نجحت زيارة ميركل المستشارة الألمانية للقاهرة ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى..وسوف تضع هذه الزيارة أسسا جديدة للعلاقات بين مصر وألمانيا.. كانت هناك تحفظات كثيرة للإدارة الألمانية على ما يجرى فى مصر فى السنوات الأخيرة خاصة ما يتعلق بقضايا الحريات وحقوق الإنسان ولكن قضية الإرهاب وهذا التحدى الخطير الذى يواجه العالم كله غيرت حسابات كثيرة فى موقف أوروبا من الأحداث فى مصر..لقد أيقنت السيدة ميركل أن مصر لا تدافع فقط عن نفسها وشعبها فى معركتها مع الإرهاب ولكن هذا التهديد سوف يصل إلى كل نقطة فى قلب أوروبا..هناك أيضا انفتاح مصر أخيرا على دول أفريقيا وهى البوابة الشمالية تجاه أوروبا وهناك دول أوربية سبقت إلى أفريقيا مثل فرنسا وايطاليا ولهذا تحاول ألمانيا أن تلحق بهذا الركب من خلال مصر ودول شمال أفريقيا التى تطل على البحر المتوسط..وعلى المستوى الاقتصادى فإن ما أنجزته شركة سيمنز اكبر الشركات الألمانية فى مصر فى مشروعات الكهرباء يضع بداية جديدة للتعاون المثمر لتدريب كوادر مصرية فى ألمانيا على إدارة المشروعات الكهربائية من حيث تشغيل المحطات الجديدة وصيانتها..هناك أيضا قضايا معلقة رأى الطرفان ألا تحول دون نجاح الزيارة وهى جمعيات المجتمع المدنى ويبدو أن الجانب الألمانى تيقن أن مصر لا تعارض مثل هذه الأنشطة خاصة ما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان بشرط أن تكون الحكومة المصرية على علم بعمليات التمويل الأجنبى حرصا على الأمن القومى المصرى..فى آخر الملفات التى دارت فى المفاوضات بين الرئيس السيسى وميركل قضية الهجرة وهى قضية شائكة وتمثل تهديدا حقيقيا للمجتمعات الأوروبية أمام الحشود التى تعبر كل يوم من البحر المتوسط إلى سواحل أوروبا..وكان الرئيس واضحا وهو يشرح موقف مصر من المهاجرين إنهم يعيشون بيننا ولا توجد عندنا ملاجئ أو خيام يعيش فيها هؤلاء وان لدينا خمسة ملايين لاجئ يعيشون بصورة طبيعية كأنهم مواطنون مصريون..هناك صفحة جديدة فى العلاقات المصرية الألمانية وهى بكل المقاييس تضع على جميع الأطراف مسئولية كبيرة أمام قضايا الإرهاب والتعاون الاقتصادى والهجرة وقبل هذا كله امن الشرق الأوسط ومستقبله الغامض.
[email protected]
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة; رابط دائم: