رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الرقم المجهول

أنا امرأة تعديت سن الثلاثين، وحاصلة على مؤهل عال،

ووهبنى الله قدرا من الجمال كان سببا فى عذابى، ودفعنى إلى الهروب من الحاضر والماضى والذكريات، وحتى الناس والمكان الذى ولدت وعشت فيه، فقط لأننى أريد أن أحيا آمنة فى سلام مثل أى امرأة فى الحياة، ولى ثمانية أشقاء «سبع بنات وولد»، وأنا أصغرهن، وماتت والدتى عندما كان عمرى أربع سنوات، وفقدت حنانها ورعايتها، وعوضنى الله بأختى الكبرى التى وجدت فى حضنها شيئا مما فقدته برحيل والدتى، وكان والدى يعمل فنى اتصالات بالمحافظة التى ولد فيها، ثم سافر إلى دولة عربية، وبنى عمارة من خمسة أدوار، سكنا فى شقة، وباقى الشقق أجرها بعقود قديمة، وعشنا حياة مستقرة، وتخرج أخوتى وتزوجوا، ثم خرج إلى المعاش، وكان كل ما يشغله هو أن يزوجنى ويطمئن علىّ، لكنه رحل عن الحياة قبل أن أتم تعليمى، وخلت الشقة من الجميع، وعشت فيها وحيدة، وبعد تخرجى استأجرت محلا لأبيع فيه «ملابس حريمى»، وبعد عامين طلبت منى صاحبته إخلاءه خلافا للعقد المبرم بيننا، فرفضت تركه، ووكلت محاميا للدفاع عنى فى الدعوى التى رفعتها ضدى صاحبة المحل، فأبدى اهتماما بالغا بى، وطلبنى للزواج، ولما سألوا عنه عرفوا أن لديه شقة وميسور الحال، لكنى لم أرتح إليه، ومع ذلك وافقت على خطبتى له هربا من الوحدة التى أعيشها، وكان كلانا ملاكا فى كل تصرفاته وحديثه مع الآخر، وبدأت أشعر تجاهه بحب مثل البذرة التى تحاول أن تشق التربة لتخرج للحياة، وساعدنى هو على ذلك، وخلال شهور تزوجنا، ولم يمر شهران على الزواج حتى بدأت ألاحظ عليه أشياء غريبة مثل سهره الدائم خارج البيت، ورائحته الغريبة، وإذا بى أكتشف أنه يتعاطى المخدرات، فطلبت الطلاق، وحصلت عليه، وتدخل الكثيرون من معارفنا، وعدت إلى عصمته، لكنه لم يتغير، وتم طلاقى منه للمرة الثانية، فهددنى بإيصالات أمانة مزورة، وذات يوم جاءنى اتصال هاتفى من رقم مجهول، ووجدت على الطرف الآخر امرأة تحدثنى عن حب طليقى لى، وأنه لا يستطيع نسيانى ولا العيش بدونى، وعندما سألتها من تكون للتحدث عنه بهذه الطريقة، فردت على بأنها زوجته، وأنها فعلت ذلك إشفاقا عليه؛ ولا أدرى ماذا يريد منى إذا كان متزوجا وهل هى زوجته أم لا؟.. إننى أعيش مشردة، فماذا أفعل؟.

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

لا أدرى كيف تزوجت شخصا لم ترتاحى إليه، وكيف عدت إلى عصمته بعد ما عرفته عن إدمانه، ومصاحبته أصدقاء السوء؟، وأين شقيقك الذى سعى إلى تزويجك له؟.. إن التخبط الواضح فى موقفك منه هو الذى أوصلك إلى ما أنت فيه من ندم، وأحسب أنه ليست له زوجة أخرى، وأن حكاية السيدة التى اتصلت بك، ليست سوى «تمثيلية» يحاول بها شدك إليه، فلا تلقى بالا لها، ولا للإيصالات الوهمية التى يهددك بها ما دمت لم توقعى على أى أوراق من هذا القبيل، بل تستطيعين بمساعدة شقيقك تحرير محضر ضده، وأخذ تعهد عليه بعدم التعرض لك، وإياك أن تعودى إليه، إذ إن مثله لن يتغير أبدا، وليت كل البنات والسيدات يستوعبن هذا الدرس، فيدققن فى اختيار شركاء الحياة، ولا ينجرفن وراء الكلام المعسول، ولله الأمر ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه وتعالى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق