رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حالة حوار
تمكين الشباب من الكبار

دعوت علي امتداد ظهوري الصحفي والإعلامي إلي إعطاء الشباب فرصا مناسبة في التمكن من تشكيل المستقبل، لا بل وحين قدمت برنامجي التليفزيوني حالة حوار جعلت قوامه الرئيسي مشاركة الشباب وإدلاءهم بآرائهم بكل حرية ومن كافة الاتجاهات وجميع الأحزاب، ومازال هذا البرنامج يمثل حالة وحيدة لمشاركة الشباب.. ولكن ما ألحظه ـ مؤخرا ـ هو محاولة لإحلال الشباب مكان الكبار في جسم وتكوين المجتمع، وإقصاء أولئك الكبار ونفيهم في تيه من الاغتراب والوحشة وغياب الدور أو مبرر الوجود، والإلقاء بخبراتهم ومراكماتهم المهنية في أي صفيحة زبالة!.

نحن لا نجيد فن مراعاة التوازن في أي سياسة نتهجهما، ونهرول من النقيض إلي النقيض حين نقرر سياسة أو توجها أو نصوغ فكرة أو ندفع في اتجاه.. فإما حرمان الشباب من ربع فرصة للظهور وإما تغليب وجودهم علي الكبار وتجاهل ونفي وإقصاء أولئك الكبار.

هذا تعبير عن اختلال كبير في الرؤية وإذا كان الشباب يمثلون 60%من حجم المجتمع فأين سنذهب بالأربعين في المائة الباقية؟ هل سنلقيهم في جُب؟ إنني أستطيع الجزم بأن هؤلاء الأربعين في المائة لم يتحصلوا في معظمهم فرصا لائقة للعمل أو التحقق المهني فضلا عن إهدار معظم إمكانيات تصعيدهم السياسي أو الإداري وإزاحتهم إلي أبعد بعيد من أكثر الأماكن برودة وإظلاما والاقتصار علي فئة قليلة جدا منهم تشكل الحلقة المحيطة بالحكم.

مصر الجديدة هي من صناعة الشعب كله لا الشباب فحسب، وعندما خرج الناس أفواجا في 30يونيو أو في منح السيسي تفويض مواجهة الإرهاب في 26يوليو لم يكن الشباب فقط هو الذي خرج وإنما أمة بأسرها!.

الأمم تتقدم كلها علي بعضها وليس بأجزاء أو شقفات منها، وإذا كنا نتحدث عن الإعداد السياسي للشباب فالكبار أيضا يحتاجون إعدادا وتأهيلا وفي تجربة مصر الأولي لبناء منظمة الشباب الاشتراكي، انتظم الكبار ـ في الوقت ذاته ـ داخل جسم حزب اسمه الاتحاد الاشتراكي العربي، لا بل وداخل التنظيم الطليعي لذلك الحزب الجامع الكبير، أما أن نمتنع عن إنشاء حزب ولا نهتم إلا برعاية الشباب فذلك وضع يجعلنا أقرب إلي تمكين الشباب ولكن من رقاب الكبار الذين يشعرون ـ الآن ـ بغربة شديدة.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع;

رابط دائم: