رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حالة حوار
عبدالناصر والتنظيم الطليعى

هى مسألة ملتبسة.. ومعركة ترتب عليها تغيير شكل النظام السياسى فى مصر وتوجهاته، إذ بعدما أنشأ عبدالناصر الاتحاد الاشتراكى العربى عقب إصدار الميثاق الوطنى عام 1962، لإحساسه بضرورة إقامة ظهير جماهيرى للثورة، عاد فأنشأ تنظيم طليعة الاشتراكيين بعد أن لاحظ أن الاتحاد الاشتراكى كتنظيم مفتوح (7 ملايين مواطن فى بلد تعداده 25مليونا فى ذلك الوقت) صار عاجزا عن القيام بدوره الرقابي، وبالتالى كان طليعة الاشتراكيين حلقة أخرى فى تطور النظام السياسي، وسعى عبدالناصر ـ كذلك ـ إلى خلق تنظيم الطليعة العربية لتحقيق الدعم لسياسة عبدالناصر فى مساندة حركات التحرر فى البلاد العربية.

هذا الموضوع كان مضمون كتاب جديد كاشف بعنوان «حقيقة التنظيم الطليعي.. وانقلاب السادات على ثورة يوليو» من إصدار المركز العربى الدولى للإعلام، وتأليف عادل الأشوح مدير مكتب شعراوى جمعة أمين التنظيم الطليعى، وعادل الأشوح هو الرابع عشر فيما عُرف بمؤامرة مايو 1971 والمتهم بالخيانة العظمي، وبالطبع فإن شهادات مديرى مكاتب الشخصيات الفاعلة فى المشهد السياسى لها أهميتها وثقلها، وبخاصة مع احتوائها على وثائق تؤكد ما جاء بها من معلومات، وبخاصة ـ أيضا ـ أن تقديم الكتاب جاء من عالم تاريخ مدقق بمستوى د. عاصم الدسوقي، وهو من هو فى مجال المعرفة والبحث التاريخى كما جاء فى تقديم آخر من د. كمال متولى الأستاذ غير المتفرغ بكلية العلوم وأمين المبعوثين بالتنظيم الطليعي، يعنى من شاهد ميدانى وعملياتى على ما جاء به من معلومات وآراء. هذا الكتاب يكشف تفاصيل معركة أغلب ما قيل عنها ينتمى إلى الخيال غير العلمي، وكان ما تناثر فيها من ادعاءات وأكاذيب من أهم معاول هدم نظام عبدالناصر، وسوف أركز فيما تسمح به المساحة على إحساس عبدالناصر السياسى الرهيف بضرورة إنشاء حزب سياسى ولو داخل الاتحاد الاشتراكى «الذى أقيم مفتوحا على غرار حزب سالازار فى البرتغال» ليكون ـ كما جاء فى الباب الخامس للميثاق ـ «وسيلة لتجنيد العناصر الصالحة للقيادة وتنظيم جهودها وبلورة الحوافز الثورية للجماهير وتحسس احتياجاتها ومساعدا على إيجاد الحلول الصحيحة لهذه الاحتياجات».

أظن أننا بحاجة إلى إعادة إنتاج مثل هذا الكيان ـ بدون أى عُقد أو حساسيات ـ كما أننا بحاجة إلى إعادة قراءة وإعادة فهم حكاية هذا التنظيم الطليعى بعد أن أزال الزمن الحزازات والمرارات المرتبطة بالأحداث.

لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: