رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

عن التعديل الوزارى

أما وقد أفلت التعديل الوزاري من براثن النواب الذي صوتوا له وقوفاً ، وبعد أن سمح رئيس المجلس بإثبات اعتراضاتهم بعد التصويت والإفلات فجاءت بعض اعتراضات كتحصيل حاصل . فإنني أود أن أستسمح بعض الآتين والباقين في بعض من ملاحظات .

ولأبدأ بالمهندس رئيس الوزراء . أما وقد هندست وزارة جديدة على الرغم من أنك كنت في كثير من الأحيان محل انتقاد الكثيرين وأنا منهم ، فإن كثيراً من هؤلاء الكثيرين وأنا منهم لم يكونوا راغبين في استمرارك ، ليس بسبب تكشيرتك التي تكفي وحدها لتسد نفس شعب بكامله وأذكرك بالحديث الشريف «تبسمك في وجه أخيك صدقة» ، لكن ما بيننا أكبر من ذلك وأخطر ، فكثيرون وأنا منهم يرون أنك لم تحسن صنعاً في السابق ونتمنى ألا تكون على ما كنت في اللاحق . نتمنى أن تمنح فقراء هذا الوطن شيئاً أكثر من مجرد الوعود التى لا تتحقق حتى أصبح الكثيرون وأنا منهم لا يصدقون شيئاً منها ، ليس لأنها أثبتت عدم مصداقيتها وإنما لأنها اعتادت أن تتبدد قبل أن تتأكد . وأعود معك ليس لأعايرك وإنما لأذكرك بأن الناس وأنا منهم لم تنس أنك مسئول عن ارتفاع أسعار كل ما تبقى لهم من طعام كان في الماضي طعاماً للفقراء فأصبح على يديك حلماً صعب التحقيق . أرجوك وأنت مهندس امسك ورقة وقلماً, احسب وهندس ميزانية أسرة من خمسة أفراد وقارن ذلك بدخل 50% من سكان مصر . وحكم ضميراً أتمنى له أن يعرف السهاد والقلق والخوف من النتائج التي لا أريد أن أذكرها حتى لا يقال إنني أعكنن مزاج سيادتكم . لكنني ممن يعتقدون أن عكننة مزاجكم أرحم ألف ألف مرة مما قد يأتي كثمرة مريرة لتصرفاتكم . وسريعاً أذكرك .. أسعار الزيت والسكر والعدس والفول التهبت فماذا تبقى للفقراء؟ وتداعيات تعويم الجنيه وأنا لا ألوم التعويم ذاته ولكن إن وجدتموه ضرورياً ألم يكن من الضروري أن تتحسبوا للنتائج وتستعدوا لها بدلاً من أن تداهمنا وتداهمك فتسرع بإجراءات غير مدروسة ؟ وأذكرك ماذا فعلت بالأرز ؟ والقمح؟ ولماذا أحنيت رأساً يجب ألا ينحني أمام شاهبندر التجار وجعلت من طموحاته المشروعة وغير المشروعة أوامر واجبة النفاذ ، ففتحت الباب أمام أقاويل أنا شخصياً أرفضها؟ ولماذا رفضت التسعيرة الجبرية لتوقف جشع الجشعين؟ وألف لماذا ولماذا أتمنى لك أن تمتلك شجاعة إجابات عملية عليها تنحاز بها نحو الحق والعدل الاجتماعي .. والذي لا يمكن أن يتحقق بغير ضرائب تصاعدية ، ولعلك لاحظت أنك نفذت كل تعليمات الصندوق والبنك الدوليين إلا نصيحتهما بالضرائب التصاعدية هل قلبك مرهف إلى هذا الحد على المليارديرات؟ ولماذا لا تبعث ببعض ولو قليل من حنانك المرهف نحو الفقراء؟

معالي رئيس الوزراء لا تغضب واحتمل .. فسياساتك لم يعد يتحملها ملايين من فقراء شعبك .

د. مصلحي توليت وزارة الفقراء التي يمكنها أن تمنحهم بعضاً من قوت وقليلاً من خبز . ومقدماً أنا أدرك قدراتك وأعرف عزمك وعزيمتك ولكن حذار من أن تتوانى عن مراقبة تصرفات وتحديات وادعاءات شاهبندر التجار . أنت وزير للفقراء وهو شاهبندر الاحتكاريين وكبار المستوردين لسلع المترفين احتضن الفقراء واحميهم من جشع الشاهبندر وحاشيته والمتحدث باسمهم . وأنا واثق في قدرتك على كبح جماحه وحذار من الدعم النقدي ولنا في توالي التهاب الأسعار درساً يتطلب زيادة الدعم .

د. طارق وزير التعليم . ولا أريد أن أقلب أوراق الماضي فلقد سمعت عنك ومنك قولاً يقول إن المجانية سبب كارثة التعليم . فإن كنت قد أتيت لتفعلها فلا أهلاً ولا سهلاً ولا مرحباً ، وأريدك أن تتناسى تلاميذك المترفين من أبناء المترفين في الجامعة الأمريكية فمصر فيها على الأقل خمسون مليوناً من البشر يريدون أن يتعلموا ويعتبروا أن التعليم حق لهم ولأولادهم وأنه سبيلهم لنهوض مجتمعي فحذار من أن تمس حقهم في الحلم بمستقبل أفضل . فلقد يحتمل المصري أن يبيت بغير عشاء ولكنه لا يحتمل أن يدمر حلمه لابنه كي يأتي يوم فيكون وعبر مسار شاق وزيراً مثلك وأنا واثق أنه إن أتى فسيكون أفضل منك لأنه على الأقل سيكون راغباً في أن يحمي حقوق طبقته في التعليم . وتذكر يا وزير المترفين أن رفاعة الطهطاوي قد منح مصر أغلب معلميها ومترجميها ومهندسيها وأطبائها من أبناء أفقر فقراء الفلاحين .

د. سحر نصر .. وأنت وزيرة ناصحة وشاطرة وأخذت وزارتين واحدة كانت لك والأخرى كانت لمن تتمنى إزاحتك وأتمنى لك مزيداً من النشاط والعمل الكفء ومن ثم مزيداً من المشاريع التي تمنح فرص عمل لمصريين يريدون أن يعملوا في بناء مصر .

ووزراء بقوا دون تغيير بعضه أمنحه تهنئة مثل حلمي النمنم متمنياً له مزيداً من النهوض بثقافات وفنون وإبداعات الفئة الأجمل في مصر .. وهم مبدعوها في مختلف الميادين وهم سلاح من التخلف .

الوزير العجاتي .. رحم الله من أراح واستراح وأذكر لك أن ظللت وحتى آخر لحظة تقول ما لا يجب أن يقال .

ويتبقى أن ننتظر ما هو مقبل من أيام فلننتظر محتملين آلامنا وحالمين بما هو أفضل


لمزيد من مقالات د. رفعت السعيد;

رابط دائم: