ما يحدث فى مصر ليس له مثيل فى العالم فعلى مدى الأشهر الماضية ارتفعت الأسعار بشكل جنونى لا يصدقه عقل نتيجة لارتفاع سعر الدولار الذى اقترب فى وقت من الأوقات من 20 جنيهاً حيث استغل هذه الظروف الفاسدون من التجار الذين تلاعبوا بالأسعار فى كل السلع حتى تضاعفت الأسعار فى الكثير من السلع لأكثر من ثلاثة أضعاف ، فماذا بعد أن انخفض سعر الدولار طوال أيام الأسبوع الماضى والحالى وفقد 5جنيهات هل انخفضت الأسعار؟ للأسف الكل يتلاعب بالمواطن، والحكومة فى غياب كامل بكل أجهزتها فى هذا الأمر، ولم تنخفض الأسعار، بالأمس توقفت سيارتى وفوجئت بانتهاء عمر البطارية وعلى الفور توجهت لشراء البديل وقد أصبانى الذهول أمام البائع عندما أخبرنى بأن سعر البطارية قد تعدى ألف جنيه وكان سعرها عندما اشتريتها منذ عام 300 جنيه، أخبرت البائع بأن الدولار فقد من قيمته خمسة جنيهات فهل انخفضت أسعار البطاريات؟ قال (يا باشا اللى بيطلع فى مصر مبينزلش)، هذا مثال بسيط لمئات الأمثلة التى تحدث مع المصريين يومياً، ومن الممكن أن يستمر الدولار فى تراجعه أمام الجنيه لأكثر مما وصل اليه الا أن الأسعار ثابتة لم تتحرك لتهبط كما هبط الدولار، وذلك لأن الحكومة تترك «الحبل على الغارب» كى يتلاعب التجار بالمواطنين ويستمروا فى جشعهم الذى استفادوا منه طوال الأشهر الستة الماضية بدرجة لم يكن لها مثيل.
على جميع أجهزة الدولة الرقابية أن تتابع انخفاض سعر الدولار وتلزم التجار وأصحاب المحال بتخفيض الأسعار بنفس القيمة التى انخفض بها حفاظاً على الطبقة الوسطى التى كادت تندثر وتتآكل فى المجتمع المصرى والتى هى أساس المجتمع وعليها تقوم الحياة، وعلى الدولة أن تدعم الحركات المدنية التى تنادى بمقاطعة شراء السلع التى يغالى فيها التجار فى رفع الأسعار.
لمزيد من مقالات د . إبراهيم البهى ; رابط دائم: