخطأ، بالأمس زار الرئيس عبدالفتاح السيسى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث قدم واجب العزاء في شهداء مصر الذين سقطوا ضحية الغدر والخسة، فى التفجيرين اللذين استهدفا كنيستى مار جرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، وأكد خلال لقائه البابا تواضروس أن أجهزة الدولة تبذل أقصى طاقتها، لملاحقة الجناة المجرمين وتقديمهم إلى العدالة الناجزة، وأن الدولة لن تتوانى فى تقديم كامل الرعاية لأسر الضحايا والمصابين، وقبل ذلك العزم القاطع على استئصال شأفة الإرهاب من أرض الكنانة، وإرساء السكينة والطمأنينة، وفى الوقت نفسه، خوض معركة التنمية والبناء لتحقيق آمال الشعب فى التقدم والازدهار.

كما أصدر الرئيس توجيها للقوات المسلحة لترميم الكنيستين بأسرع وقت ممكن.

رسائل لا تحصى من زيارة السيسى إلى الكاتدرائية، تبرز مدى تلاحم الرئيس مع الشعب، في آلامه وأحلامه، وتؤكد صلابة الاستجابة لتحدى الإرهاب الغاشم إلى نهاية المدى، فكم خاض المصريون من محن وآلام وكم خرجوا منها منتصرين، مرفوعي الهامات، ولاشك أن قوة «النسيج الوطني المصرى» اليوم -وعلي مر العصور- هى الصخرة التى تحطمت عليها كل مخططات الشر والبغى والعدوان، ويتوهم من يظن بغير ذلك، مصر اليوم أقوى وأثقل وزنا، والإرهاب سيزول حتما لا محالة، والاعتداءات الأخيرة ما هى إلا «ضربات يائسة» من جانب إرهابيين تقف وراءهم دول وتنظيمات، بعد أن تمكنت القوات المسلحة والشرطة من سحق أغلب فلولهم في سيناء. المحروسة ستظل دوما كاسمها، برغم الثمن الباهظ، بوعي شعبها ومعدنه الكريم ووحدة صفوفه، مسيحيين ومسلمين، وتلاحمه مع قيادته وجيشه العظيم وشرطته الباسلة، فى الطريق نحو المستقبل.

لمزيد من مقالات راى الاهرام