ترددت فى الأيام الأخيرة شائعات عن استياء مكتوم داخل أروقة الاتحاد الإفريقى لكرة القدم ( كاف) بسبب الخلاف حول مواصفات مبناه الجديد المزمع إنشاؤه فى مصر، مما قد يدعو للتفكير فى نقل المقر إلى دولة أخرى. ونحن نعتز كثيراً بأن بلادنا هى التى أسست الاتحاد مع أشقائها فى السودان وإثيوبيا وجنوب إفريقيا عام 1957, من وقتها للآن تستضيف القاهرة المقر العتيد بالجزيرة، فضلاً عن المقر الجديد فى مدينة 6 أكتوبر وتوفر لهما كل مقومات النجاح.
وإذا كنا بكل تأكيد لا نمن على أحد بهذا العمل ونعتبره واجباً لا شكر عليه تجاه الأشقاء وشرفا نعتز به فإننا فى المقابل نرفض التلويح باحتمال نقل المقر من مصر كنوع من الضغط لزيادة مساحة الأرض المخصصة له !!
ذلك أن الدول المضيفة للاتحادات القارية والدولية هى صاحبة فضل . وقبل ذلك وبعده يتم اختيارها لمميزات عملية وواقعية تتمتع بها ، تجعلها الخيار الأفضل للدول الأعضاء .. فالاتحاد الآسيوى لكرة القدم مثلاً مقره فى ماليزيا، التى تأتى فى التصنيف الأخير بين دول القارة الصفراء كروياً، المسألة إذن لا علاقة لها بالزعامة أو الريادة أو تحقيق البطولات، أو تحقيق الدولة المضيفة أى ميزة جراء الاستضافة.
فالدول الأعضاء فى أى اتحاد قارى أو إقليمى تختار دولة المقر التى تملك أفضل الظروف لنجاح أعماله والتى تمتلك الموقع المناسب ، فضلاً عن المقومات المدنية والحضارية والبشرية - والسياسية أيضاً - اللازمة للوفاء بمتطلبات هذه الاستضافة . ومصر كذلك بكل تواضع . هى لا تمن على أحد وتعرف أن هذا واجبها تجاه الأشقاء ، تؤديه بكل رحابة صدر بناء على اختيارهم وطلبهم ، لكنها ترفض الابتزاز على أى صورة وبأى درجة !!
<< لم يدهشنى أن تتحدث الشائعة عن نقل المقر إلى كوت ديڤوار بالذات . ذلك أن الكثيرين ربما لا يعرفون أن هناك بالفعل مقراً للكاف فى كوت ديڤوار !! وإذا دخلت عزيزى القارئ موقع الاتحاد الإفريقى على محرك جوجل ، فسوف تجد أسمين أمام دولة المقر، مصر وكوت ديڤوار !! والأرجح أن وراء ذلك الرغبة فى ترضية الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية ( الفرانكوفونية ) والتى منها كوت ديڤوار ومنهاأيضاً رئيس الاتحاد الكاميرونى عيسى حياتو - ولو شكلياً - فى مواجهة اتحادات الدول ( الأنجلوفونية ) الناطقة بالإنجليزية ، التى تعد مصر منها تاريخياً .. لكن تلك حكاية أخرى !!
لمزيد من مقالات عصام عبدالمنعم; رابط دائم: