رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«حقوق البنات ايضا فى عام المرأة المصرية»

ليس هناك أقسى على القلب من مشهد بنت صغيرة تساق الى ممارسة وحشية وتظل تنزف وتئن وتصرخ وتتوسل ان يرحموها ولكن لا احد يتحرك لإيقاف المها

او لإنقاذها من نزيف دمائها، ان هذا المشهد سيظل مصاحبا لها بجرح هائل فى جسدها وفى روحها لا يندمل مهما حدث ،، ولن تنسى طوال حياتها ان اقرب المقربين اليها أبدا لم يتحركوا لإيقاف ألمها وتوسلها بأن يوقفوا الأذى عنها ولن تنسى ايضا انهم قبلوا ان تمارس ضدها هذه الممارسة البربرية البعيدة كل البعد عن الرحمة والانسانية، ان هذه البنت الصغيرة التى لا حول لها ولا قوة هى نفسها التى ستصبح اما ذات يوم مسئولة عن اسرة وتربية ابناء ورعايتهم ليشبوا مواطنين فى مصر الحديثة ،، فأى مصر الحديثة نريد ان نبنيها ؟ اننا فى عام المرأة المصرية حسبما اعلن الرئيس السيسى وهو اعلان حضارى وفرصة مواتية لتحقيق تقدم فى مجال حقوق البنات فى مصر ولابد ان يكون من أولوياتنا إيقاف العنف والممارسات الضارة ضد الطفلة تحت سن ١٨ عاما،، ولابد ان نبدأ بحملة موسعة برعاية الدولة وبدعم من الحكومة فى مصر كلها لوقف ختان الاناث حيث تعد مصر ثالث دولة فى العالم فى ممارسة ختان الاناث،، ان هذا الخبر يعكس اننا مازلنا فى مواجهة اوضاع سيئة للبنت المصرية لابد ان نتحرك لوقفها ان هذه الممارسه تعد جريمة لها عقوبات فى قانون الطفل المصرى الصادر فى سنه ٢٠٠٨ ورغم ذلك فانها مازالت تمارس فى الخفاء،،ومازال هناك بنات يتوفين بسببها او تشوه أجسادهن وأرواحهن الى الأبد بسببها, ان العالم كله الآن يتصدى لهذه الممارسة الضارة حيث أعلنت منظمة الامم المتحدة ان يوم ٣ فبراير هو يوم مناهضة ختان الاناث واعلنت الجمعية العامة للأمم المتحده حركة دولية فى ٢٠١٣لمناهضة هذه العادة البربرية التى يجب وقفها لانها ضد حقوق النساء، بينما فى مصر ترتكب هذه الجريمة كل يوم حيث وصل عدد النساء اللاتى تم لهن الختان ٢٧.٢مليون بنت مصرية حسب تقرير منظمة الامم المتحدة فى ٢٠١٣ وهو اكبر عدد من النساء المختنات فى دولة واحدة فى العالم, انها مأساة انسانية لابد من تغليظ العقوبة عليهاوعقاب كل من يرتكبها ومن يشارك فيها ومن يعلم بها او يتواطأ فى إخفائها. اننى أتوقف كثيرا أمام موقف الام لانها هى اساس الرعاية والحماية لابنتها ، ان اما ترضى ان تساق ابنتها نحو اقتطاع جزء من جسدها ولا ترحم صرخاتها وألمها وضعفها هى اساس المسئولية عن هذه الجريمة المروعة وليست العادات البالية فقط. انها عن جهل تشارك فى تدمير كرامة ابنتها وكبريائها وآدميتها وحقها فى الرفض لممارسة ليس لها الا أضرار نفسية وجسدية وخيمة على حياتها بعد ذلك لانها تزرع فيها الرفض للمجتمع ولممارساته الظالمة ضدها، ان بعض البنات يتوفين نتيجتها وكل من تمارس عليها هذه العادةه المتخلفة تشب جريحة وبها احساس بالرفض للمجتمع ، لهذا لا ينبغى ان يمر عام المرأة المصرية الذى أعلنه الرئيس السيسى قبل ان نتصدى بحزم لهذه الممارسة الوحشية ضد بناتنا اللاتى سيصبحن امهات المستقبل المنوط بهن تربية اجيال لمصر الحديثة التى نأمل فى بنائها على أسس من الحرية والعدالة والمساواة بين الجنسين، ان تغليظ العقوبة ضرورى لكن ايضا من الضرورى ان يقوم المجلس القومى للطفولة والامومة بدور أكبر فى مواجهة هذه الممارسة المتخلفة التى ليس لها اساس فى الذين سواء الاسلام او المسيحيه وإنما هى عادة تعكس مدى الجهل الذى يسود المجتمع حتى الآن, إن الاعلام الوطنى له دور فى غاية الاهمية ايضا فهو مطالب بان يقوم بدوره فى التوعية بخطورة الختان النفسية والجسدية على البنات الصغيرات وتأكيد انه جريمة يعاقب عليها القانون المصرى وليس لها اساس ديني، وان الدولة المصرية عليها فى المقام الاول ان تأخذ بعين الاعتبار اعلان الرئيس بأننا فى عام المرأة وان تضمن وتحمى حقوق الفتيات وان تسعى لتطبيق القانون فى حالة الابلاغ عن حالات الختان فى اى موقع فى بلدنا، وتشديد الرقابه لوقفها والتعامل بكل حزم مع مرتكبى هذه الجريمه النكراء, ان الدولة بأجهزتها لابد ان تكفل حقوق البنات تحت سن ١٨ سنة فى سن الزواج والحق فى التعليم وعدم التمييز وغيرها من الحقوق التى كفلها لها قانون حقوق الطفل والدستور المصرى الصادر فى ٢٠١٤.

لمزيد من مقالات منى رجب

رابط دائم: