رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حالة حوار
اسكتلندا وأوروبا

صادق البرلمان الاسكتلندى على إجراء استفتاء ثان للاستقلال عن المملكة المتحدة، وبداية لا أريد من أحد الإشارة إلى بعد هذا الموضوع عن المصالح المصرية

، فالموضوع قريب جدا منا وهو يشمل عددا من السلع والبضائع بإمكاننا استيرادها وتدعيم العلاقات التجارية الثنائية، اسكتلندا بلد غنى لديه فائض ضخم ولديه نظام قانونى مستقل وكذلك نظام تعليمى مختلف وتحكم الاثنين تقاليد طويلة وتراث تراكمى وتاريخي، كما أن لهم مذهبا دينيا مختلفا «إشارة إلى الكنيسة الإنجيلية الاسكتلندية»، 5ملايين من البشر قابلون الاستقلال والاعتماد على أنفسهم وباقى أجزاء المملكة المتحدة وبالذات الإنجليز يريدون الهيمنة على مواردهم من النفط والمياه والغاز والأسماك.

واسكتلندا هى مربض أو مكمن للغواصات الذرية البريطانية فى بحر الشمال، وهم شعب له خلفية تاريخية وحضارية خاصة أنهم مازالوا يعتقدون فى ارتباطهم الخاص بأوروبا ويرغبون فى التخلص من ميراث الإذلال التاريخى فى تحكم الإنجليز بهم.

اليوم تجرى بريطانيا الانفصال عن أوروبا وفقا لعملية «بريكست»ً وهى فرصة اسكتلندا للانفصال عن بريطانيا والانضمام لأوروبا يقودها الحزب القومى الاسكتلندى بزعامة نيكولا ستورجن مدعوما بحزب الخضر فى مواجهة كل من المحافظين والعمال الاسكتلنديين.

وترى اسكتلندا أنها ستتمكن هذه المرة من الانفصال أو تتبقى فى الحد الأدنى عضوا فى السوق الأوروبية المشتركة.

ما بين 2018 وبدايات 2019 ستقيم اسكتلندا استفتاءها لتستقل عن بريطانيا، فى حين تستقل بريطانيا عن أوروبا، ووقتها ستتبقى المراكز المالية فى اسكتلندا بينما سترحل من أوروبا إلى سنغافورة ونيويورك، ويحاول البريطانيون ترويج أن «بريكست» ضار لبريطانيا وضار لأوروبا، ولكن الاسكتلنديين يزدادون إصرارا على الاستقلال.

مثل هذه النزاعات ذات الطابع التاريخى لابد لها أن تفضى إلى وضع ثابت والاسكتلنديون يرون فى نزاعهم الذى استمر ثلاثمائة عام أنه ينبغى أن يؤدى إلى استقلالهم.

وأغرب من ذلك أن هناك نزعة نفسية أخرى تدعم فكرة الانفصال وهى أن اسكتلندا شعب من الفلاحين والإنجليز متعجرفون ينظرون إليهم باستعلاء يدفع إلى الانفصال.. على أى حال ينبغى علينا أن نصوغ علاقاتنا مع الاسكتلنديين فى حالة الانفصال وأن نكون جاهزين لذلك.

لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: