ما هذه الضجة المترددة الحائرة فى الولايات المتحدة الأمريكية حول اعتبار الإخوان جماعة إرهابية أم لا؟
دونالد ترامب يريد دفع الإخوان واعتبارهم جماعة إرهابية ومعه نفر معتبر من الأقطاب السياسيين البارزين منهم السيناتور تيد كروز المرشح السابق للرئاسة عن الحزب الجمهورى الذى خسر فى السباق التمهيدي.. ودوائر فى مستشارية الأمن القومى والمخابرات الأمريكية ترى أنه من الظلم اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، وعناصر التنظيم الدولى للإخوان بزعامة إبراهيم منير ولجنة الشئون الخارجية بحزب التنمية والعدالة يتحركون ـ على نحو محموم ـ لإقناع أعضاء الكونجرس بأن الإخوان جماعة وديعة لا علاقة لها بالإرهاب ولا يحزنون ويستخدمون فى ذلك شركات علاقات عامة أوصلتهم بها عميلتهم هيلارى كلينتون المخلصة. هناك تضارب عنيف فى الموقف الأمريكى ولكن السؤال هو أين مصر؟.. بل أين مصر طوال الأعوام السابقة من محاولة صوغ العقل والتوجه الأمريكى فى نظرته لهذه الجماعة؟
لم نشهد ممثلا للمراكز وبيوت التفكير أو المؤسسات التى يزعم أعضاؤها خبرتهم فى الشئون الأمريكية يتحرك فى تلك الدولة الحائرة التى ينظر مواطنوها للإخوان بوصفهم صرعة فكرية مثل جماعات الهيبز والهارى كاريشنا وغيرها.
طبعا الرد التقليدى ـ وهو صحيح ـ أن تلك هى مسئولية الاستعلامات، ولكن إلى جوارها ما هى مسئولية المؤسسات والمراكز الأهلية التى تدعى «الاستقلال» ولا تخاطب ـ طوال الوقت ـ إلا العقل الأمريكى أو العقل الأوروبي.. لماذا لم تقم بدورها فى تبصير الأمريكيين بحقيقة الإخوان؟
سيقولون «التمويل» هو المشكلة.. وماذا عن رجال الأعمال الذين يتسم بعضهم بنطاعة مذهلة إزاء كل ما هو قومى أو وطني.. إذا كان إشراف الدولة على جمع التبرعات لقضايا الوطن يسيئهم، فلماذا لا يقومون بأنفسهم بتمويل مراكز البحوث الذين تعتبر مهمة فضح الإخوان هى إحدى واجباتها الرئيسية، لا تريدون الدولة.. حسنا وماذا عن التجمعات الأهلية والخاصة والمستقلة جدا، لماذا لا تمولونها؟ مثلكم بهذا الإحجام هم عار هذا الوطن وسوأته ولا يحق لكم بعد ذلك الحديث عن دور الدولة وغياب دور الدولة.
لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع; رابط دائم: