رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مصر وحلف الناتو

أثار قرار مصر بشأن إقامة تمثيل دبلوماسى لمصر لدى حلف شمال الأطلنطى اهتماما كبيرا فى الدوائر البحثية والإعلامية إزاء أفق العلاقات المصرية مع (الناتو) على المستوى المتعدد الأطراف والثنائى فى إطار العلاقات البينية بين مصر ودول الحلف.. ولاشك أن مصر تنطلق فى رؤيتها الاستراتيجية من تبنى منظور تغلفه مفاهيم التوازن والانفتاح المحسوب على المنظمات ذات الطبيعة الأمنية مثل الناتو بحيث لا تسقط التحركات المصرية قنوات التواصل الرفيعة مع المنظمات المماثلة فى المجال الشرقى/ الأسيوى، وفى هذا الإطار فإن حلف الناتو أولى أهمية متقدمة لتفعيل مستوى التشاور والحوار مع مصر التى تمثل ركيزة الاستقرار والأمن فى الشرق الأوسط ولذلك اكتسب اجتماع وزير الخارجية سامح شكرى مع سكرتير عام الحلف ببروكسيل أهمية بالغة، حيث اعقبته زيارتان لمساعدى سكرتير عام الحلف استقبلهما خلالها السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف وعكست أهمية تفعيل مستوى التشاور والحوار مع مصر حول قضايا تهم الجانبين، ويمكننا القول إن أهم استخلاصات تلك الاتصالات التى تتواكب مع متغيرات دولية وإقليمية هى أن: مصر تدرك أبعاد العقيدة الاستراتيجية الجديدة للحلف والتى يحكمها مفهوم «المنهج الشامل» للأمن على النحو الذى أقرته قمة لشبونة عام 2010، وأنما تؤكد أن مبادئ الشرعية الدولية تبقى المظلة الحاكمة لمنظومة الأمن الجماعى ولا تبارك أية توجهات قد تعتقد زيفا أن بإمكان منظمة أمنية الاضطلاع بالمسئولية الأولية لمجلس الأمن فى حفظ الأمن والسلم الدوليين.. وفى هذا الإطار فإن مصر التى توافقت مع أشقائها العرب لاستصدار قرار من مجلس الأمن يكفل حماية الشعب الليبى لم تتماشى لاحقا مع تجاوز الحلف للتفويض الممنوح له فى ليبيا ولذلك فإن الحلف أدرك لاحقا صواب الرؤية المصرية حيال التداعيات السيئة التى خلفها الفراغ الأمنى فى ليبيا كما أن ردا على استراتيجية الحلف التى يجسدها تقرير السكرتير العام للحلف بشأن نشر الاستقرار بعيدا عن حدود الحلف فلقد أكدت مصر أنه يتعذر الوفاء بهذا الهدف حال استمرار الموقف الجامد بشأن القضية الفلسطينية، كما أن مصر تعكف فى كل المحافل على التذكير بأن نافذة استقرار الشرق الأوسط انما تأتى من خلال تسوية القضية الفلسطينية فى إطار عادل وشامل ووفقا لمعايير الشرعية الدولية.

ويؤكد السفير هشام بدر أن تحركات السياسة الخارجية المصرية ترتكز على روح التوازن والانفتاح مع مختلف القوى الدولية فى اطار أولويات مصر الوطنية والإقليمية كما أن المؤسسات الوطنية تقوم بتنسيق وثيق للحفاظ على اتساق الرسالة المصرية حيال الحلف على المستويين الرسمى والشعبى

وقد اتاحت لى الظروف فرصة زيارة مقر الحلف ببروكسيل مرات عديدة وحضور الحلقات الدراسية ودوائر الحوار مع خبراء الاستراتيجية والسياسة والعلاقات الدولية الى جانب مشاركتى فى قمم الناتو البالغة الأهمية فى كل من ريجا بلاتفيا ولشبونة وبوخارست وسترازبورج للاطلاع على تطور ونشاط الحلف وسياسته المتوسطية والشرق أوسطية ومعالجته لقضايا الأمن الدولى والارهاب وتبادل المعلومات ولعل عملية أكتيف انديفور Active Endeavour لردع عمليات الارهاب فى جنوب المتوسط هى من أهم العمليات ويتطلع العالم أجمع الآن الى قمة الاطلنطى القادمة التى سوف تعقد ببروكسل فى منتصف شهر مايو القادم فى ظل إدارة أمريكية جديدة ورئيس أمريكى جديد وسوف تكشف عن مستجدات جديدة فى مجال العلاقات الدولية وتعاملات القوى الدولية وتفاعل الدول مع بعضها نستطيع أن نستفيد منها.. على الأقل معرفيا.. لأنها سوف تحدد ايضا علاقات الولايات المتحدة بدول الحلف وتكشف عن خبايا وأسرار لا نعرفها..

لمزيد من مقالات عائشة عبد الغفار;

رابط دائم: