رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
«مجابهة الإرهاب.. إرادة أمة».. تحت هذا العنوان. جاءت الندوة التثقيفية الرابعة والعشرون التى عقدت بمسرح الجلاء يوم الخميس الماضى. ونظمتها إدارة الشئون المعنوية بقواتنا المسلحة. الفيلم التسجيلى الذى عرض فى البداية عما يراد بنا. ونقوم به فى مواجهة القوى التى تهددنا كان عملاً سينمائياً ناضجاً. ربما كان من أنضج الأفلام التى أنتجتها الإدارة فى السنوات الأخيرة. وكعادة القوات المسلحة التى تعمل تحت شعار: عندما يصير الكل فى واحد. فأنت لا تجد اسم كاتب للسيناريو ولا مصوراً ولا مخرجاً. المهم أن العمل الفنى فى النهاية تصل رسالته إليك ويقوم بالمطلوب من وراء إنتاجه. وقد قلت للواء محسن عبد النبى، مدير إدارة الشئون المعنوية. والعميد ياسر عطية، مسئول الإعلام فى الإدارة، إن الأدوات الفنية تتقدم. والفيلم الذى شاهدناه يعكس اهتماماً بالجوانب الفنية كعمل فنى قائم بذاته. يمكن أن يعرض فى مواجهة أعمال فنية أخرى. ولا يعتمد على طبيعة موضوعه ولا يتستر وراء البعد الوطنى الذى يتحدث عنه. لم يكن الفيلم هو العمل الوحيد الذى شاهدناه. فقد رأينا أغنية وطنية للصم والبكم. ربما كانت المرة الأولى التى نستمع ونشاهد فيها أغنية تعتمد على لغة الإشارة. لتصل إلى قلوب ومسامع الصم والبكم. وقد تم تحويل أغنية: تحيا مصر، إلى لغة الإشارة على يد فريق كورال من الصم وضعاف السمع. والصم والبكم جزء من نسيج المجتمع المصرى. أهملناهم طويلاً. وتعاملنا معهم كما لو كانوا غير موجودين. وربما لم يجدوا هذا الاهتمام سوى فى أيامنا هذه وعلى كل المستويات. وأصبح لهم وجود حقيقى فى حياتنا بعد أن كانوا يحتلون الشوارع الخلفية من حياتنا وكأنهم ليسوا من أبناء المجتمع. بعد عرض الفيلم: حرب وجود. قال الرئيس إن عرض الفيلم فرصة عظيمة لأننا هنا الآن نشاهد الفيلم. وأكيد سيشاهده المصريون الآخرون وحتى العالم. وأكد أن أخبث وأدهى وسيلة لتدمير الدول هى الإرهاب. وأنه من المهم أننا كمصريين نفهم وندرك ما يجرى معنا فى بلادنا. كان الفيلم قد عرض حال سوريا قبل أن تضرب وبعد الضرب. وبنفس الطريقة ومن خلال الصور اليومية عرض العراق وما جرى له قبل وبعد. وليبيا وما حدث فيها قبل وبعد. واليمن ووقائع التخريب التى ما زالت مستمرة وحتى ندرك كم كانت تجربة الحياة جميلة فيها. فهو يقدم الملحمة تحت مسمى: قبل وبعد. قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن مصر تحارب الإرهاب منذ أكثر من ثلاث سنوات دون أن يشعر بها أحد. وأكد أن الدولة ماضية قدماً فى مسيرة التنمية مع جهود مكافحة الإرهاب. وهو ما يعتبر حرباً على جبهتين. واحدة من أجل البناء والتعمير. والثانية من أجل حماية الوطن والقضاء على الإرهاب. لم يتم الاكتفاء بعرض الفيلم. بل جاء أحد أبطال كمائن الرفاعى، الرائد مقاتل: كريم بدر، صعد على المسرح وهو يحرك ذراعاً واحداً، الذراع اليمنى. بعد أن فقد ذراعه اليسرى فى إحدى العمليات فى قلب قلب سيناء. حكى بلغة بسيطة وسهلة تذهب إلى المعنى مباشرة دون زخرفة أو تزويق وقائع ما جرى معه. قال كريم أنه تلقى إخطاراً عن تعرض الكمائن لهجوم إرهابى كبير. حيث اندفع بقواته التى تقدمتها دبابة إم 60 بقيادة الملازم أول محمد أحمد عبده. حكى كريم بدر أن قواته تعاملت مع الإرهابيين الذين حاولوا محاصرتهم باستخدام الأسلحة الثقيلة وسيارات الدفع الرباعى. لكن بسالة أفراد القوة كبدتهم خسائر جسيمة. ولكى ندرك خطورة العملية وأهميتها. أنه لو أن الأمور سارت فى طريقها ذ لا قدر الله ولا كان ذ كان سيتم إعلان ولاية سيناء بعد هذه المعركة. كريم الذى كان مؤثراً جداً عندما قال إن بلاده لو احتاجت لدفاعه عنها وكفاحه من أجلها وتضحياته فى سبيلها فهو مستعد للعودة إلى الميدان لاستكمال ما قام به. لأن بلادنا تستحق منا ما هو أكثر. ما أكتبه ليس حكايات آتية من الخيال. لكنها خارجة لنا من أرض الواقع. أبطالها أمامنا لحم ودم. وإن كان كريم قد وقف ليروى لنا بطولة زميله الشهيد الملازم أول محمد أحمد عبده. فإن الشئون المعنوية بالقوات المسلحة ذهبت إلى والدة الشهيد، وتحدثت بشكل مؤثر أبكى كل الحاضرين عن حكاية ابنها الشهيد. كانت تتكلم فى بيتها. وبيدها صورة ابنها، ودموعها التى تناوبت مع الكلمات. أكدت لنا أن الشهيد كان يسعى نحو استشهاده وهو يعرف قدره ومصيره. ويقدم حياته وروحه بأكبر قدر من الرضا والاطمئنان والسعى إلى ذلك. رسالة هذا اليوم الذى قضيناه فى حب مصر الأساسية أننا فى حالة حرب حقيقية. يجب عدم البحث عن عناوين أخرى. ولا كلمات تعبر عن أى شىء آخر. لأنها حالة حرب متكاملة الأركان. وخطورتها أن الذى يحاربنا ليس جيشاً نظامياً. ولا قوات يمكن التعرف على أماكنها والتعامل معها. لكنها فلول أو بقايا أو مؤخرة من يحاولون فرض رأيهم بالقوة على مجتمع رفض ما عندهم بشكل قاطع وواضح وسليم منذ الثلاثين من يونيو سنة 2013 وحتى أبد الدهر. بطولات الأفراد هى التى تتحول لبطولات الجماعة، الجماعة المصرية التى حافظت على هذا البلد آمناً مطمئناً متحداً. قال كريم إن محمد عبده أصيب أثناء الاشتباكات. لكنه رفض إخلاء مكانه. وأشار إلى الرائد كريم بأن حالته جيدة. حيث واصل إطلاق النار على العناصر الإرهابية. حتى أصيبت بقذيفة آر بى جيه. إصابة مباشرة، لينضم لقافلة الشهداء الذين جادوا بأرواحهم دفاعاً عن مصر. والاستشهاد أرقى أشكال البطولة. الاستشهاد معناه أن تقدم حياتك بإرادتك واختيارك من أجل بلادك. من أجل أن تستمر الحياة فيها. من أجل أشقائك وأهلك. من أجل كل مصرى على أرض مصر. فارق كبير بين من يقتل ومن يستشهد. فالإقدام على الاستشهاد عمل بطولى يجب ألا نقرأ الكلمة ونحن جلوس فى منازلنا لأن لحظة الاختيار فاصلة بين الحياة وحياة أخرى. ربما لا تقل أهمية ولا جمالاً عن الحياة التى نحياها على الأرض. سلامٌ لأرواح الشهداء. سلامٌ للجرحى بيننا. سلامٌ لكِ يا مصر. لمزيد من مقالات يوسف القعيد;