رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
قرأت سبع شهادات لسبعة من رموز ثوار يناير 2011 هم: مصطفى النجار: طبيب أسنان ومدون وناشط سياسي، وأحد مؤسسى حزب العدل وبرلمانى سابق.، زياد العليمي: محامٍ وعضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعي، وعضو البرلمان المنحل نوفمبر 2011 عن الكتلة المصرية، إسراء عبدالفتاح: ناشطة سياسية، ولدت فى مدينة بنها فى القليوبية عام 1978، شاركت العديد من الشباب المصرى فى الدعوة لإضراب 6 أبريل 2008 فى مصر ضد الغلاء والفساد. أحمد ماهر: مهندس مدنى وهو المنسق العام لحركة شباب 6 أبريل. سالى توما: طبيبة نفسية متخصصة فى حالات التعذيب والاغتصاب وعضو ائتلاف شباب الثورة، اختارتها صحيفة, «الفاينانشيال» لتكون بين نساء الربيع العربى اللاتى يقفن على جبهة النضال. طارق الخولي: دارس للقانون باللغة الإنجليزية فى جامعة الإسكندرية والمتحدث الإعلامى لحركة 6 أبريل، أحمد دومة: ناشط سياسى ومتحدث سابق باسم ائتلاف شباب الثورة. الجدير بالذكر أن أصحاب الشهادات السبع جرى اعتقالهم فى فترات متفاوتة. فى هذه الشهادات السبع تحدث كل منهم عن ثورة يناير. لكن لفت نظرى أن ثلاثة منهم فقط قاموا بعمل نقد ذاتى. وركزوا على أخطائهم فى الثورة. ونقد الذات بالنسبة لشباب فى هذه السن مسألة لا بد من تحيتها. وتركيزى على السلبيات ليس معناه أننى أبحث عن العيوب. فالمنجز الذى أنجزه الشباب هائل وعظيم. أما السلبيات فإنها تشكل الطريق ربما الوحيد للإيجابيات. فالإنسان ربما كان الكائن الوحيد على الأرض الذى يتعلم من أخطائه. وكما قال أستاذنا أحمد بهاء الدين: الإنسان حيوان له تاريخ. فى شهادة مصطفى النجار كتب: لم نكن ندرى أن نزولنا فى تظاهرات 25 يناير سيتحول إلى ثورة تسقط ديكتاتوراً ونظاماً. ولذلك لم نكن مستعدين ولا مؤهلين لتولى مسئولية البلاد عقب التنحي. ورأينا فى المؤسسة العسكرية فى بادئ الأمر بديلاً مؤقتاً جيداً. لذلك رحب كل الثوار بتولى المجلس العسكرى للمسئولية. ثم توالت الأخطاء فى إدارة البلاد.أما إسراء عبد الفتاح فقالت: كان الخطأ الأول: الذى أُرغِمنا عليه من أول لحظة الانتصار يوم 12 فبراير هو موافقتنا على تولى من تولوا إدارة شئون البلاد. فلم يكن لدينا أى بديل آخر. وهتفنا: الجيش والشعب إيد واحدة. وقد ثبت لنا فيما بعد أن ما نعرفه عن خفايا الواقع أقل من القليل. وأن الصورة كانت لها أبعاد أخرى مهمة. الخطأ الثانى: هو انشغالنا بما يقذفه لنا الحكام الجدد متعمدين بمساعدة معاونيهم من تيار الإسلام السياسى الذى اتخذه حليفاً. عندما لم يجدوا غيره فى هذا الوقت. وانصرافنا عن تنظيم أنفسنا من أجل ممارسة العمل السياسى بصورة منظمة. الخطأ الثالث: أننا خسرنا معركة الدستور الأول. وهذه المعركة أضاعت مسار الثورة نهائياً. فكل ما جاء بعدها هو نتيجة لخسارة هذه المعركة. أما الخطأ الرابع: فهو الغياب الكامل لمؤسسات حيادية مستقلة تدير المرحلة الانتقالية من انتخابات واستفتاءات وقصاص ومصالحات وطنية وعدالة انتقالية حقيقية. تعتمد المناقشة والبحث عن حكم عادل لا نجده. لأنه طرف فى النزاع. حيث ضاعت الحقوق وغابت العدالة. أحمد دومة صاحب أكثر الشهادات تركيزاً على السلبيات: أول الأخطاء وأخطرها: كان عدم تطهير الصف الثورى ممن نعلم بعدم طهارتهم أو من أثبتت الممارسة أن لهم غير الثورة غاية سواء ممن تآمروا على الثورة أو خانوها أو نصروا عليها أعداءها. الخطأ الثاني: اللجوء كثيراً لخيارات السياسة والقبول بالتفاوض والحوار. حتى على كثير من الثوابت. مما أظهرنا للناس بصورة المتناقضين أصحاب اللا موقف. وجعلنا نبدو كمن يبحث عن مصلحة أو مكسب كبير. فلما وجد تحقيقه صعباً قبل بالمكسب الأقل. الخطأ الثالث: تقديم خلافاتنا بين الأشخاص أو الكيانات على مصلحة الثورة. وبالتالى مصلحة الوطن. فنرفض الائتلاف ونقبل بالشتات. الخطأ الرابع: إصابة البعض منا بعدد من أمراض النخبة التى كنا نعيبها عليهم. كاستبدال النضال فى الشارع بالنضال فى الفضائيات أو فى العالم الافتراضي. مما جعل الثورة تخسر كثيراً من مناصريها. وتتراجع فى دورها الرئيسي. وهو الوصول إلى أصحاب المصلحة الحقيقية من انتصار الثورة. الخطأ الخامس: حل ائتلاف شباب الثورة الذى كان من وجهة نظرى أهم نافذة معبرة عن الثورة. لكونه يضم المفجرين والمبشرين الحقيقيين للثورة. بدلاً من إصلاح ما فيه من عيوب. مما جعل الثورة تبدو بمظهر اللقيط الذى لا أب له ولا أم ولا قيادة. أو حتى لسان. يعلن موقف قواها وثوارها على الناس والعالم. الخطأ السادس: عدم وجود رؤية وبديل حقيقى لمرحلة ما بعد الثورة مما سمح لأصحاب الرؤية حتى ولو كانت مدمرة بالظهور على الساحة وكسب تعاطف بعض الناس من غير العارفين بحقيقة الأمور. الخطأ السابع: أننا حاولنا أن نسبق وعى الجماهير بدلاً من العمل على توعيتهم. والبقاء فى المربع الذى يعيشون فيه. لأننا تصورنا أننا نحن الأكثر فهماً من الشارع. ثم الرجوع وإلقاء اللوم على الناس لعدم مشاركتنا. رغم أننا لم نفهمهم ما نقوم به. ونشاركهم القيام به. فقط نطلب منهم المشى وراءنا. الخطأ الثامن: عدم وجود نوافذ إعلامية قوية للثورة «قناة فضائية مثلاً أو جريدة مثلاً» ولو باكتتاب شعبى يكون للجميع أسهم فيه للخروج من سجن رجال الأعمال وتوجهاتهم. الخطأ التاسع: اختزال الثورة فى ميدان التحرير. والميادين الرئيسية. بدلاً من الخروج للقرى والنجوع والأحياء الشعبية. باعتبار أن سكانها هم الظهير الأهم والأخطر فى معركة الثورة. وأصحاب المصلحة الأصيلة الذين تقوم من أجلهم الثورات. ويختم أحمد دومة شهادته الجارحة والمهمة: ــ وليكن شعارنا ما قاله جيفارا: ــ إن تقدمت فأعينونى. وإن توقفت فادفعونى. وإن تأخرت فقد خنت فاقتلونى. المجد للشهداء. النصر للشعوب. درس الشباب لأنفسهم ولنا ولمصر وللمصريين. فهل نستوعب الدرس قبل فوات الأوان؟!. طبق الأصل مما كتبته 25 يناير 2013. واحتفظت به ضمن آوراقى، ودونت التاريخ من أجل أن أضع القارئ فى الصورة. ليس كتابة اليوم. ولو حاول البحث عن أصحاب الشهادات. ربما لن يجد سوى العجب العجاب. لمزيد من مقالات يوسف القعيد;