رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بعد رحيل صديقيه الأبنودى والغيطاني
وداعا ..«كابتن غزالى»
شيخ شعراء المقاومة فى مصر

محمد حسن مصطفي
يأتى رحيل «الكابتن غزالى» شاعر المقاومة فى السويس عصر الاحد الماضي موجعا بعد ان شارك الرجل فى وداع اصدقاء كثر على مدى العامين الماضيين فى مقدمتهم الشاعر الراحل الكبير عبد الرحمن الابنودي،الذى شاركه فى تجربة المقاومه وعشق الوطن على ضفاف القناه بعد يونيو 1967

لم يكن رحيل الابنودى او الكاتب الروائى جمال الغيطاني وحدهما موجعين، بل عاش كذلك لحظات قاسيه بعد ان غيب الموت عددا من رفاق دربه ومن بينهم مؤرخ السويس حسين العشي والكاتب الروائى السويسى محمد الراوي واخيرا رفيقة عمره قبل عشرة

ايام من وفاته..وكنا نشعر ان صاحب الابتسامه الدائمه والاب الروحى للسوايسه بل والعديد من الشعراء والكتاب والمبدعين فى مصر قد لا يتحمل اكثر من ذلك لقد افني الكابتن غزالي شيخ شعراء المقاومه فى مصر 1928/2017 معظم سنوات عمره فى الدفاع عن قضايا الوطن، فقد شارك فى العمل السياسى والعام منذ اوائل الخمسينات، وشارك فى مجابهة الاحتلال الانجليزى ومعسكراته فى السويس فضلا عن مواهب اخرى عديده مثل كتابة الخط العربى ولعبة المصارعه

.اعاد الكابتن غزالى احياء وانعاش ذاكرة الوطن فى اغنية المقاومه والانفتاح علي الموروث الشعبي وكل ماهو محفور فى اذهان الشعب كما عبرت عنه كلمات بيرم التونسى وعبد الله النديم وموسيقى اغانى سيد درويش وذلك من خلال تجربته فى انشاء فرقة «ولاد الارض» ..التى اسسها وكتب لها أغنياتها الحماسية وكلماتها البسيطه بل كان هو منشدها الاول، حيث راح يقدم شاعر الشعب والشاعر الثورى فى اكمل حالاته وصوره.

يقول الكابتن غزال عن تلك الفتره ان السويس دخلت تجربة الحرب والاستعداد للحرب الشعبيه فى مايو 1967بعد قرار اغلاق مضيق العقبه ومن ثم راح يكتب مجموعه من الشعارات التى تعلن عن الاستعداد للمعركة تقول كلماته:

ماتقوليش

ما تعيدليش

ده حل واحد غيره مفيش

الحرب الحرب

ياشعب وجيش

ان بساطة الكلمات التى كتبها الكابتن غزالى فى اغانى المقاومه حيرت بالفعل الكثير من النقاد وكبار الكتاب والمتابعين لاسيما المقطع العبقرى الذى ورد فى اغنيه ..فات الكتير يا بلدنا ..مبقاش الا القليل ، والتى غنتها الفنانه الراحله فايدة كامل

وعضم اخواتنا ..نلموا نلموا

نسنوا نسنوا .

.ونعمل منه مدافع

وندافع ..ونجيب النصر

هديه لمصر

ويؤكد المفكر الراحل الكبير محمود امين العالم خلال مشاركاته فى احد مؤتمرات ادباء مصر ،اقيم فى السويس : لطالما كنا نسعى لتبسيط وشرح المفاهيم ،التى نؤمن بها للناس الا ان كلمات الكابتن غزالى جاءت اكثر قدره على هذا الفعل تابع كلماته:

انا صاحى يامصر ..انا صاحي

سهران وفى حضنى سلاحي

واللى يكسر عزيمتي

واللى يقل ف قيمتي

يحرم عليه صباحى !!

لقد قامت تجربته فى الغناء داخل الخندق النضالى على عدة مضامين اهمها اعادة اكتشاف الجندى المصرى والثقه فى النصر ورفض الهزيمه،فضلا عن التحولات التى شهدتها آلة السمسمية ذاتها من مصاحبة الصيادين على السواحل الى آلة ثوريه ترسم ملامح الوطن

فاكرينك ياسينا

ياقصتنا الحزينه

ولادنا ف حضن ارضك

امانه..خليكى حنونه

وعلى الرغم من مرور كل هذه السنوات منذ اكتوبر1973 وتحقيق الانتصار الذى عاش يحلم به، فإنه لم ينسحب او يطو صفحات تجربته وبقى يمارس دوره فى التثوير والتنوير مشاركا فى كل الندوات الادبيه فى اقليم القناه وسيناء او مؤتمرات ادباء مصر فى الاقاليم وغيرها، والطريف انه ظل محافظا على قدرته على السخريه من المتشائمين او الذين يعلنون عن توقفهم اوعدم رغبتهم فى المشاركه فى العمل العام من قبيل الياس او الانكسار قائلا عن مواقفه الانسانية النبيله إن الحياه الحقيقيه تكمن فى التواجد بين الناس ونيل محبتهم.

حظى «الكابتن غزالى» طوال مسيرته الحافله بالكثير من التكريم باعتباره احد رموز المقاومه الشعبيه فى السويس والقناه كما ارتبط بصداقات عديده مع الكثير من المثقفين والادباء الا ان هذه التجربه الشعبيه المتفردة والتى عبرت عن وجدان وضمير الشعب المصرى لاتزال فى حاجه الى حراس جدد عبر اعادة طباعة اعماله الكامله، مشروعه عن فن الحنه وغناء الشعب ، كما عاش هو احد الحراس الكبار لتجربة المقاومه، بقى ان نؤكد أن لفقيد المقاومة الكبير دراسه عن اغنية المقاومه .ذاكرة الوطن.

مقاومة بالكلمة والسلاح للتاكيد ان روح الشعوب لا تقهر وان روح هذا الشعب ابدا لن تموت.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق