رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كلمة عابرة
دفاع المُضطَر عن المقاهى..

هناك من يعترضون على إنشاء المقاهى وعلى تقنين نشاطها، من ناحية المبدأ، ولكنهم بدلاً من أن يطرحوا رأيهم صراحة، يقولون حججاً عن الضوضاء وإشغالات الطريق وتعطيل المرور وانتشار تدخين الشيشة فى أوساط النساء..إلخ. ويجدون هذه الأخطاء كافية لإلغاء المقاهى التى يرونها فى قرارة أنفسهم، وبالتصريح أو بالتلميح، من أهم أسباب الانحراف وتراجع الأخلاق! ولا خلاف على مساوئ ومخاطر كل الممارسات المذكورة، مثلها مثل أخطاء المستشفيات، التى وصلت إلى اتهام تنظيم عصابى من عدد من الأطباء بالاتجار فى الأعضاء. ومثل تدهور التعليم إلى حد أن يتقاعس الكثير من المدرسين عن القيام بواجباتهم الوظيفية ويحترفون الدروس الخصوصية التى يُجرِّمها القانون. ولكن لا أحد يطالب بإغلاق المستشفيات ولا المدارس، وليس من العقل المطالبة بهذا!.

لقد وصلنا إلى مرحلة لا تحتمل الموارَبة. ومن الوضوح المطلوب الإقرار بأن معظم من لا يرون فى المقاهى إلا كل سوء هم ممن يتساهلون فى التحريم والتضييق، وهم يستخدمون الحجج المذكورة على سبيل المجادلة فى أمر محسوم لديهم بالرفض. فى حين أنك ستجد اتفاقاً عاماً معهم، لا يخرج عليه صوت، فى تأييد استهجان كل التصرفات الخارجة، وانتقاد تهاون السلطات فى إنفاذ القانون. ولكنِّ المتفقين معهم يريدون إصلاح الأخطاء بما يضمن حقوق المواطنين وتحصيل استحقاقات الدولة، ويحرصون على أن تتحقق الجوانب الإيجابية من السماح للمقاهى بممارسة أنشطتها، كملتقى اجتماعى صحى يجمع الأصحاب على اللهو البرئ والمسامرة ومناقشة الاهتمامات المشتركة، وقد استجد أن يشاهدوا معاً المباريات المهمة، ومنها منافسات الفرق الوطنية، فى ظل صعوبة أن يتمكنوا جميعاً من الاشتراك فى استقبال البثّ الخاصّ. وغير ذلك! أضف أيضاً أنها توفر للسياح ما يصعب حصولهم عليه وهم فى بلد غريب!.

أما إذا أردت أن تعرف على الدقة عقلية دعاة تجريم نشاط المقاهى، فانظر إلى انتقادهم ضجيجها دون أن ينتقدوا صراخ ميكروفونات المساجد مرة واحدة، وتأمل أن تقتصر ملاحظتهم عن التدخين على النساء، وكأن التدخين لا يضرّ صحة الرجال أيضاً!.
[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: