بعض الذى يقال عن تراجع الدور المصرى فى محيطها العربى أمر غريب ويبعث على الريبة والشك فى دوافع من يقولون بذلك حيث أن أدلتهم يصعب تصديقها خصوصا الادعاء بأن القاهرة دخلت فى محور جديد مع موسكو وطهران بديلا عن تحالفها التاريخى مع الرياض وعواصم الخليج!.
يغيب عن القائلين بذلك أن مصر دولة ذات اتجاهات ثابتة ومحددة فى التزامها القومى تجاه أمتها العربية ولكن ذلك لا يحول دون امتلاكها حرية الحركة مع كل دول العالم مادامت هذه الحركة تصب فى خدمة مصالحها الذاتية ولا تضر أحدا من أشقائها العرب والجميع يعرف ويعلم أن مصر لا تتكلم بلغتين وإنما خطابها واحد مع الجميع كما أنها لا تعرف سياسة الوجهين مثلما يفعل الآخرون.
الواضح الذى لا جدال فيه أن بعض الذين لا يرضيهم ما أنجزته مصر فى العامين الأخيرين على طريق استعادة الهيبة والمكانة الإقليمية والدولية وبروز النشاط الفاعل للدور المصرى فى عدد من الملفات الشائكة يتوهمون أن بمقدورهم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وحجب إشراقات الشمس السياسية لمصر التى نجحت فى تبديد بقايا الظلام المتخلفة من عتمة الخريف العربى المشئوم!.
والحقيقة أن كل ما يقال للتشويش على مصر ودورها لإحداث فتنة عربية ليس سوى نماذج مؤسفة من نماذج الهستيريا السياسية.
إن هذه الأصوات النشاز التى تمارس الصراخ ضد مصر ليل نهار من عواصم بعينها وشاشات لا تخفى هويتها على أحد هى جزء من حرب نفسية شرسة ضد مصر بهدف تحويل أنظار الأمة عن خطر الإرهاب الذى يجرى تمويله وتوفير الملاذات الآمنة له من ذات الأوكار التى تبث سمومها فى الفضاء المفتوح ووصل ببعضها حد الكذب والافتراء لدرجة الادعاء بأن مصر تريد أن تخلى سيناء وتجعل منها وطنا بديلا للفلسطينيين... أى عبث وأى عار أشد من ذلك!.
خير الكلام:
<< وَلَيسَ بِذى رُمحٍ فَيَطعَنُنى بِهِ.. وَلَيسَ بِذى سَيفٍ وَلَيسَ بِنَبّالِ!.
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله; رابط دائم: