دخلت الدول سباق التطوير والتحديث بسلاح العلم، ولم تتخذ أى قرار مهما كان صغيرا أو كبيرا إلا بعد إجراء البحوث العلمية أولا، واتخذت الحوار المجتمعى سبيلا لها، والاستماع إلى الخبراء والعلماء وأصحاب الشأن، بعدما نجحت فى تعليم المجتمع تعليما متميزا، واتخذت القرار المناسب فى الوقت المناسب، من خلال خطة واضحة تؤكد الإنجاز المراد تحقيقه.
وإيمان هذه الدول بضرورة السعى وراء التكنولوجيا الحديثة، والتى تتلاحق وراء بعضها البعض فى تطور مذهل كل يوم، يؤكد استخدامها العلم بصورة كبيرة، وجعلتها تنافس من أجل تحقيق حياة الرفاهية لمجتمعاتها، والذى لا يتحقق إلا بعد توافر مناخ صحى للمنافسة بين العلماء، وتشجيع على الإبداع والاختراع والابتكار والجودة.
هكذا تحولت معظم الدول التى سعت إلى التطور من عالم إلى عالم آخر، منها ما نقلت التكنولوجيا وبراءات الاختراع من دول أخرى، وما انتجت العلم خطوة بخطوة بعد اعتمادها على الكفاءات والخبرات، وما شجعت على هجرة العلماء والكفاءات من دول عدة ومازالت، أوروبا تفعل ذلك وأمريكا واليابان ودول جنوب شرق آسيا والصين وغيرها.
بدون العلم لن نستطيع أن نقضى على القمامة التى هزمتنا، وفوضى المرور التى قهرتنا، والتعديات على الأراضى الزراعية والمبانى والشوارع التى دمرتنا، والعشوائيات التى سكنت فى عقولنا، وكم التجارب الفاشلة عبر السنوات الطويلة الماضية، جميعها لم يقترب منها العلم لأنها اعتمدت على آراء ووجهات نظر فردية، ولم يقتنع أو يؤمن بها الجميع، لذلك ليس أمامنا اليوم إلا العلم والمعرفة.
[email protected]
لمزيد من مقالات محمد حبيب; رابط دائم: