رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

العمل الوطنى وروح المنتخب الكروى

لم تكن السياسة غائبة عن مشاركة المنتخب المصرى لكرة القدم فى بطولة الأمم الإفريقية التى احتضنتها الجابون ، فالفريق الذى ذهب للمشاركة لم يكن يحظى بثقة متابعيه فى إمكانية تحقيقه مستوى متميزا، واكثر المتفائلين به توقعوا له العبورالى الدور ربع النهائى وهو ماكانوا يرونه فى حال تحقيقه إنجازا كبيرا، كونه يأتى من فريق يعود للمنافسة الأممية بعد غياب ثلاث نسخ متتالية رغم انه صاحب الرصيد الاعلى فى عدد مرات الفوز باللقب ، كما ان جل تشكيلته من عناصر شابة تفتقد الخبرة الإفريقية ، غير ان المنتخب المصرى فاجأ الجميع، المتفائلين به قبل منافسيه، وقدم أداء متوازنا يعتمد على منهج الواقعية الذى اثبت كفاءة ابهرت الجميع، وأكدت ان اى عمل كان رياضيا اوغيره، يتوجب على القائم عليه ان يعى قدراته وادواته جيدا ليحدد الطريقة التى تناسب تلك الامكانات ومن ثم يلعب فى ضوئها، وهو ماكان من الارجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى للمنتخب المصرى وجهازه المعاون فاستحق لقب مدرب الواقعية على غرار لقب مخرج الواقعية فى السينما الذى اشتهر به المخرج الراحل صلاح ابو سيف، وافادت تلك الواقعية فى تقدم المنتخب المصرى غير المرشح، خطوة خطوة حتى بلغ النهائى، متجاوزا فرقا يعترف عشاقه ومحبوه بأنها من العيار الثقيل لكن الفريق المصرى نجح فى إثبات ذاته، وأجبر الجميع على احترامه، حتى إن الفرنسى هيرفى رينارد مدرب المنتخب المغربى الشقيق لم يجد حرجا رغم خسارته أمام المنتخب المصري، فى ان يوجه له التحية وزاد بتحذير المنافسين بان المنتخب المصرى عاد، ورغم ان المغامرة المصرية توقفت فى المباراة النهائية مكتفية بالمركز الثانى، الذى اعتبره كثيرون انجازا كبيرا يذكر للمنتخب فيشكر عليه، راح آخرون يرون ان ماتحقق ليس إنجازا، من هنا كانت اللفتة المسئولة والكريمة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، باستقباله بعثة المنتخب المصرى فى مطار القاهرة ، وتوجيهه التحية للاعبين وجهازهم الفنى ، والتأكيد لهم أن ماقدموه من جهد كان محل تقدير الدولة والشعب ، لأنهم نجحوا بإخلاصهم وجهدهم فى إسعاد الشعب ، ونالوا تقديره واحترام عشاق اللعبة فى العالم كله ، وزاد الرئيس بأن طالب اللاعبين برفع رؤوسهم عالية والفخر بما قدموه للوطن ، وجاءت كلمات الرئيس بردا وسلاما على اللاعبين وجهازهم ، ومثلت دفعة معنوية وطاقة إيجابية حفزتهم لمواصلة المسيرة والبناء على ماتم فى الجابون من خلال مسيرة تصفيات كأس العالم 2018 لتحقيق الحلم الأكبر للجماهير المصرية، وهو العودة الى المونديال الذى لم يحالفنا التوفيق فى بلوغ نهائياته الا مرتين آخرها عام 1990، لكن تباشير الخير بدت هذه المرة من خلال هذا الجيل الذى استهل مسيرته فى التصفيات المونديالية بالفوز مرتين متتاليتين إحداهما على المنافس المباشر غانا ، ثم جاءت بطولة امم افريقيا ليضرب المنتخب المصرى فيها عصافير عدة بحجر الإجادة ، اولها تحقيق الفوز على منتخبين من المنافسين له فى التصفيات المونديالية وهما اوغندا وغانا ، ما منحه دفعة معنوية وبشرة خير ، انه قادر على تحقيق الحلم الكبير ، فالمنتخب تتنظره مباراتان مع اوغندا على التوالى فى اواخر اغسطس واوائل سبتمبر المقبلين، وفى حال فاز فيهما سيكون وضع قدما فى روسيا ، لانه ساعتها ستتبقى له مباراة على ملعبه مع الكونغو التى فاز عليها فى عقر دارها فى افتتاح مشوار التصفيات، وساعتها ستكون مواجهته مع غانا فى ختام المشوار بمثابة تحصيل حاصل ، من هنا وجب دعم المنتخب وتشجيع عناصره ومؤازرة جهازه الفنى ، غير ان اكبر مكاسب المنتخب المصرى تمثلت فى تلك الحالة الوطنية التى شهدتها مصر ، وتمثلت فى الالتفاف حول علم الوطن، وتجمع العائلات والاصدقاء لمتابعة المباريات فى أمن وأمان، ثم إطلاق العنان للفرحة بالانتصارات، لتشهد شواع كل محافظات مصر تفاعلا مع المنتخب وفرحة عارمة أسعدت الناس وجددت الامل فى مستقبل افضل، ولم تكن تلك الحالة فى مصر وحدها بل امتدت الى كل ارجاء الوطن العربى، حيث احتفى الاشقاء فى كل مكان داخل الوطن العربى او فى تجمعات الجاليات بشتى انحاء العالم، بما قدمه الفراعنة فى البطولة ، ليصدق القول ان الفرحة كانت عربية وليست مصرية فقط.

لمزيد من مقالات أشرف محمود;

رابط دائم: