رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

على الطريق
مهزلة القطار رقم 88

كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء الثلاثاء الماضى ولم يكن قطار الإسكندرية رقم 88 قد توقف بعد فى طنطا، وهى أولى محطة له حين دخلت تلك السيدة إلى عربة القطار رقم (1) لتقطعها ببطء إلى نهايتها قبل أن تستدير لتوجه كلامها للركاب.

السلام عليكم .. هكذا بدأت كلامها قبل أن تدخل فى الموضوع وبنغمة مألوفة فى وسائل النقل العام بالقاهرة .. والله يا جماعة أنا أربى أيتاما وأتمنى أن تساعدونى ومعى قصص الأنبياء المجموعة كاملة، 10 قصص، وليس لى بعد الله إلا أنتم. وبدأت السيدة فى توزيع الكتيبات الصغيرة على الركاب جميعا قبل أن تعود لتجمعها مرة أخري.

تعجبت من الموقف لأن القطار غادر محطة سيدى جابر فى الخامسة مساء وهو ما يعنى أن السيدة على متن القطار منذ ساعة جابت خلالها جميع عرباته وصولا للعربة الأخيرة رقم (1).

وتعجبت أيضا لكون هذه السيدة تمارس التسول المقنع فى قطار يجوب المحافظات بل تنتهى رحلته فى مدينة أسوان مرورا بالقاهرة. ثم توقف القطار فى طنطا ليصعد باعة الحلوى متجولين بين الركاب وغادروا قبل تحركه.

ثم بدأ رئيس القطار فى المرور متابعا من صعدوا للقطار حين توقف ووجدتها فرصة لمناقشة موضوع السيدة معه فجاء رده حاسما وقاطعا وكأنه فوجئ بالأمر مثل باقى الركاب «نعم أكتشفنا وجودها وأنزلناها لأن أمثالها يمكن أن يسرقوا الركاب النائمين».

وبعد 40 دقيقة أخرى ظهر فى العربة بائع للحلوى يبدو أنه صعد من طنطا ليمارس عمله مرورا بكل العربات (دون أن يكتشفه رئيس القطار) ولم يغادر إلا فى المحطة التالية القاهرة.

[email protected]
لمزيد من مقالات سامح عبد الله;

رابط دائم: