رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

قبل العاصفة
شجاعة امرأة .. و«خطيئة » بطرس غالى!

لم ينتظر السكرتير العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش طويلا قبل أن يقدم فروض الطاعة والولاء لواشنطن وإسرائيل ومطالبته بسحب التقرير الأممى الذى يدين إسرائيل بممارسة العنصرية على غرار سياسة”الأبارتيد”التى كانت تمارسها السلطات العنصرية فى جنوب إفريقيا قبل سقوطها فى مطلع تسعينيات القرن الماضي,التقرير أذاعته السيدة ريما خلف الأمين العام التنفيذى للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربى آسيا التابعة للأمم المتحدة (الإسكوا) والتى أبدت شجاعة نادرة فى مواجهة حيتان المجتمع الدولي، لتذكرنا على الفور بواقعة الدكتور بطرس بطرس غالى الأمين العام السابق عندما أصدر تقريرا يدين إسرائيل بارتكاب مجزرة مروعة فى قانا بجنوب لبنان عام 1996 وعاقبته واشنطن على الفور بحرمانه من الولاية الثانية واليوم تدفع ريما خلف ثمن شجاعتها، ولكنها شجاعة مشرفة تكشف مجددا عورات النظام الدولى، ولنتأمل بعض كلماتها فى خطاب استقالتها:بعد إمعان النظر فى الأمر أدركت أننى أنا أيضا لا خيار لي, أنا لا أستطيع أن أسحب مرة أخرى تقريرا للأمم المتحدة،ممتاز البحث والتوثيقِ عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان,غير أننى أدرك أيضا أن التعليمات الواضحة للأمين العام للأمم المتحدة لا بد من أن تنفذ، ولذلك،فإن هذه العقدة لا تحل إلا بأن أتنحى جانبا وأترك لغيرى أن يقوم بما يمنعنى ضميرى من القيام به. وإننى أدرك أنه لم يبق لى فى الخدمة غير أسبوعين, لذلك فاستقالتى هذه لا تهدف إلى الضغط السياسى على الأمين العام، إنما أستقيل ببساطة لأننى أرى أن واجبى تجاه الشعوب التى نعمل لها وتجاه الأمم المتحدة وتجاه نفسى ألا أكتم شهادة حق عن جريمة ماثلة وبناء عليه أقدم استقالتى من الأمم المتحدة..


لمزيد من مقالات عمـاد عريـان;

رابط دائم: