كل يوم
العروبة خط أحمر!

إذا كان التاريخ هو أدق مرجع يمكن الاحتكام إليه والاستفادة منه فإن سجلاته تشهد بأن قوة وقيمة مصر ترتبط ارتباطا وثيقا بعمق انتمائها العربي مثلما أن قيمة وقوة الأمة العربية ارتبطت بقوة وقيمة مصر ومدي قدرتها علي أداء دورها السياسي والثقافي والتنويري.

ولعلي أقول بداية في إطار حق الاجتهاد وبعيدا عن أي حساسيات أو محظورات أنني استشعر قلقا بالغا من انزلاق أقلام وأصوات في كافة العواصم العربية وبينها القاهرة باتجاه دعوات انعزالية بغيضة دون وعي ودون إدراك بأنه لا تعارض ولا تصادم بين خصوصية كل قطر وبين الجامع المشترك الذي يربط هذه الأمة ببعضها رباطا وثيقا تحت مظلة اللغة الواحدة والمصير الواحد.

إنني أخشي من خطر الانزلاق إلي فتنة إعلامية بين من يلحون منذ سنوات علي دعوات الانكفاء القطري بمبررات وذرائع واهية وبين من يعتبرون تلك الدعوات ــ وأنا منهم ــ خيانة للعروبة وللأوطان ذاتها فليس أشد خطرا علي هذه الأمة من تلك اللعبة القذرة التي استغلت أحداث الخريف العربي المزعوم لدحرجة المواقف باتجاه إحداث قطيعة بين كل قطر عربي وشقيقه بهدف نسف الوشائج التاريخية لمجرد أن لدي البعض هنا أو هناك رواسب مزمنة تدفع بهم باتجاه قبول الرقص علي دفوف المخططات الخارجية التي مازالت تحلم بمواصلة مشوار نشر الفوضي الهدامة.

أريد أن أقول أننا لم نكن ــ كعرب ــ بحاجة إلي لحظة وعي واستغاثة بقدر ما نحتاجها الآن من أجل وقف كل أشكال ومفردات المناكفات الإعلامية البغيضة وأن نراهن علي قدرتنا في استعادة صوت العقل لدحر كل دعوات التشنج والغضب التي يرتدي البعض قمصانها دون خجل.

وليت الكل يفيق ويدرك أن العروبة ينبغي أن تظل بمثابة خط أحمر وأن الحفاظ علي العروبة أكبر وأشمل من لعبة المكايدات الممجوجة التي تنظر إليها الشعوب العربية بكل اشمئزاز.

خير الكلام:

<< لين الكلام يجلب المحبة وينشر الوئام!
[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله