نستطيع من خلال التجول فى شوارع أى مدينة فى العالم، أن نتعرف على مدى ما وصل إليه مواطنوها من تحضر، عند زيارة مدينة طوكيو تنبهر بالتكنولوجيا فى شوارعها، وحالة الانضباط الشديدة، والنظافة التى تجعل من عاملة أن تبحث بعناية فائقة، داخل إحدى الحدائق الصغيرة عن أى مخلفات صغير ملقاة بداخلها، خاصة مع شوارع كادت تتلألأ بعد تجميلها وتنظيفها.
وفى مدينة روما نسير بجوار قطعة أثرية تزين الشوارع والطرقات، كأنك تتجول داخل متحف مفتوح، وفى برلين تأخذك شدة الانضباط إلى أن تلف حولك باحثا عن مخالفة لمواطن، أو فى قواعد السير أو محاولة عدم احترام الخصوصية، وفى باريس مع سحر الفن والجمال لا يستطيع أى محل أو «كوفى شوب» أن يخرج سنتيمترا واحدا عن المسموح له.
وفى مونتريال نجد اتساعا فى شوارعها، وتنظيما للطرق والمرور بشكل هندسى مبدع، لا نجد أى تجاوز بعدما عرف الجميع أن للقانون سيفا، ومدينة لندن التى تبهر المارة من تنوع كل شىء بداخلها، فنجد القديم والحديث ولا تؤذى أعيننا، وهكذا الحال فى مدن بودابست وبوخارست وكييف، اللاتى إن زرناها من قبل فسنجد اختلافا كبيرا عنه اليوم من السحر والجمال فى كل شىء، وفيينا وامستردام وبرن وزيورخ وغيرها، وجمال الزهور والأشجار المرتبة والمنسقة تسحر المارة.
وبعد أن جهزت الطرق للسيارات، والأرصفة للمارة وراكبى الدرجات بل وللكلاب، لا نجد أى مخلفات وراء أى تجمعات بعد مغادرتهم، ويبقى السؤال ماذا ينقصنا أن نكون أمثالهم ونرفع راية التحضر.
[email protected]
لمزيد من مقالات محمد حبيب; رابط دائم: